عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-06, 02:12 PM   #1
مسلمة لله
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي ما أبيح من المزاح

ما أبيح من المزاح للمرء وما كره له منه

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له خادم يقال له: أنجَشَة، وكان حَسَن الصوت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" يا أنجشة لا تكسر القوارير".
قال قتادة: يعني ضَعَفَةَ النساء.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل أن يستميل قلوب الناس إليه بالمزاح، وترك التعبُّس.
والمزاح على ضربين: فمزاح محمود، ومزاِح مذموم.
**فأما المزاح المحمود:
فهو الذي لا يَشُوبه ما كَره الله عز وجل، ولا يكون بإثم ولا قطيعة رحم.
**وأما المزاح المذموم:
فالذيُ يثير العداوة، ويُذهب البهاء، ويقطع الصداقة، ويُجرئَّ الدنيء عليه، ويحقد الشريف به.

[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
أكرم جليسك، لا تمازح بالأذى = إن المزاح تُرَى به الأضغانُ
كم من مزاح جَذَّ حَبْلَ قرينه= فتجذَّمت من أجله الأقران[/poem]

عن بكر بن سليم قال: سمعت ربيعة يقول:إياكم والمزاح، فإنهُ يفسد المودة، وُيِغلُّ الصدر.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: المزاح في غير طاعة الله مَسْلَبة للبهاءَ مَقْطَعة للصداقة، يورث الضِّغْن، وينبت الغِلَّ.
وإنما سمى المزاح لأنه زاح عن الحق، وكم من افتراق بين أخوين، وهجران بين متآلفين، كان أول ذلك المزاحُ.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: المزاح إذا كان فيه إثم فهو يُسَوِّد الوجه، ويُدمى القلبَ ويورث البغضاء، ويحيى الضغينة، وإذا كان من غير معصية يُسَلَّى الهَّم ويرقع الخُلَّة، ويحيى النفوس، ويذهب الحِشْمَة، فالواجب على العاقل أن يستعمل من المزاح ما يُنسَب بفعله إلى الحلاوة، ولا ينوي به أذى أحد ولا سرور أحد بمساءة أحد.

عن مالك بن دينار قال: قال عمر بن الخطاب:من كثر ضحكه قَلَّت هَيْبَته، ومن مزح أسُتخفَّ به، ومن أكثر من شيء عُرف به.



(من كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)



توقيع مسلمة لله
[FRAME="7 10"]ما دعوة أنفع يا صاحبي ** من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئا ** أن تسأل الغفران للكاتب
[/FRAME]
مسلمة لله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس