الموضوع
:
مدخل لدراسة المعتقد الصحيح-الجزء الأول
عرض مشاركة واحدة
13-04-25, 11:44 PM
#
3
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل: 05-05-2008
الدولة: مصر
المشاركات: 717
أنواع التوحيد
سبق أن تعرضنا لأنواع التوحيد إجمـالًا ، وسنتعرض لها هنا بشيء من التفصيل .
أنواع التوحيد تدخل كلها في تعريف عام وهو :
إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به .
هناك من أهل العلم من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهي :
1
ـ توحيد الربوبية .
2
ـ توحيد الألوهية .
3
ـ توحيد الأسماء والصفات .
ومن كتاب : فتاوى العقيدة للشيخ العثيمين :
ص :
6
.
قال : والعلماء ـ علموا ذلك التقسيم ـ بالتتبع والاستقراء والنظر في الآيات والأحاديث فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الأنواع الثلاثة .
ا . هـ .
وهذا التقسيم إنما هو للتفهيم والبيان ، وإلا فالله لايقبل التوحيد من إنسان أخل بأحد أنواعه .
أولًا
:
توحيد الربوبية
هو الإيمان بأن الرب هو الخالق ، الرازق ، المحيي ، المميت ، مُنَزِّل الكتب ، مرسل الرسل ، المجازي في الدنيا والآخرة ،
وإفراده سبحانه بكل هذا .
ومن خلال هذا التعريف نجد أن :
أقسام توحيد الربوبية هي :
1
ـ
قدر كوني
:
قال تعالى "
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
"
.
سورة القمر / آية : 49 .
وقال تعالى"
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
"
سورة النحل / آية : 40 .
فالقدر الكوني : كالخلق ، والرزق ، والإحياء ، والإماتة ، والنفع ، والضر .
2
ـ
قدر تشريعي
:
وهو يشمل العلم ، والرسالات ، والكتب ، والوحي ، والتحليل ، والتحريم .
ـ ومن أدلة ذلك :
ـ
العلم
: قال تعالى "
ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي
"
.
سورة يوسف / آية :
37
.
وقال تعالى "
وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا
"
.
سورة طه / آية : 114 .
ـ
الرسالات
: قال تعالى "
لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ
" .
سورة الجن / آية : 28 .
ـ
الكتب
: قال تعالى"
تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
"
سورة الرعد / آية : 1 .
ـ
الوحي
: قال تعالى "
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ
" .
سورة الإسراء / آية :
39 .
ـ
التحليل والتحريم
:
قال تعالى "
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ
" .
سورة الأنعام / آية : 151
.
باختصار القدر التشريعي يشمل : افعل ولا تفعل .
3 ـ
القدر الجزائي
:
فالذي يجازي في الدنيا والآخرة إنما هو الرب .
من أمثلة الجزاء في الدنيا :
قوله تعالى"
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ
" .
سورة الفيل / آية : 1 .
وقوله تعالى "
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ
" .
سورة الفجر / آية : 6 .
ومن أمثلة الجزاء في الآخرة :
قوله تعالى "
إِنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى
" .
سورة طه / آية : 15 .
وقوله تعالى "
أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ
"
.
سورة غافر / آية : 46 .
وقوله "
إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا
" .
سورة الكهف / آية : 29 .
وقوله "
إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا "
30
" أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ
" .
سورة الكهف / آية :
30
، 31 .
فتوحيد الربوبية : كل ما نزل من الرب إلى العباد من رزق ، وإحياء ( كوني ) ، رسالات ( تشريعي ) .
ونتيجة تعاملك مع قدر الله الكوني والتشريعي ، يكون قدر الله الجزائي .
فالمعاصي جزاؤها الابتلاءات والمصائب في الدنيا ، وشدة سكرات الموت ، وعذاب القبر ، وشدة المرور على الصراط ، وعذاب النار ... .
وفي المقابل من عمل صالحًا لا يضيع أجره ، وله جزاء ذلك
مع ملاحظة أن الابتلاءات في الدنيا قد تكون لتكفير الذنوب ، أو لرفع الدرجات والتمحيص ، وليست دائمًا عقابًا .
فقد لا ينال المؤمن منزلة عالية في الآخرة بعمله ، فتكون هذه الابتلاءات والصبر عليها سبب لرفع درجاته .
توقيع
أم أبي تراب
ملتقى نسائم العلم
مدونة منبر الدعوة
أم أبي تراب
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها أم أبي تراب