عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-06, 01:44 AM   #1
أم اليمان
~ ما كان لله يبقى ~
افتراضي وهـــــــج التـوبـــــــة ( قصيدة رائعة )

وهـــــــج التـوبـــــــة

صالح علي العمري



لماذا تابت هذه المرأة وكيف تابت قصة عجيبة أقرأ وكفكف دموعك وتعرف عليها



[poem=font="Simplified Arabic,5,white,normal,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="double,6,white" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
جاءت إليه و نار الجوف تستعرُ = و دمعة العين لا تنفكّ تنهمرُ
جاءت إليه تجرّ الهمّ مخبتةً = كأنها أشعث أضنى به السفرُ
فراشها السهد ، و الأحزان كسوتها = و البؤس يعصر قلبا كاد ينفطرُ
جاءت إليه و موج الغمّ ملتطمٌ = والنفس لهفى ، وحبل السعد منبترُ
جاءت إلى الرحمة المسداة في لهفٍ = في ساحة ا لأمن.. لا ذلٌ ولا خطرُ
الحدُّ يُدرءُ . . و الأحكام عادلةٌ = والذنب مغتفرٌ ، و العرض مختفرُ
تقدمت و الضمير الحيُّ يشحذها = لجنّةٍ نحوها الأرواح تبتدرُ
واستجمعت تفضح الأسرار في أسفٍ = لعلّها في مقام العرض تستترُ
وهج الفضيحة أمرٌ يستهان به = فحرقة الجوف لا تبقي و لاتذرُ
فأقبلت و رسول الله في حِلَقٍ = من صحبه و فؤاد الدهر مفتخرُ
كأنه الشمسُ . . أو كالبدر مزدهرا = أستغفر الله.. ماذا الشمس و القمرُ؟!
فأفصحت – يالهول الخطب- وانفجرت = و طالما هدّها الإطراق و الفكرُ
قالت له : يا رسول الله معذرةً = ينوء ظهري بذنبٍ كيف يُغتفرُ!!
فجال عنها و أغضى عن مقالتها = و للتمعّر في تقطيبه أثرُ
واسترسلت يا أجلّ الخلق قاطبةً = يا أرحم الناس طُرّا: غرّني الغررُ
فجال عنها و أغضى عن مقالتها = رحمى..وللعفو في إعراضه صورُ
قالت وللصدق في إقرارها شجنٌ = والصمت يطبق والأحداث تُختصرُ
أصبت حدّاً فطهّر مهجةً فنيت = وشاهدي في الحشا، إن كُذب الخبرُ
دعني أجود بنفس لا قرار لها = فالنفس مذ ذاك لا تنفك يحتظرُ
حرارة الذنب في الوجدان لاعجةٌ = إني إلى الله جئت اليوم أعتذرُ
فقال عودي.. وكوني للجنين تُقى = فللجنين حقوقٌ مالها وزرُ
فاسترجعت وانثنت شعثاء شاردةً = فهل لها فوق نار الوزر مُصطبرُ؟!
ما أودعت سجن سجّانٍ و كافلها = تقوى الإله . . فلا سوطٌ و لا أَسرُ
تغصّ في كل ليل حالك قلقا = و عندها سامراها : الهمُّ و السهرُ!!
واغتالها غائل الإشفاق من سقرٍ = سبحان ربي. . وما أدراك ما سقرُ!!
لم تنتظر قرّة ً للعين أو سندا = و إنما هو حتف الروح تنتظرُ
لكل ميلاد أنثى فرحةٌ و رضا = و ما لميلادها سعدٌ و لا بِشَرُ!!
حتى إذا حان حينٌ و انقضى أجلٌ = و قد تقرح منها الخدّ والبصرُ
حلّ المخاض فهاجت كلّ هائجةٍ = مثل الأسير انتشى و القيدُ ينكسرُ
طوت عليه لفاف البين وانطلقت = فروحها للقاء الطهر تستعرُ
أمٌّ تغشّى حياض الموت مشفقةً = إذا اعترى المذنبين الأمن والخدرُ
و أقبلت .. يارسول الله : ذا أجلي = طال العناء و كسري ليس ينجبرُ
فقال قولة إشفاقٍ و مرحمةٍ = و القلب منكسرٌ ، و الدمع ينهمرُ
غذّي الوليد إلى سنّ الفطام فقد = جرت له بالحقوق الآيُ و السورُ
فاسترجعت ، ولها آهات محتسبٍ = بمهجةٍ غيّرت و جدانها الغِيَرُ
ومرّ عامٌ .. وفي إصرارها جلدٌ.. = ومرّ عامٌ .. فلا ضعفٌ و لا خورُ
الله أكبر . . والأذكار سلوتها = والبرّ يشهدُ و الإخبات و السحرُ
حتى إذا ما انقضت أيام محنتها = تكاد لولا عرى الإيمان تنتحرُ
جاءت به ورغيف الخبز في يده = وليس يعلم ما الدنيا و ما القدرُ !!
وليس يدرك ما تفشيه لقمته = و الشمل عمّا قريبٍ سوف ينتثرُ
يلهو.. و لم تبلغ الأحداث مسمعه = جهلاً. . وعن مثله يُستكتم الخبرُ
قالت: فديت رسول الله ذا أجلي = قد ملّني الصبر،والعقبى لمن صبروا
فقال: من يكفل المولود من سعةٍ = أنا الرفيق له.. يا سعد من ظفروا!!
فاستله صاحب الأنصار في فرحٍ = وحاز أفضل فوزٍ حازه بشرُ
كأنما الروح من وجدانها انتسلت = يا للأمومة . . و الآهات تنفجرُ
وكفكفت دمعةً حرّى مودِّعةً = و للأسى صورةٌ من خلفها صورُ
حتى إذا ما انطوى عن ظهرها ألقٌ = واستسلمت لقضاء زفّه القدرُ
شدوّا عليها رداء الستر واحتُفرت = الله أكبر. . ماذا ضمّت الحفرُ
الحكم لله فردٍ لا شريك له = ما أنزل الله . . لا ما أحدث البشرُ
وفي الحدود نقاء النفس من لممٍ = وفي الحدود حياة الناس فاعتبروا..
وشذّرتها شظى الأحجار فالتجأت = و في تألمها عتقٌ و مطّهرُ..
فالعين مسملةٌ .. و الخدّ منهشم = و الشعر في جندل الأحداث منتثرُ
لو أن للصخر قلبا لانشوى ألما = و قد ينوء بأثقال الأسى الحجرُ
أو أن للطفل عين -والدماء سدى- = ماذا عسى أن يقول الطفل يا بشرُ؟!
هناك- والجسد الذاوي يفوح شذى- = لم يبق إلاّ جمال الطهر والظفرُ
واستبشرت بعبير التوب واغتسلت = كما ينقي صلاد الصخرة المطر
وقال فيها رسول الخير قولته: = تابت و توبتها للناس معتبر
لو وزّعت بين أهل النخل قاطبةً = كانت لهم دون بأس الله مُدّثر
قام النبي وصفّ الصحب في أثرٍ = فيهم أبو بكرٍ الصدّيق و العمرُ
صلى وصلّوا وضجوا بالدعاء لها = و دعوة المصطفى للعبد مُدّخر
في ذمة الله يا من فاح مرقدها = عطرا، وطبتِ وطاب القبر و المدر
بيّنتِ حكما، و كنتِ للتقى مثلاً = وفاز بالصحبة الغراء مبتدر
سارت إلى جنة الفردوس فابتسمت = لها الربى و النعيم الخالد النَضِر
وجنّة الخلد تجلو كل بائسةٍ = يحلو إليها الضنى والجوع والسهر
إن غرّها طائف الشيطان في زمنٍ = فلم تزل بعدها تعلو و تنتصر
هناك قصة توبٍ تزدهي مثلا = للتائبين و فيها البرّ و العبر ..
في كل لفتة حزنٍ نور موعظةٍ = أليس في سيرة الأصحاب مُدّكر
و رب ذنبٍ دعا لله صاحبه = إن أخلص العزم أو إن صحّت الفطر
يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ = و الموت خلف جدار الغيب مستتر
الله يفرح إن تاب المسيء ..ألا = قوموا إلى الله و استعفوه و ابتدروا
لا تأمن العمر والأيام راكضةٌ = وقد يجيء بما لم تحذر القدر!!
في الدهر زجرٌ وفي الأحداث موعظةٌ = فما لقلبي المعنّى ليس ينزجر؟!
كم غرّ إبليس والأهواءُ من نفرٍ!! = وأعظم الذنبِ أنّ الذنبَ يُحتقرُ..[/poem]

رضي الله عنها وأرضاها فقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلّم
( لقد تابت توبةً لو تابها أهل المدينة لقُبل منهم)
صحيح الجامع للألباني






------------
المصــدر



توقيع أم اليمان
.....
قال نبينا -عليه الصلاة والسلام - : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله تبارك وتعالى : تُريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تُبَيِّض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ، وتنجينا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئا أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل . رواه مسلم .
.....
أم اليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس