عرض مشاركة واحدة
قديم 24-08-15, 04:51 PM   #2
|علم وعمل، صبر ودعوة|
Note || المقرر الأول ||


|| المقرر الأول ||

بَابٌ مَا جَاءَ فِي الرِّيَاءِ

وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ الآيَة [الكهف: 110].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا « قَالَ تَعَالَى أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ, مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ مَعِي فِيهِ غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ »(1) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَرْفُوعًا « أَلَا أُخْبِرُكُمْ مَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟ قَالُوا بَلَى قَالَ الشِّرْكُ الْخَفِيُّ يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهَ, لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ إِلَيْهِ »(2) رَوَاهُ أَحْمَدُ.

فِيهِ مَسَائِلُ:
الْأُولَى: تَفْسِيرُ آيَةِ الْكَهْفِ.
الثَّانِيَةُ: الْأَمْرُ الْعَظِيمُ فِي رَدِّ الْعَمَلِ الصَّالِحِ إِذَا دَخَلَهُ شَيْءٌ لِغَيْرِ اللَّهِ.
الثَّالِثَةُ: ذِكْرُ السَّبَبِ الْمُوجِبِ لِذَلِكَ, وَهُوَ كَمَالُ الْغِنَى.
الرَّابِعَةُ: أَنَّ مِنَ الْأَسْبَابِ أَنَّهُ تَعَالَى خَيْرُ الشُّرَكَاءِ.
الْخَامِسَةُ: خَوْفُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ مِنَ الرِّيَاءِ.
السَّادِسَةُ: أَنَّهُ فَسَّرَ ذَلِكَ بِأَنَّ الْمَرْءَ يُصَلِّي لِلَّهِ, لَكِنْ يُزَيِّنُهَا لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ إِلَيْهِ.

،,

بَابٌ مِنَ الشِّرْكِ إِرَادَةُ الْإِنْسَانِ بِعَمَلِهِ الدُّنْيَا

وَقَوْلُهُ تَعَالَى ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا ﴾ الْآيَةِ.
وفِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيلَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِي، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا اِنْتَقَشَ، طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنْ اِسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ » (1) .

فِيهِ مَسَائِلُ:
الْأُولَى: إِرَادَةُ الْإِنْسَانِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ.
الثَّانِيَةُ: تَفْسِيرُ آيَةِ هُودٍ.
الثَّالِثَةُ: تَسْمِيَةُ الْإِنْسَانِ الْمُسْلِمِ عَبْدَ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْخَمِيصَةِ.
الرَّابِعَةُ: تَفْسِيرُ ذَلِكَ بِأَنَّهُ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ.
الْخَامِسَةُ: قَوْلُهُ «تَعِسَ وَانْتَكَسَ».
السَّادِسَةُ: قَوْلُهُ « وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ » (2).
السَّابِعَةُ: الثَّنَاءُ عَلَى الْمُجَاهِدِ الْمَوْصُوفِ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ.

،,

بَابٌ مَنْ أَطَاعَ الْعُلَمَاءَ وَالْأُمَرَاءَ فِي تَحْرِيمِ مَا أَحَلَّ اَللَّهُ أَوْ تَحْلِيلِ مَا حَرَّمَهُ فَقَدْ اِتَّخَذَهُمْ أَرْبَابًا

وَقَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ يُوشِكُ أَنْ تَنْزِلَ عَلَيْكُمْ حِجَارَةٌ مِنَ اَلسَّمَاءِ, أَقُولُ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُونَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ؟!" .
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ "عَجِبْتُ لِقَوْمٍ عَرَفُوا الْإِسْنَادَ وَصِحَّتَهُ, وَيَذْهَبُونَ إِلَى رَأْيِ سُفْيَانَ, وَاَللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ ﴿فَلْيَحْذَرِ اَلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾(1) أَتَدْرِي مَا الْفِتْنَةُ؟ الْفِتْنَةُ اَلشِّرْكُ لَعَلَّهُ إِذَا رَدَّ بَعْضَ قَوْلِهِ أَنْ يَقَعَ فِي قَلْبِهِ شَيْءٌ مِنَ اَلزَّيْغِ فَيَهْلَكَ.
وَعَنْ عَدِيٍّ بْنِ حَاتِمٍ : « أَنَّهُ سَمِعَ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ اِتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اَللَّهِ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ قَالَ أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اَللَّهُ فَتُحَرِّمُونَهُ وَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اَللَّهُ فَتُحِلُّونَهُ؟ فَقُلْتُ بَلَى, قَالَ فَتِلْكَ عِبَادَتُهُم »(2) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَاَلتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ.

فِيهِ مَسَائِلُ:
الْأُولَى: تَفْسِيرُ آيَةِ (اَلنُّورِ).
اَلثَّانِيَةُ: تَفْسِيرُ آيَةِ (بَرَاءَةٌ).
اَلثَّالِثَةُ: اَلتَّنْبِيهُ عَلَى مَعْنَى الْعِبَادَةِ اَلَّتِي أَنْكَرَهَا عَدِيٌّ.
اَلرَّابِعَةُ: تَمْثِيلُ اِبْنِ عَبَّاسٍ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ, وَتَمْثِيلُ أَحْمَدَ بِسُفْيَانَ.
الْخَامِسَةُ: تَغَيُّرُ الْأَحْوَالِ إِلَى هَذِهِ الْغَايَةِ, حَتَّى صَارَ عِنْدَ الْأَكْثَرِ عِبَادَةُ اَلرُّهْبَانِ هِيَ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ, وَتُسَمَّى الْوِلَايَةُ وَعِبَادَةُ الْأَحْبَارِ هِيَ الْعِلْمُ وَالْفِقْهُ, ثُمَّ تَغَيَّرَتْ الْأَحْوَالُ إِلَى أَنْ عُبِدَ مِنْ دُونِ اَللَّهِ مَنْ لَيْسَ مِنَ اَلصَّالِحِينَ, وَعُبِدَ بِالْمَعْنَى اَلثَّانِيَ مَنْ هُوَ مِنَ الْجَاهِلِينَ.
،,





--------------------------
للتحميل بصيغة .... في المرفقات
للتحميل بصيغة .... هنـــا
الملفات المرفقة
نوع الملف: docx المقرر الأول.docx‏ (193.2 كيلوبايت, المشاهدات 362)

التعديل الأخير تم بواسطة أَمَةُ الله ; 24-08-15 الساعة 08:00 PM
عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي غير متواجد حالياً