الوقفــــــة الحاديــة عشــــر
الأدب فيمن اشتبه عليه العلم أن يرده إلى عالمه، المُحيط بكل شيء علماً جُملةً وتفصيلاً
فأصحاب الكهف لمّا حصل لهم نوع تردد في مدة لبثهم، ردّوا العلم إلى علاّم الغيوب ، {قالوا ربكم أعلم بما لبثتم}. وهكذا ينبغي أن يكون عليه المسلم، وبخاصّة من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً
.............
الوقفـــــة الثانيـــة عشـــر
الحث على التحرز والاستخفاء،
والبُعد عن مواقع الفتن في الدين واستعمال الكتمان في ذلك على الإنسان وعلى إخوانه في الدين.
وذلك مُستنبط من قوله تعالى: {وليتلطّف ولا يشعرن بكم أحداً}.
..................
الوقفــــة الثالثـــة عشـــر
في قوله {فابعثوا أحدكم} دليل على الوكالة، وصحة الشركة
قال القرطبي ـ رحمه الله ـ: في هذه البعثة بالورق دليل على الوكالة وصحتها، وهي جائزةً في كل حق تجوز النيابة فيه، فلو وكل الغاصب لم يجز، وكان هو الوكيل، لأنّ كل محرم فعله لا تجوز النيابة فيه.
وفي الآية نُكتة بديعة، وهي أنّ الوكالة إنما كانت مع التقية خوف أن يشعر بهم أحد لما كانوا عليه من الخوف على أنفسهم.
قال ابن خويز منداد: تضمنت الآية جواز الشركة لأن الورق كان لجميعهم وتضمنت جواز الوكالة؛ لأنهم بعثوا من وكّلوه بالشراء. وتضمّنت جواز أكل الرفقاء وخلطهم طعامهم معاً، وإن كان بعضهم أكثر أكلاً من الآخر