~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
08-10-2006
المشاركات: 40
|
مختصر لشرح حلية طالب العلم
شرح حلية طالب العلم
"تأليف الـحِلية الشيخ / بكر أبوزيد-رحمه الله تعالى-"
"شرحها الشيخ / العثيمين -رحمه الله تعالى- "
"وهذا مختصر لشرح هذه الحلية من فقيرتان لرحمة ربهما "
* أداب الطالب في نفسه :
1. العلم عبادة : وشروط العبادة
أ.إخلاص النية لله سبحانه وتعالى لقوله:{وما أمروا إلا ليعبدو الله مخلصين له الدين حنفاء} (البينة:5) , وللحديث :
"إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل إمرئ ما نوى" ( صحيح ) .
و عن سفيان_رضي الله عنه_ أنه قال : "كنت أوتيت فهم القرآن فلما قَبِلتُ الصُرَّةَ : يعني من السلطان لما أعطاه , فَسُلِبَ فَهمَ القرآن ", ونهى العلماء عن الطبوليات : وهي المسائل التي يُراد بها الشُهرة , لماذا سميت كذلك ؟ لأنها مثل الطبل لها صوت و رنين .
ب. محبة الله تعالى و محبة رسوله _صلى الله عليه و سلم_ , وتحقيقها بمحض المتابعة و قفو الأثر للمعصوم لقوله تعالى :
{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} (آل عمران:31) , و يسميها السلف بأية المحنة .
2. كن على جادة السلف الصالح : هم صحابة رسول الله رضوان الله عليهم جميعا :ً
ß فعن العرباض بن سارية قال وعظنا رسول الله _صلى الله عليه و سلم_موعظة بليغة وجلت منها القلوب و ذرفت منها العيون قلنا: كأنها موعظة مودع فأوصنا , قال : " أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة " ( صحيح ) .
ß و عن ابن عمرو _رضي الله عنهما_ قال : قال رسول الله _صلى الله عليه و سلم_ :" ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ( حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك ) و إن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين و سبعين ملة و تفترق أمتي على ثلاث و سبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة ما أنا عليه و أصحابي " ( صحيح ) .
ßوعن أنس _رضي الله عنه_ , قال رسول الله _صلى الله عليه و سلم_:" دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أُحد ذهبا ما بلغتم أعمالهم " ( صحيح ) .
ßوعن ابن عمر _رضي الله عنهما_ , قال رسول الله _صلى الله عليه و سلم_:" لعن الله من سب أصحابي " (حسن) .
وعن ابن مسعود _رضي الله عنه_ , قال رسول الله _صلى الله عليه و سلم_:" اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي : أبي بكر و عمر و اهتدوا بهدي عمار و تمسكوا بعهد ابن مسعود " ( صحيح ) .
3. ملا زمة خشية الله تعالى :
ß الخشية : عِظم المخشي .
ß الخوف : ضُعفُ الخائف .
4. دوام المراقبة :
ß الخوف : من تعدي حدود الله عز وجل و عذابه .
ß الرجاء : في رحمة الله تعالى و عفوه .
5. خفض الجناح و نبذ الخيلاء و الكبرياء :
ßفعن ابن مسعود _رضي الله عنه_ , قال رسول الله _صلى الله عليه و سلم_:"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قيل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا و نعله حسنة قال : إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق و غمط الناس " ( صحيح ) , غمط : تحقير .
6. القناعة و الزهادة :
ß الزهد : ترك مالا ينفع في الأخرة .
ß الورع : ترك ما يضر في الأخرة .
7. التحلي برونق العلم .
8. التحلي بالمروءة .
9. التمتع بخصال الرجولة .
10. هجر الترفه :
عن أمير المؤمنين _رضي الله عنه_ قال : "إياكم و التنعم و زي العجم , و تمعددوا و اخشوشنوا "
ß تمعددوا : ترك زي العجم و الرجوع إلى أصول العرب و شخصيتهم .
ßاخشوشنوا : البعد عن الترفه و كثرة التنعم .
11. الإعراض عن مجالس اللغو :
ß ليس فيها فائدة + ليس فيها مضرة = خسارة .
ß فيها مضرة + منكر = محرم .
12. الإعراض عن الهيشات :
ß هيشات الأسواق لأنها تشتمل على لغط و سب و شتم .
13. التحلي بالرفق :
ß عن عائشة _رضي الله عنها_ قالت : يا عائشة!عليك بتقوى الله و الرفق فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه و لا نزع من شيء قط إلا شانه "( صحيح ) .
ß وعن أبي الدرداء _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله _صلى الله عليه و سلم_:" من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير و من حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير .
14. التأمل : التحلي بالتأمل ; فإن من تأمل أدرك , و قيل : " تأمل تُدرك " .
يُريد بذلك التأني , وألا تتكلم حتى تعرف فيما تتكلم , و ماذا تكون النتيجة .
و لهذا يقولون : لا تضع قدمك إلا حيث علمت السلام , ولا تتعجل إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك .
ولذلك قال الشاعر :
قد يُدرِك المتأني بعض حاجته و قد يكون مع المُستعجِلِ الزلل
و ربما فات قوم جُلَّ أمرهم مع التأني و كان الرأي لو عجِلوا
15. الثبات و التثبت :
ß الثبات : الصبر و المصابرة و عدم الملل و الضجر .
ß التثبت : فيما ينقل من أخبار و فيما يصدر منك من أحكام .
* كيفية الطلب و التلقي :
16. كيفية الطلب و مراتبه :
من أقوال العلماء :( من لم يُتقن الأصول حُرِم الوصول ) , ( و من رام العلم جُملة ذهب عنه جُملة ) , ( إزدحام العلم في السمع مضلة الفهم ), ( متى تجد المشقة تجد التيسير ) .
عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله _صلى الله عليه و سلم_:": من ما نهيتكم عنه فاجتنبوه و ما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم و اختلافهم على أنبيائهم "( صحيح ) .
ß أمور لابد من مراعاتها في كل فن يُطلب :
1. حفظ مختصر فيه :
النحو ß الأجرومية , ألفية ابن مالك .
التوحيد ß ثلاثة الأصول , القواعد الأربعة , كشف الشبهات ,كتاب التوحيد 'كلهم لمحمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى ' .
الأسماء و الصفات ßالعقيدة الواسطية 'ابن تيمية - رحمه الله تعالى ', الحموية , التدمرية , الطحاوية مع شرحها , ملحة الإعراب للحريري .
الحديث ß الأربعون النووية , متن عمدة الأحكام , بلوغ المرام .
السيرة ß الرحيق المختوم , زاد المعاد .
الفقه ß أداب المشي للصلاة , زاد المستقنع , عمدة الفقه .
أصول الفقه ßالورقات 'الجويني - رحمه الله تعالى ' , روضة الناظر 'لابن قُدامة - رحمه الله تعالى '.
الفرائض ßالفوائد الجلية 'لابن باز - رحمه الله تعالى ' , البرهانية .
أصول التفسير ßالمقدمة 'لابن تيمية - رحمه الله تعالى ' .
المصطلح ß نُخبة الفكر 'لابن حجر - رحمه الله تعالى ' , ألفية العراقي .
2. ضبطه على شيخ مُتقن .
3. عدم الإنشغال بالمطولات .
4. لا تنتقل من مختصر إلى أخر بلا موجب فهذا من باب الضجر .
5. إقتناص الفوائد و الضوابط العلمية .
6. جمع النفس للطلب و الترقي فيه و الإهتمام و الغرق للتحصيل و البلوغ إلى ما فوقه حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة .
تنبيه !...
يجب أن يكون طالب العلم ß ذكياً : يعني عنده فطنة .
زكياً : الزكي و التقي معناهما متقارب و الزكي من قام بالمأمورات .
حيياً : لكن بشرط أن لا يمنعه حياؤه من العلم .
سلفياً : يأخذ بطريق السلف في العقيدة و الأداب و العمل و المنهج و كل شيء .
عالي الهمة : لايفتر عن طلب العلم إلى الممات .
ذو نية خالصة و تواضع .
( وأهم هذه الأشياء التقوى فهي رأس الأمر كله )
17. تلقي العلم عن الأشياخ "و هذا هو الأفضل لأن النفع أكبر وفيه إختصار للمدة و إن تعذر ; فالله المستعان و عليه التكلان".
* أدب الطالب مع شيخه :
18. رعاية حُرمة الشيخ .
19. رأس مالك -أيها الطالب- من شيخك :
فليكن شيخك محل إجلال منك و إكرام و تقدير و تلطف , فخذ بمجامع الأداب مع شيخك في جلوسك معه و التحدث إليه , و حُسن السؤال و الإستماع : فإذا سألت فاسأل بهدوء و رِفق , وحُسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب , وترك التطاول و المماراة معه , وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده أو مداخلته في حديثه و درسه بكلام منك : يعني الشيخ يتكلم مستمر في كلامه فتأتي أنت وتدخل فيه لتقطع الكلام هذا لايصح لا في الدرس ولا في خارج الدرس لأن هذا سوء أدب , أو الإلحاح عليه في جواب : مُتجنباً الإكثار من السؤال لا سيما مع شُهُود الملإ , فإن هذا يُوجِبُ لك الغُرور و له الملل.
ولا تُناده باسمه مُجرداً ولا تُخاطبه بتاء الخِطاب يعني لا تقُل : قلت أنت كذا و كذا , قلت في الدرس الماضي كذا و كذا لأن هذا فيه إساءة أدب مع وإشعر بأن هذا الكلام أنت لا ترضيه . إذاً ماذا تقول ؟ تقول : قُلنا كذا , مرَّ علينا كذا و كذا .
و إذا بدا لك خطأ أو وهم فلا يُسقطه ذلك من عينيك ; فإنه سبب لحرمانك من علمه و من ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً ؟! . ولا نقول تسكت عن الخطأ لأن هذا ضرر عليك و على شيخك ولكن التنبيه بأدب و في الوقت المناسب . 20. نشاط الشيخ في درسه :
يكون على قدر مدارك الطالب في إستماعه و جمع نفسه و تفاعل أحاسيسه مع شيخه .
21. الكتابة عن الشيخ حال الدرس و المذاكرة :
العلم صيد و الكتابة قيده ...
فمن الحماقة صيد غزالة و تركها بين الخلائق طليقة
22. التلقي عن المبتدع :
البدعة شرعاً ß طريقة في الدين مخترعة تُضاهي الشريعة يُقصد بالسلوك عليها المُبالغة في التَّعبُّد لله سُبحانه و تعالى بحيث يكون هذا العمل ليس عليه دليل من الشرع "لا في الكتاب و لا في السنة ولا فِعل صحابي جليل أجمع على صِحته ".
و التلقي عن المبتدع ß عبارة عن عسل بالمقلوب = لسع .
و قال محمد ابن سيرين -رحمه الله تعالى- : " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم " .
فاحذر التلقي عن ( أباجهل): يعني صاحب الجهل ß "المبتدع الذي مسه زيغ العقيدة و غشيته سُحُب الخرافة" .
و كلمة قالها الفُضيل بن عياض _رضي الله عنه_ يجب كتابتها و حفظها و العمل بها و هي :
" عليك بطرق الهُدى و لايضرك قلة السالكين , و إياك و طُرُق الضلالة و لا تغتر بكثرة الهالكين ".
* أدب الزمالة :
23. احذر قرين السؤ:
لأن الطبيعة نقَّالة و الطِباع دساسة و الناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض والأصدقاء ثلاثة أقسام ...
صديق منفعة ß هو الذي يُصادقك مادام ينتفع منك بمال أو جاه أو لغير ذلك .
صديق لذة ßلا يُصادقك إلا لأنه يتمتع بك في المُحادثات و المُأنسات , لكنه لا ينفعك ولا تنتفع به أنت كل
واحد منكم لا ينفع الأخر وهذا إحذر منه أن يُضيع أوقاتك لأنه لا خير فيه .
و قال الشاعر :
وزائر هو سقم لكل عقل صحيح ...
لا بالإشارة يدري ولا بالرأي الصريح ...
ولا يكاد يخرج حتى تكاد تخرج روحي !..
صديق فضيلة ß يحمِلك على مايزين و ينهاك عن مايشين و يفتح لك أبواب الخير و يدلك عليه , و إذا زللت نبهك بوجه لا يخيس كرامتك فهذا هو الصديق "يجب أن تعض عليه بالنواجد ".
( فالأولان منقطعان و الأخير عملة صعبة يعجز الحصول عليه )
و قد قال علي _رضي الله عنه_ لِرجُلٍ كرِه مُصاحبته لِرجُل : " فلا تصحب أخا الجهل و إياك و إياه , فكم من جاهلٍ أردى حليماً حين أخاه , يُقاسُ المرء بالمرءِ إذا ما هو ماشاهُ , و بالشيء على الشيء مقايسٌ و أشباهٌ , و للقلب على القلب دليل حين يلقاه " .
( و الصــــاحـــب ســــاحــــب )
التعديل الأخير تم بواسطة أم الزبيروطلحة ; 09-10-06 الساعة 06:58 PM
|