عرض مشاركة واحدة
قديم 31-08-15, 08:18 PM   #9
|علم وعمل، صبر ودعوة|
Note || المقرر الثامن ||



|| المقرر الثامن ||

بَابٌ مَا جَاءَ فِي الـ "لَوْ"

وَقَوْلُ اَللَّهِ تَعَالَى ﴿ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا ﴾ الْآيَةَ.
وَقَوْلُهُ ﴿ اَلَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ﴾ الْآيَةَ.
وَفِي اَلصَّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ وَلَا تَعْجَزَنْ, وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ; فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا, لَكَانَ كَذَا وَكَذَا, وَلَكِنْ قُلْ قَدَّرَ اَللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ; فَإِنَّ (لَوْ) تَفْتَحُ عَمَلَ اَلشَّيْطَانِ » (1) .

فِيهِ مَسَائِلُ:
الْأُولَى: تَفْسِيرُ الْآيَتَيْنِ فِي آلِ عِمْرَانَ.
اَلثَّانِيَةُ: اَلنَّهْيُ اَلصَّرِيحُ عَنْ قَوْلٍ ، لَوْ ، إِذَا أَصَابَكَ شَيْءٌ.
اَلثَّالِثَةُ: تَعْلِيلُ الْمَسْأَلَةِ بِأَنَّ ذَلِكَ يَفْتَحُ عَمَلَ اَلشَّيْطَانِ.
اَلرَّابِعَةُ: الْإِرْشَادُ إِلَى الْكَلَامِ الْحَسَنِ.
الْخَامِسَةُ: الْأَمْرُ بِالْحِرْصِ عَلَى مَا يَنْفَعُ مَعَ اَلِاسْتِعَانَةِ بِاَللَّهِ.
اَلسَّادِسَةُ: اَلنَّهْيُ عَنْ ضِدِّ ذَلِكَ وَهُوَ الْعَجْزُ.
،,

بَابٌ اَلنَّهْيُ عَنْ سَبِّ اَلرِّيحِ

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « لَا تَسُبُّوا اَلرِّيحَ; فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ; فَقُولُوا اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ اَلرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ, وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ اَلرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ » (1) صَحَّحَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ.

فِيهِ مَسَائِلُ:
الْأُولَى: اَلنَّهْيُ عَنْ سَبِّ اَلرِّيحِ.
اَلثَّانِيَةُ: الْإِرْشَادُ إِلَى الْكَلَامِ اَلنَّافِعِ إِذَا رَأَى الْإِنْسَانُ مَا يَكْرَهُ.
اَلثَّالِثَةُ: الْإِرْشَادُ إِلَى أَنَّهَا مَأْمُورَةٌ.
اَلرَّابِعَةُ: أَنَّهَا قَدْ تُؤْمَرُ بِخَيْرٍ وَقَدْ تُؤْمَرُ بِشَرٍّ.
،,

بَابٌ قَوْلُ اَللَّهِ تَعَالَى ﴿ يَظُنُّونَ بِاَللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ﴾ (1) الْآيَةَ.

وَقَوْلُهُ ﴿ اَلظَّانِّينَ بِاَللَّهِ ظَنَّ اَلسَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ اَلسَّوْءِ ﴾ (1) الْآيَةَ .
قَالَ اِبْنُ الْقَيِّمِ فِي الْآيَةِ الْأُولَى:
فُسِّرَ هَذَا اَلظَّنُّ بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يَنْصُرُ رَسُولَهُ, وَأَنَّ أَمْرَهُ سَيَضْمَحِلُّ, وَفُسِّرَ بِأَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ بِقَدَرِ اَللَّهِ وَحِكْمَتِهِ.
فَفُسِّرَ بِإِنْكَارِ الْحِكْمَةِ وَإِنْكَارِ الْقَدَرِ وَإِنْكَارٍ أَنْ يُتِمَّ أَمْرَ رَسُولِهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْ يُظْهِرَهُ عَلَى اَلدِّينِ كُلِّهِ.
وَهَذَا هُوَ ظَنُّ اَلسَّوْءِ اَلَّذِي ظَنَّهُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُشْرِكُونَ فِي سُورَةِ الْفَتْحِ.
وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا ظَنُّ اَلسُّوءِ لِأَنَّهُ ظَنُّ غَيْرِ مَا يَلِيقُ بِهِ سُبْحَانَهُ وَمَا يَلِيقُ بِحِكْمَتِهِ وَحَمْدِهِ وَوَعْدِهِ اَلصَّادِقِ.
فَمَنْ ظَنَّ أَنَّهُ يُدِيلُ الْبَاطِلَ عَلَى الْحَقِّ إِدَالَةً مُسْتَقِرَّةً يَضْمَحِلُّ مَعَهَا الْحَقُّ أَوْ أَنْكَرَ أَنَّ مَا جَرَى بِقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ, أَوْ أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ قَدَرُهُ لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ يَسْتَحِقُّ عَلَيْهَا الْحَمْدَ, بَلْ زَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ لِمَشِيئَةٍ مُجَرَّدَةٍ; فَذَلِكَ ظَنُّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا, فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ اَلنَّارِ.
وَأَكْثَرُ اَلنَّاسِ يَظُنُّونَ بِاَللَّهِ ظَنَّ اَلسَّوْءِ فِيمَا يَخْتَصُّ بِهِمْ, وَفِيمَا يَفْعَلُهُ بِغَيْرِهِمْ وَلَا يَسْلَمُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا مَنْ عَرَفَ اَللَّهَ وَأَسْمَاءَه وَصِفَاتِهِ وَمُوجَبَ حِكْمَتِهِ وَحَمْدِهِ.
فَلْيَعْتَنِ اَللَّبِيبُ اَلنَّاصِحُ لِنَفْسِهِ بِهَذَا, وَلْيَتُبْ إِلَى اَللَّهِ, وَلْيَسْتَغْفِرْهُ مِنْ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ ظَنَّ اَلسَّوْءِ.
وَلَوْ فَتَّشْتَ مَنْ فَتَّشْتَّ لَرَأَيْتُ عِنْدَهُ تَعَنُّتًا عَلَى الْقَدَرِ وَمَلَامَةً لَهُ وَأَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَذَا وَكَذَا; فَمُسْتَقِلٌّ وَمُسْتَكْثِرٌ, وَفَتِّشْ نَفْسَكَ هَلْ أَنْتَ سَالِمٌ؟.
فَإِنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمَةٍ وَإِلَّا فَإِنِّي لَا إِخَالُكَ نَاجِيًا.

فِيهِ مَسَائِلُ:
الْأُولَى: تَفْسِيرُ آيَةِ آلِ عِمْرَانَ.
اَلثَّانِيَةُ: تَفْسِيرُ آيَةِ الْفَتْحِ.
اَلثَّالِثَةُ: الْإِخْبَارُ بِأَنَّ ذَلِكَ أَنْوَاعٌ لَا تُحْصَرُ.
اَلرَّابِعَةُ: أَنَّهُ لَا يَسْلَم مِنْ ذَلِكَ إِلَّا مَنْ عَرَفَ الْأَسْمَاءَ وَالصِّفَاتِ وَعَرَفَ نَفْسَهُ.
،,


--------------------------
للتحميل بصيغة .... في المرفقات
للتحميل بصيغة .... هنـــا
الملفات المرفقة
نوع الملف: docx المقرر الثامن.docx‏ (193.1 كيلوبايت, المشاهدات 420)

التعديل الأخير تم بواسطة أَمَةُ الله ; 05-09-15 الساعة 07:32 PM
عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي غير متواجد حالياً