وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الواجب هو تخفيف المهر وتقليله حتى يتسنى للزوج إحصان نفسه، وإحصان امرأته، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، وهذا تدل عليه مقاصد الشريعة، التي تدعو إلى حفظ الفرج من الزنا، وإعفاف النفس، وتكثير الأمة بالنسل الصالح، فالزواج مصلحة للمجتمع كله، وبدونه تفسد المجتمعات، وتتحول إلى قطيع من البهائم التي لا تعرف حكمة خلقها، ولا تدرك المقصود من وجودها.
وولاية الأب ولاية إصلاح وطلب للمصلحة، وتحقيق المقاصد الشرعية، واختيار الأصلح للمرأة، وليست ولاية تسلط، وفرض للرأي، واختيار للمهر، فليس للولي أن يفرض المهر الذي يريد، بل المهر حق للمرأة يمكنها أن تتنازل عن بعضه، وأن تؤجله، ولا طاعة عليها لوالديها في ذلك، فلتفعل ما فيه مصلحتها ومصلحة زوجها، ولتفهم أبيها أنها إنما تريد الارتباط بزوجها لتحصن فرجها، والمهر لا يهمها الآن، بل يكفي القليل منه، ويمكن أن يؤجل إلى ما بعد الدخول، حين تتيسر أحوال الزوج.
قال تعالى: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف}
والله أعلم.
|