المدارسة الخامسة
سورة النمل من الاية(83:90)
من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله علية للايات:
#﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾[النمل: 83]
١-يخبر الله تعالى عن موقف المكذبين بآياته عند قيام الساعة وما يلقونه من هول.
٢-يحشر من كل أمة جماعة من المكذبين، لا جميع الناس، تمهيدًا لمساءلتهم.
٣-*معنى {فَهُمْ يُوزَعُونَ}
أي يجمع أولهم على آخرهم ويمنعون من التفرّق، ليشملهم السؤال والتوبيخ واللوم.
#﴿حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[النمل: 84]
١-عند مجيء المكذبين يوم القيامة يوبخهم الله ويقرّعهم على تكذيبهم بآياته.
٢-وبخهم لأنهم كذّبوا بآيات الله دون إحاطةٍ بالعلم، والواجب كان التوقف حتى يتبين الحق وعدم الكلام إلا بعلم.
٣- يسألهم الله عن علمهم وأعمالهم، فيظهر أنهم جمعوا بين تكذيب الحق والعمل لغير الله أو على غير سنة رسولهم ﷺ.
#﴿وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ﴾
[النمل: 85]
١- حقت عليهم كلمة العذاب بسبب ظلمهم المستمر وتكذيبهم، بعد قيام الحجة عليهم.
٢- العجز عن الكلام والدفاع
{فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ} أي لا يجدون حجة يدافعون بها عن أنفسهم، فيسكتون خزيا وعجزا.
#﴿أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾[النمل: 86]
١- التنبيه إلى آية عظيمة ظاهرةيذكرهم الله بهذه الآية الواضحة: تسخير الليل والنهار للناس رحمة ونعمة.
٢- حكمة جعل الليل والنهارجعل الله الليل بظلمته ليسكنوا فيه ويستريحوا من التعب، وجعل النهار مضيئا لينتشروا فيه في معاشهم وأعمالهم.
٣- دلالة الآية على التوحيد والنعمة
#﴿وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ﴾[النمل: 87]
١- يخوف الله تعالى عباده بما أمامهم من يوم القيامة وما فيه من المحن والكروب ومزعجات القلوب.
٢- عند النفخ في الصور يفزع من في السماوات ومن في الأرض، وينزعجون خوفا مما هو مقدمة له من أهوال عظيمة.
٣-يستثنى من الفزع من أكرمهم الله وثبتهم وحفظهم من هذا الخوف الشديد.
٤- يأتي جميع الخلق إلى الله صاغرين ذليلين، فيتساوى الجميع في الذل والخضوع لمالك الملك، فلا فرق بين رئيس ومرؤوس.
#﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾[النمل: 88]
١-تشاهد الجبال ظاهريا صامدة وثابتة، لكنها في الحقيقة تمر وتتفتت كالسحاب عند هول القيامة.
٢- تمر الجبال مرّ السحاب، أي بسرعة وخفة، فيدل ذلك على شدة الفزع والهول الذي يغشى كل شيء.
٣- هذا كله من صنع الله الذي أتقن كل شيء، فهو خبير بما يعمل الناس، ويجازيهم على أعمالهم بدقة وعدل.
#﴿مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ﴾[النمل: 89]
١-{مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ} يشمل كل حسنة: قولية، فعلية، أو قلبية.
٢- {فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا} أي: الجزاء أعظم من الحسنات التي عملها، فهو فضل وكرم من الله.
٣- {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} أي: رغم خوف الجميع من أهوال القيامة، يكون هؤلاء المؤمنون في أمان وحفظ من الله.
#﴿وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[النمل: 90]
١- شمولية العقوبة للسيئات{وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ} يشمل كل سيئة، سواء قولية أو فعلية أو قلبية.
٢- الجزاء بالنار{فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} أي: يلقى أصحاب السيئات في النار على وجوههم، تعبيرا عن الشدة والعذاب.
٣- العدل الإلهي في الجزاء{هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} أي: لا يجازى أحد إلا بما عمله، فلا ظلم في الحساب، وكل جزاء مستحق وفق العمل.
تمت بحمد الله
|