هل هناك فرقٌ بين (جَزَى يَجْزِي جزاءً) و(جـازَى يُجازِي مُجازاةً)؟
جاء في "لسـان العرب":
(وسئل أَبو العباس عن جَزَيْته وجازَيْته، فقال: قال الفرَّاء: لا يكون جَزَيْتُه إِلاَّ في الخير، وجازَيْته يكون في الخير والشَّرِّ، قال: وغيره يُجِيزُ جَزَيْتُه في الخير والشرِّ، وجازَيْتُه في الشَّرّ).
وفيـه عن الجوهـريِّ قولـه:
(جَزَيْتُه بما صنَعَ جَزاءً وجازَيْتُه بمعنىً).
وقال أبو حيَّان الأندلسيُّ في "البحـر المُحيـط" عند تفسيره قولَ الله -تعالى-: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إلا الكَفـورَ} سبـأ 17:
(وأكثـر ما يُستعمل الجزاء في الخيـر، والمُجازاة في الشَّـرِّ، لكن في تقييدهمـا قد يقع كلُّ واحـدٍ منهما موقع الآخـر).
وجاء في "زاد المسيـر" لابن الجوزيِّ، عند تفسيره الآيـة المذكـورة:
(فإن قيـل: قد يُجازَى المؤمِن والكافـر، فما معنى هذا التَّخصيـص؟
فعنـه جوابان:
أحدهمـا: أنَّ المؤمِن يُجـزى ولا يُجازى، فيُقال في أفصح اللُّغـة: جَزَى الله المؤمِن، ولا يُقال: "جازاه"؛ لأنَّ "جازاه" بمعنى: كافأه، فالكافـر يُجازى بسيِّئتـه مثلها، مكافأةً له، والمؤمِن يُزاد في الثَّواب، ويُتفضَّـل عليه، هذا قول الفرَّاء.
والثَّاني: أن الكافـر ليستْ له حَسَنـة تُكفِّر ذنوبـه، فهو يُجازَى بجميع الذُّنوب، والمؤمِن قد أَحْبَطَتْ حسناتُه سيِّئاتِـه، هذا قول الزَّجَّـاج).