علم مقاصد السور
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن علم المقاصد من أجل العلوم المعينة على فهم كتاب الله تعالى ، بل هو عمدة في فهمه ، قال الشاطبي رحمه الله : "قال تعالى )أفلا يتدبروا القرآن( ) النساء82) ، التدبر إنما يكون لمن التفت إلى المقاصد" .
ومن أبواب هذا العلم المتعلقة بكتاب الله تعالى علم مقاصد السور . ، والذي يمكن لنا أن نعده علماً من علوم القرآن ، وأن نعتمده في تفسير كتاب الله تعالى ، فيكون منهجاً من مناهج التفسير ، ومنطلقاً أساساً لفهم كلام الله تعالى .
وقد وفقني الله تعالى للوقوف على هذا العلم والتعرف عليه من خلال بحثي في رسالة الدكتوراه وهي في ( السياق القرآني وأثره في التفسير دراسة نظرية تطبيقية على سورتي الفاتحة والبقرة ) ، وقد بذلت الجهد في تتبع الدراسات الخاصة بهذا العلم فلم أجد من تطرق له كدراسة نظرية مستقلة سوى ماذكره البقاعي في مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور من كلام مختصر ، وما وجدته في دراسات علمية تطرقت للموضوع من خلال الحديث عن الوحدة الموضوعية للسورة ، فعزمت على الكتابة فيه فوفقني الله لذلك .
ويسر الله لي المشاركة بإلقائه بعد ذلك في برنامج ( أفانين القرآن ) في قناة المجد ، كما يسر لي المشاركة فيه كورقة علم في مؤتمر ( القرآن الكريم ومناهج دراسته ) في المغرب في تاريخ 12-23/4/1428هـ
وأحببت بعد ذلك أن أعرضه في هذا الملتقى المبارك على حلقات لأستفيد من رأي الأخوة ونقدهم لتقويم هذا البحث وإخرجه بعد ذلك بإذن الله تعالى .
ولعلي أعرض ابتدأً لخطة البحث لعرض صورة عامة عن الموضوع ، فقد قسمت البحث إلى مقدمة ، وسبعة مباحث وخاتمة :
المقدمة : وهي مدخل للبحث .
المبحث الأول : التعريف بمقاصد السور .
المبحث الثاني : أهمية مقاصد السور .
المبحث الثالث : أقوال العلماء في علم مقاصدالسور واعتباره .
المبحث الرابع : تأصيل علم مقاصد السور وأدلته .
المبحث الخامس : عناية العلماء والمفسرين بمقاصد السور ومناهجهم في عرضها ، والكتب والتفاسير المؤلفة فيها.
المبحث السادس : طرق كشف مقاصد السور .
المبحث السابع : منهج مقترح في دراسة التفسير من خلال مقاصد السور .
الخاتمة : وفيها خلاصة البحث .
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً وأن ينفعني به أولاً ، وأن يحقق فيه الأمل بالنفع العام والقبول . كما أسأله تعالى الصواب والتوفيق في القول العمل ، والعفو والتجاوز عن الخطأ والخلل ، هو حسبي ونعم الوكيل ، عليه توكلت وإليه أنيب .
فضيلة الشيخ:
د\محمد الربيعة
|