الموضوع
:
كم ثمن صاحبك .
عرض مشاركة واحدة
21-11-14, 02:00 PM
#
1
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
تاريخ التسجيل: 22-04-2008
الدولة: رياض الجنة
المشاركات: 5,432
كم ثمن صاحبك .
ربما مرّ على بعضنا
المثل الشّعبي
المعروف عند كبار السنّ خاصةً
حيث يُروى على شكل حوار بين شخصين
يسأل أحدهما الآخر : (
بكم بعت صاحبك
؟ )
فيرد عليه الآخر : (
بتسعين زلّة
) أي خطأ
فيقول له الأول : (
أرخصته
! ) أي بعته بثمن زهيد !
وقد يُحكى أحياناً بثمنٍ أكثر من ذلك ، فقد يقولون
بألف زلّة
!
وكلاهما يُعتبر
ثمناً بخساً
حينما يتأمل الإنسان في صاحبٍ يعتبر
كنزاً
..
في زمن قلّ فيه
المخلصون
الصّادقون
إلا فيما ندر !
نستغرب من شخصٍ غفر لصاحبه تسعاً وثمانين زلة ثم بعد زلّته
التّسعين
تخلّى عن صداقته ؟
وعلى العكس : هل فعلاً لازال هناك أشخاصٌ يعتبرون التسعين أو الألف زلّة
رخيصةً
كــ ثمنٍ لأصحابهم ؟!
فأصدقاؤهم برأيهم لا تساويهم
كنوز
الأرض !
والغريب عندما نرى في واقعنا أشخاصاً
يهجرون
أصدقائهم بعد ثلاث زلّات ( أحياناً )
هل هانت علينا مثل هذه
الصّداقات الثمينة
لنرخصها بثمنٍ بخس ؟
وهل يُعتبر من الشّرع تطبيق
الهجر
أو المقاطعة أو
البعد
على من تربطنا معهم
أخوةٌ في الله
لأجل أخطاءٍ ( عادية ) ؟
وهل نعتقد أن
قلوبهم
تحتمل قرارات مُدمرةٍ كهذه بحجةِ
التأديب
..
ليرجع ذاك
الهاجر
بكلّ ثقةٍ وبرودٍ فــ يُعيد حبالَ
الوصل
كما تشتهيه نفسه ؟
ويفترض أن
القلوب المكسورة
ستعود كما كانت معه .. !
بل ربما تزيد
محبةً
له حين أراد أن يُشعرهم
بأهميّته
فابتعد عنهم وهجرهم ؟!!
لماذا أصبحت بعض المشاعر
لعبةٌ رخيصةً
في أيدي البعض ؟
وهل أصبح الإفصاح عن المحبّة والمشاعر
جريمةٌ
تعاقب عليها قلوب الآخرين ؟
ألم يقل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمعاذ : ( يا معاذ ،
والله إنّي لأحبّك
) ؟ فأين العيب في هذا ؟!
وكيف تُجبر كسر
عزّة الأنفس
بعد أن طرقتها مطرقة الأهواء ؟
كيف يعود
القلب
لصفائه بعدما حطّمه جبروت أحبابه ؟
كيف نتخلّص بسهولةٍ من
أصحابٍ
بذلوا لأجلنا الكثير بسبب زلةٍ يُعظمها
الشّيطان
في صدرونا ؟
وكيف نتخلّى عن
جميل الذكريات
معهم كورقةٍ نرميها باستخفافٍ لــ تطؤها أقدامنا
بلا مبالاة
؟
فلنتأمّل في
واقعنا
.. في حياتنا .. في
أقربائنا
وأحبّتنا
كم بعنا
الثمين
منهم بزهيد الثّمن ؟ كم خسرنا
قلوباً
أحبّتنا بصدقٍ لكنّها أخطأت مرةً أو مرات ؟
ومن ذا الذي
لا يخطئ
؟
أليس الكريم الرّحيم يغفر
الذّنوب جميعاً
وإن بلغت عنان السّماء ؟ ( ولله المثل الأعلى )
فلماذا
تحجرّت
قلوبنا وقست فلا تسمح بالعفو ولا تغفر وتحسب الزلّة تلو الزلّة ؟
وهل أصبحنا لعبة في أيدي شياطين الإنس والجن لنهدم
صروح المحبّة
[ في لحظة ] ؟
فهل سنعيد حساباتنا لنسترجع
كنوز القلوب
الثّمينة التي بعناها بأيدينا ؟
وهل سنتمسك
بالجواهر النفيسة
مما تبقّى حولنا من أحبّتنا ونغفر لهم زلّاتهم و
نصفح
عن أخطائهم ؟
إن القيمة الحقيقة لأيّ
شخصٍ
حولك لن تظهر إلا عندما تخسره
بلا عودة !
وذلك عندما تواريه
الثّرى
وتجلس على شفيرِ
قبره
تذرف دموع النّدم والأسى !
كنْ
مُتسامحاً
واعفُ وسامحْ واغفرْ
فأنتَ في
دنيا زائلة
.. ولا تعلم من ينفعك في أخراك !
فبعض القلوب
الصّادقة
لن تتكرّر
وإن خسرتها .. فقد
لا تعود
أبداً !
:
منقول
توقيع
رقية مبارك بوداني
الحمد لله
أن رزقتني
عمرة
هذا العام ،
فاللهم
ارزقني
حجة
،
اللهم
لا تحرمني فضلك ، وارزقني
من
حيث لا
أحتسب
..
رقية مبارك بوداني
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها رقية مبارك بوداني