عرض مشاركة واحدة
قديم 23-06-06, 01:50 PM   #6
أمةالله
أم مالك المصرية
افتراضي السلام عليكن و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيكي أختي أميرة الدعوة على اهتمامك بالتعلم أسأل الله تعالى أن ييسر لك العلم و العمل به.

و لا أنسى بالطبع أن أشكر مشرفتنا العزيزة أم اليمان على إذنها لنا بالتوسع قليلاً في هذا الموضوع الهام.

أقول: العلم الشرعي من أهم الأمور التي يجب أن ينتبه لها المسلم في حياته، و ذلك لعظيم أهميته التي لا تخفى على أي مسلم يخشى الله تعالى و يتطلع إلى الفردوس، و ليس هنا مكان البسط في هذا.

و لكن تكمن الصعوبات في عدة نقاط:
1- عدم وضوح الهدف.
2- عدم موافقة الأهل أو الزوج، أو عدم توفر الظروف المناسبة.
3- عدم توافر المعلمين أو المعلمات المؤهلين للتعليم.
4-عدم توافر الصحبة المعينة على الطلب.

أقوم بتفصيل تلك النقاط أكثر فأقول:

أولاً: عدم وضوح الهدف:

عدم وضوح الهدف أحسبه -و الله أعلم- أول آفة على طريق طلب العلم الشرعي. كل ملتزم جديد أو قديم يريد أن يطلب العلم الشرعي، و هذا في حد ذاته شيء جميل، و لكن السؤال الهام هو لماذا؟؟؟؟
من يطلب العلم الشرعي لينجو بنفسه و أهله طريقه يختلف عمن يطلبه ليعلم غيره أو يطلبه لدعوة الكفار و الملحدين أو أهل البدع إلى آخر الأعمال الجليلة المتطلبة كلها للمعرفة الشرعية. و نجد من يطلب العلم الشرعي ليكون شيخاً، و هذه نية فاسدة.
لذلك نجد أنه من الهام جداً أن يعرف الإنسان لماذا يطلب العلم الشرعي، و أن يضع في اعتباره هل هدفه هذا قابل للتحقيق أم لا، و هذا بالطبع مع تحقيق الإخلاص و تصحيح النية قبل كل خطوة جديدة.


ثانياً: عدم موافقة الأهل أو الزوج أو عدم توفر الظروف المناسبة:


أحياناً قد تبتلى الأخت الملتزمة بعد التزام أهلها و زوجها، أو التزامهم لكنهم لا يوافقونها على أهمية طلب العم الشرعي. ماذا تفعل الأخت في هذا الموقف؟؟ هل تترك نفسها دون علم ام تعصي أهلها و زوجها؟؟
أقول لا يلزم الأخت أن تفعل أي من هذين الأمرين، عليها أن تطيع أهلها و زوجها في عدم الخروج للمجالس و يمكنها أن تستعيض عنهم بالكتب و أشرطة العلماء، ثم تكون على اتصال بالعلماء و العالمات لتسأل عما أشكل عليها مما قرأت أو سمعت. إلا أنه لا يجب أبداً عصيان الأهل في موقف مماثل.

و أما لو ابتليت بعدم توافر الظروف المناسبة، من أن عملها يأخذ الكثير من وقتها، أو أن لها العديد من الأبناء الذين يأخذون وقت كبير، أو غير ذلك من الظروف التي تؤدي إلى صعوبة التفرغ لطلب العلم، فهذه أقول لها عليك بالخطوات الصغيرة البطيئة المنتظمة، ابدائي بالأهم ثم المهم، ثم عليك بتنظيم الوقت المحافظة عليه، و لا تصرفيه إلا فيما هو ضروري أو نافع.


ثالثاً: عدم توافر المعلمين أو المعلمات المؤهلين للتعليم:

و هذه المشكلة الأساسية لطلبة العلم في بلد مثل مصر، العلماء غير متوافرون و المنهجية مفقودة، و العلماء المتاحون إما معتقلون (نسأل الله أن يفك أسر المأسورين و كرب المكروبين) أو في مدينة غير المدينة، أو مجالسهم شديدة الزحام بشكل يؤدي على عدم قدرة النساء على الحضور و الاستفادة.

و حل هذه المشكلة هو سؤال أهل العلم المؤهلين عن منهج علمي ثم البدء فيه مع الاستعانة بالأشرطة التي قال الشيخ محمد ابن العثيمين في عدة مواقف أن قد تكون بديل ( و إن كان أضعف) عن حضور المجالس العلمية. و إن تيسر لك الإلتحاق بكلية شرعية فعليك بها و هي أولى، مع المتابعة مع علماء أهل السنة في جانب العقيدة خاصة إذا انتشر في بلدك عقائد التصوف أو الأشعرية، أما لو كانت البلد خالية من مثل هذا فاحمدي الله تعالى.
أهم الشيء هو المنهجية، العديد من الأخوة و الأخوات ينفقون أعمارهم في التنقل بين المجالس و الدروس دون الإلتزام بالمنهجة ثم يجدون أن العمر قد الذهب و لم يحصل علم و الله المستعان.


رابعاً: عدم توافر الصحبة المعينة على الطلب:

و هذه من المشاكل المنتشرة بين الأخوات أكثر. هناك العديد من الأخوات الملتزمات، إلا أن الأخوات المجتهدات في طلب العلم قليلات جداً (نسأل الله تعالى أن يهدي بناتنا و بنات المسلمين لطلب العلم الشرعي).
و حل هذه النقطة هي ملتقانا الكريم، نسأل الله تعالى أن يبارك لنا فيه.

و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم.

ملحوظة: ما كتبته كله لا يعدو كونه خبرات و آراء كونتها خلال طريقي لطلب العلم، و لا أزعم لحظة أنها ملزمة لغيري، أو أنها الصواب الذي لا خطأ فيه.
و لعل الأخت الكريمة تخبرنا بالظروف المتوافرة في بلادها لعل الأخوات يتمكن بإذن الله من مساعدتها، أسأل الله تعالى أن يعين المسلمين في كل مكان و أن يسدد خطاهم.

و السلام عليكن و رحمة الله و بركاته



توقيع أمةالله

أمةالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس