عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-14, 10:05 PM   #30
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي





الكافِرُ لا غِيبةَ له
، فهو ليس مُحترَمًا في الغِيبة ، لَكَ أنْ تغتابَه ، إلَّا أنْ يكونَ لَهُ أقاربُ مُسلمون يتأذون بذلك فلا تغتبه وإلَّا فلا غِيبةَ لَه .. أمَّا الفاسِق فهو مُحْـتَرَم إلَّا أنْ تكونَ المصلحةُ تقتضي بيانَ فِسْقِهِ فلا بأسَ أن يُذكَرَ بِفِسْقِهِ ، لأنَّ هذا مِن باب النصيحة .




ما تَرَتَّبَ على الكَذِبِ في البيع والشِّراء ؛ مِن زيادةٍ في الثمن أو زيادةٍ في المَبيع فإنَّه سُحْتٌ والعِياذُ بالله ، لأنَّه مَبنِىٌّ على الكَذِب ، والكَذِبُ باطِل ، وما بُنِىَ على الباطِل فهو باطِل ، وكذلك الكذِبُ في وصف السِّلْعَة ؛ يقولُ الإنسانُ مثلاً : هذه السلعة فيها كذا وكذا مِن الصفات المرغوبةِ وهو كاذِب ، هذا أيضًا مِن أكل المال بالباطِل .



اللَّعْنُ مَعناه : الطرد والإبعاد عن رحمة الله ، فإذا قُلت : اللهم العن فُلانًا ، فإنك تعني أنَّ اللهَ يُبعده ويَطرده عن رحمته والعياذُ بالله .. ولهـذا كان لَعْنُ المُعَيَّن مِن كبائر الذنوب ، يعني : لا يجوزُ أنْ تلعنَ إنسانًا بعينه ، فتقول : اللهم العَن فُلانًا ، أو تقول : لَعْنةُ اللهِ عليك ، أو ما أشبه ذلك ، حتى لو كان كافرًا وهو حَىٌّ فإنه لا يجوزُ أنْ تلعنه ، لأن النبىَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لَمَّا صار يقول : اللهم العَن فُلانًا ، اللهم العَن فُلانًا ، يُعَيِّنُهُم ، قال اللهُ له : (( لَيْسَ لَكَ مِن الأَمْرِ شَئٌ أَو يَتَوبَ عَلَيْهِم أو يُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُم ظَالِمُون )) آل عمران/28 .. ومِن الناس مَن تأخذه الغَيْرةُ فيلعَنُ الرجلَ المُعَيَّنَ إذا كان كافرًا وهذا لا يجوز ، لأنك لا تدري لعل اللهَ أنْ يهديه .. وكم مِن إنسانٍ كان مِن أشدِّ الناس عَداوةً للمسلمين والإسلام هداه الله وصار مِن خِيار عِباد الله المؤمنين ومنهم : عمر بن الخطاب ، وخالد بن الوليد ، وعِكرمة بن أبي جهل .. أمَّا إذا مات الإنسانُ على الكُفر وعَلِمنا أنه مات كافرًا فلا بأسَ أنْ نلعنه ، لأنه ميئوسٌ مِن هدايته والعياذُ بالله لأنه مات على الكُفر .. ولكنْ : ما الذي نستفيده مِن لَعْنِهِ ؟ ربما يدخل هذا ( لَعْنُهُ ) في قول النبىِّ صلَّى اللهُ عليه و سلَّم : (( لا تَسُبُّوا الأمواتَ فإنهم أفْضَوْا إلى ما قدَّموا )) .. ونحن نقول لهذا الرجل الذي يلعن الكافرَ أو الذي مات على الكُفر ، نقول : إنَّ لَعْنَكَ إيَّاه لا فائدةَ منه في الواقع ، لأنه قد استحق الطرد و الإبعاد عن رحمة الله ، فليس مِن أهل رحمة الله أبدًا ، بل هو مِن أصحاب النار هم فيها خالدون .. وكذلك أيضًا البهائم ، لا يجوزُ أنْ تلعن البهيمة : البعير ، الحِمار ، بقرة ، شاة ، لا يجوزُ أنْ تلعنه .



يجوزُ لَعْنُ أصحاب المعاصي غير المُعَيَّنين ، فقد ثبت في الصحيح أنَّ رسولَ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال : (( لَعَنَ اللهُ الواصِلةَ والمُستوصِلَة )) ، وأنه قال : (( لَعَنَ اللهُ آكِلَ الربا )) ، وأنه قال : (( لَعَنَ اللهُ مَن ذَبَحَ لغير الله )) ، وأنه قال : (( لَعَنَ اللهُ اليهودَ اتَّخَذوا قبورَ أنبيائهم مساجد )) ، وأنه (( لَعَنَ المتشبِّهين مِن الرجال بالنساء ، والمُتشبِّهات مِن النساء بالرجال )) .



إذا زَنَى الرقيقُ ( العَبْدُ ) ، فإنَّ عليه نِصفَ حَدِّ الحُرِّ وهو ‹‹ خَمسون جَلْدَةً فقط ›› ويَسقط عنه التغريب ، لأنَّ التغريبَ إضرارٌ بِسَيِّدِه ، وللسَّيِّدِ أن يُقيمَ على عبده الحَدَّ إذا زَنَى .. أمَّا الحُرُّ فإنه لا يتولَّى جَلْدهُ إلاَّ الإمام أو نائبه .. أمَّا لو سَرق العَبْدُ فالسرقةُ فيها قطعُ اليد ، ولا يتولَّى قطعَ اليد إلاَّ الإمام أو نائبه .





توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس