عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-07, 01:00 AM   #30
سليمة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-01-2007
المشاركات: 341
سليمة is on a distinguished road
افتراضي

الســــلام عليكن ورحمة الله وبركاته

نعـود مـرة أخرى وهذة السورة العظيمة ..ســورة الكهـف..

ووقفــات تربويــة مع قصة ... أصحـاب الجنتيـن ...

في هذه القصة سنقف مع عناصر جديدة من شأنها أن تثبط الإنسان وتكبله، فيقعد عن أداء الواجبات الشرعية أو يتحول إلى عنصر هدم وإفساد في الأرض، كما من شأنها أن تحوله إلى عنصر بناء وتدفعه إلى أداء الواجبات المنوطة به بكل إخلاص وصدق


من هذه العناصر نجد التواضع والقناعة والشكر وابتغاء ما عند الله كعناصر بناء وقوة، بإمكانها أن تؤدي إلى النجاح والنصر والتمكين، في مقابل التكبر والجشع والطمع والجحود والاعتماد على القوة المادية وعلى الذات كعناصر هدم وضعف والتي بإمكانها أن تؤدي إلى الفشل والهزيمة والحرمان.
أهمية هذه العناصر تكمن في كونها تعتبر من الأساسيات في بناء الشخصية المسلمة المستقيمة المجاهدة،
وعكسها تعتبر من أساسيات الشخصية الفاشلة المنحرفة عن السنن الشرعية والقدرية، والتي تؤدي بالتالي إلى ترسيخ ثقافة الهزيمة والتواكل والسلبية في الأفراد والجماعات.
قال تعالى :(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) آية 45 و46.


إن الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بالعطاء كمايبتليهم بالمنع، يبتليهم بالسراء كما يبتليهم بالضراء، يبتليهم بالرخاء كما يبتليهمبالشدة، وذلك ليعلم من يصبر ممن يضجر، حكمة الله البالغة. ولكي نعلم نحن العبيدالفقراء أن هذه الدنيا دار امتحان وبلاء وليست دار نعيم وعطاء، يأخذ منها المؤمنوالكافر، والعاصي والمطيع، والموحد والمشرك، دار من لا دار له، وممر سرعان ما ينقضيلنمر عبره إلى دار البقاء، و تلك هي الدار الحقيقية والأبدية.
لقد ضرب اللهسبحانه أمثلة عديدة في كتابه العزيز، يبين فيها هذه الحقيقة، ومنها هذه القصة التيبين أيدينا، قصة صاحب الجنتين، كما ضرب مثلاً آخر في قصة أصحاب الجنة {إن بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين و لايستثنون}، فهو في حقيقة الأمرابتلاء وفتنة وليس نعمة ومحنة كما قد يعتقد الكثير من الناس.
إن أكثر الناس قدأصبحوا مسخٌَرين للمال والمتاع الذي رزقهم الله إياه، ويكون همهم هو حفظ هذا المالخوفاً من الفقر والحاجة، والقليل من ينجح في قلب هذه المعادلة، حيث المطلوب أن يكونهذا المتاع وسيلة للتقوية على عبادة الله ونفع عباده، فهذا الصنف قليل ونادر، لذا وجب التذكير والوقوف على هذه القصة لاستخلاص ما يمكن من عبر ومفاهيم إيمانية ووقفات تربوية، لعلها تؤثر في النفوس، فتؤتي الأكل المرغوب بإذن ربها.

يتبع باذن الله ...؛







التعديل الأخير تم بواسطة سليمة ; 23-11-07 الساعة 01:06 AM
سليمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس