|تواصي بالحق والصبر| مسؤولة الأقسـام العامة
|
( 4 ) إذا عَزمتَ أن تحفظَ القُرآنَ ، وأنتَ تحفظُ القُرآنَ لا تيأس .
في هذه الرِّحلة الجَميلة ( الرِّحلة القُرآنيَّة ) قد تَمُرُّ عليكَ صُعوباتٌ وعقباتٌ كثيرةٌ جِدًّا .
لا تجعلك هذه العقباتُ في يومٍ من الأيام تَتَّخِذُ قرارًا بأن تترك حِفظ القُرآن .
وإذا جاهدتَ نفسكَ ، سيُيَسِّرُ اللهُ لَكَ كُلَّ الأمور ؛
لأنَّكَ تُريدُ أن تحفظَ القُرآنَ لوَجه الله سُبحانه وتعالى .
يقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ : (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )) العنكبوت/69 .
سيُيَسِّرُ اللهُ لكَ ، ولكنْ لا تيأس .
( 5 ) لماذا تحفظُ القُرآنَ ؟
هذه قاعدة أساسيَّة ومُهمة لحِفظ القُرآن الكريم .
إذا عَزمتَ على حِفظ القُرآن وبدأتَ بحِفظِهِ ، فعليكَ أن تُحَدِّدَ نِيَّاتِكَ .
حَدِّد نِيَّاتِكَ في الحِفظ .
مثلًا : ضَع هَدفًا من أهدافِكَ : إذا أنا حَفِظتُ القُرآنَ ، بإذن الله سأتقرَّبُ من هذا القُرآن ،
ويكونُ القُرآنُ معي دائمًا في بيتي وفي عَملي وفي المَسجد وفي السيَّارة وفي كُلِّ مكان .
هذا هَدفٌ وهذه نِيَّةٌ جميلةٌ ورائعةٌ .
شخصٌ آخَر يُريدُ أن يَحفظَ القُرآن حتى يكونَ من أهل اللهِ سُبحانه وتعالى ،
(( أهلُ القُرآن هُم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه )) صَحَّحه الألبانيُّ في صحيح الترغيب .
شخصٌ آخَر يُريدُ أن يحفظَ القُرآن كَيْ يُعلِّمَ القُرآنَ ، كما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم : (( خيرُكم مَن تعلَّمَ القُرآنَ وعلَّمَه )) رواه البُخاريُّ .
شخصٌ آخَر يُريدُ بحِفظ كتاب الله سُبحانه وتعالى أن يُلْبِسَ والِدَيْه تاجَ الوَقار
يومَ القيامةِ .
هذه نِيَّاتٌ طيِّبةٌ وجميلةٌ ورائعةٌ ومُهِمَّةٌ .
ونقولُ : [ تحديد النِّيَّات ] ؛ لأنَّكَ في رِحلتِكَ مع القُرآن وأنتَ تحفظُ القُرآنَ
في المُنتصَف أو في آخِر الرِّحلة قد تشعرُ بفُتورٍ أو ملَلٍ بحِفظ كتاب الله
سُبحانه وتعالى ، وتحديدُ النِّيَّاتِ في البِدايةِ يُساعِدُكَ على أن تُجَدِّدَ هِمَّتَكَ
وتُجَدِّدَ نِيَّتَكَ وتبدأ مرَّةً أُخرى بحِفظ كتاب الله سُبحانه وتعالى .
( 6 ) في حِفظِكَ لكتاب الله عَزَّ وجَلَّ ، عليكَ أن
تُخَصِّصَ وقتَكَ وجُهْدَكَ لهذا الحِفظ .
وهذا الأمرُ قاعدةٌ من أهَمِّ القواعِدِ في حِفظِكَ لكتاب الله عَزَّ وجَلَّ .
اليومَ إذا أردتَ أن تحفظَ القُرآنَ ، لا تَقُل : أنا ما عندي وقتٌ .
لا تَقُل : اليومَ أحفَظُ وعَشرة لا .
لا تجعل حِفظَ القُرآن بالنسبةِ لكَ في يومِكَ ثانويًّا .
القُرآنُ عَزيزٌ ، لا تجعله من فُضُول أوقاتِكَ .
|