عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-07, 03:19 PM   #2
سهام الليل
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

من وساوس الشيطان وشروره :

§ _ ومن وسوسته ماثبت في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى يقول من خلق الله ؟ فمن وجد ذلك فليستعذ بالله ولينتهِ " . ( البخاري ومسلم )

وفي الصحيح أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يارسول الله ! إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يخرَّ من السماء إلى الأرض أحبُّ إليه من أن يتكلم به قال : " الحمد لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة " . ( حديث صحيح أخرجه ابو داود وأحمد)

§ _ ومن وسوسته أيضا أن يشغل القلب بحديثه حتى ينسيه ما يريد أن يفعله ولهذا يضاف النسيان إليه إضافته إلى سبيله . قال تعالى حكاية عن صاحب موسى أنه قال : { فَإِنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيطَانُ أَن أَذكُرَهُ } [الكهف : 63 ]

وتأمل حكمة القرآن وجلالته كيف أوقع الإستعاذة من شر الشيطان الموصوف بأنه الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ولم يقل من شر وسوسته لتعم الاستعاذه شره جميعه
فإن قوله : { من شر الوسواس } يعم كل شره ووصفه بأعظم صفاته وأشدها شرا وأقواها تأثيرا وأعمها فسادا وهي الوسوسة التي هي مباديء الإرادة ، فإن القلب يكون فارغا من الشر والمعصية فيوسوس إليه ويُخطر الذنب بباله فيصوره لنفيه ويُمنّيه ويُشهّيه فيصير شهوة ويُزيّنها له ويحسنها ويخيلها له في خيال تميل نفسه إليه ، فيصير إرادة ثم لايزال يُمثّل ويُخيّل ويمنّى ويُشهّى ويُنسِى علمه بضررها ويطوي عنه سوء عاقبتها فبحول بينه وبين مُطالعته ، فلا يرى إلا صورةالمعصيه والتذاذه بها فقط ، وينسى ما وراء ذلك فتصير الإرادة عزيمة جازمه فيشتد الحرص عليها ، من القلب ، فيبعث الجنود في الطلب فيبعث الشيطان معهم مددا لهم وعوناً فإن فتروا حركهم ، وإن ونوا أزعجهم كما قال تعالى :
{ ألم تَرَ أَنَّا أَرسلنَا الشَّياطِين َ عَلَى الكَافِرِين تؤزُّهُم أَزًّا } [مريم:83]
أي تزعجهم إلى المعاصي إزعاجاً كلما فتروا أو ونوا أزعجتهم الشياطين وأزتهم وأثارتهم ،
فلا تزال بالعبد تقوده إلى الذنب ، وتنظم شمل الاجتماع بألطف حيلة وأتم مكيده ، قد رضي لنفسه بالقيادة لفَجَرة بني آدم وهو الذي استكبر وأبى أن يسجد لأبيهم فلا بتلك النخوة والكبر ولا يرضاه أن يصير قوَّاداً لكل من عصى الله كما قال بعضهم :
عجبت من إبليس في تِيههِ .....وقُبح ما أظهر من نخوته
تاه على آدم في سجــدة ....... وصار قوَّادا لذريتــــــه

فأصل كل معصية وبلاء إنما هو الوســـــــــــوســــــــة ، فلهذا وصفه بها لتكون الاستعاذة من شرها أهم من كل مستعاذ منه ، وإلا فشره بغير الوسوسة حاصل أيضا .

شره بغير الوسوسة حاصل .. كيف !؟

لنتابع القراءة > /\
/\
/\

/\

/\



توقيع سهام الليل

الداعية الناجحة : تأتلف مع البعيدة وتربي القريبة ..
و تعرف في أخواتها النشاط وأوقات الفترة فتعطي كل وقت حقه ، [glint]فـ ـ ـللنشاط إقبال تستغل ، وللفترة إدبار تترفق بهن [/glint]( لكل عمل شرة ولكل شرة فترة )

التعديل الأخير تم بواسطة سهام الليل ; 13-11-07 الساعة 03:22 PM
سهام الليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس