الموضوع: من عوائق الطلب
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-03-15, 05:23 PM   #1
سارة عبد الله
|طالبة في المستوى الاول |
 
تاريخ التسجيل: 26-07-2011
المشاركات: 102
سارة عبد الله is on a distinguished road
افتراضي من عوائق الطلب

إن من عوائق الطلب ومما يهضم العلم ويطمسه من الصدور عدم العمل به، فقد كان السلف رحمهم الله يطلبون العلم ويعملون به فيستقر في صدورهم وتظهر ثماره جلية واضحة ، تبدوا لكل طالب حق ما إن يلمحها ، فكان العلم والعمل هو سمتهم ، حتى قال الشافعي في تذكرة السامع والمتكلم : "ليس العلم ما حٌفِظ، العلم ما نفع"،
.
.
و عن أبي بكر الرازي قال سمعت إبراهيم الخوّاص يقول ليس العلم بكثرة الرواية وإنما العالم من اتبع العلم واستعمله واقتدى بالسنن وإن كان قليل العلم) -اقتضاء العلم العمل- للخطيب البغدادي .
.
.
فقد كانوا - رحمهم الله - حفاظا للعلم رعاة له ، ولهذا عنوا بتصنيف المصنفات في أدب الطلب والطالب، فإنما الأدب والتأدب بآداب طالب العلم هي من العمل بالعلم ،ومن رعايته ، ومن ثماره ، حتى كانوا يقدمون الادب على الطلب .
.
.
قال الإمام مالك رحمه الله : (كانت أمي تعمّمني وتقول لي : اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه ) - ترتيب المدارك وتقريب المسالك -
.
.
وجاء عن عبد الله بن المبارك رحمه الله أنه قال : (نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم ) - مدارج السالكين -
و قال أيضا كانوا يطلبون الأدب ثم العلم ) - غاية النهاية في طبقات القُراء لابن الأثير -
و قال كذلك : ( كاد الأدب يكون ثلثي العلم ) - صفة الصفوة لابن الجوزي -
.
.
ويقول سفيان الثوري رحمه الله : (ليس عمل بعد الفرائض أفضل من طلب العلم ، وكان الرجل لا يطلب العلم حتى يتأدب ويتعبد قبل ذلك عشرين سنة )
- حلية الأولياء -
.
ولكن أتى زمن صار العلم يطلب لذاته ، لا للعمل به ، ويطلب للمماراة لا للتبليغ والدعوة ، فصار حالنا كما نرى ، علم بلا أدب ، وكثرة تبجح بما نعلم ، مع قلة عمل وقلة دعوة ....
...
..
فيا إخوة الإيمان .. هلم نعد إلى ماكان عليه السلف فنبدأ بما بدؤووا ، فنتأدب بأدب العلم ثم نطلبه لله خالصا ثم نعمل به ثم نبلغه ونصبر على مانجد
.
.
وفقنا الله وإياكن لكل خير
.
.
محبتكن أم روااان
سارة عبد الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس