عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-08, 07:26 PM   #8
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

العظيم
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
العظم خلاف الصغر ، عظم يعظم عظماً وعظاماً كبر ، وهو عظيم وعظام.
وعظم الأمر : كبره. وأعظمه واستعظمه : رآه عظيماً ، فهو معظم.
والتعظيم : التبجيل ، والعظمة : الكبرياء .
والتعظيم في النفس : هو الكبر والزهو والنخوة ، والعظمة والعظموت : الكبر.
وروده في القرآن الكريم :
ورد هذا الاسم تسع مرات منها :
1-قوله تعالى : وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (البقرة: من الآية255)
2-وقوله : عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (التوبة: من الآية129)
3-وقوله : اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (النمل:26)
4-وقوله : فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (الواقعة:96) .
معنى الاسم في حق الله تعالى :
قال ابن جرير : "اختلفوا في معنى قوله (العظيم) :
فقال بعضهم : معنى العظيم في هذا الموضع المعظم صرف المفعل إلى فعيل ، كما يقال : العتيق بمعنى المعتق.
فقوله العظيم معناه : الذي يعظمه خلقه ويهابونه ويتقونه.
وقال آخرون : بل تأويل قوله (العظيم) : هو أن له عظمة هي له صفة ، وقالوا : لا نصف عظمته بكيفية ، ولكنا نضيف ذلك إليه من جهة الإثبات ، وننفي عنه أن يكون ذلك على معنى مشابهة العظيم المعروف من العباد ، لأن ذلك تشبيه له بخلقه وليس كذلك.
وأنكر هؤلاء ما قاله أهل المقالة التي قدمنا ذكرها.
وقالوا : لو كان معنى ذلك أنه معظم ، لوجب أن يكون قد كان غير عظيم قبل أن يخلق الخلق ، وأن يبطل ذلك عند فناء الخلق ، لأنه لا معظم له في هذه الأحوال.
وقال آخرون : بل قوله إنه (العظيم) وصف منه نفسه بالعظم.
وقالوا : كل ما دونه من خلقه فبمعنى الصغر ، لصغرهم ، عن عظمته" أ هـ .
وقال الزجاجي : (العظيم) ذو العظمة والجلال في ملكه وسلطانه عز وجل ، كذلك تعرفه العرب في خطبها ومحاوراتها ، يقول قائلهم : من عظيم بني فلان اليوم ؟ أي من له العظمة والرئاسة منهم ؟ فيقال : فلان عظيمهم ، ويقولون : هؤلاء عظماء القوم أي: رؤساءهم ، وذوو الجلالة والرئاسة منهم.
وقالوا في قوله عز وجل : وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (الزخرف:31) ، تأويله : هلا أنزل هذا القرآن على رجل من رجلين عظيمين من القريتين ؟ أي : كان سبيله أن ينزل على عظيم رئيس ، ولم يريدوا به عظم الخلقة" أ هـ .
وقال الأصبهاني : العظمة صفة من صفات الله ، لا يقوم لها خلق، والله تعالى خلق بين الخلق عظمة يعظم بها بعضهم بعضاً ، فمن الناس من يعظم لمال ، ومنهم من يعظم لفضل ، ومنهم من يعظم لعلم ، ومنهم من يعظم لسلطان ، ومنهم من يعظم لجاه.
وكل واحد من الخلق إنما يعظم بمعنى دون معنيى ، والله عز وجل يعظم في الأحوال كلها.
فينبغي لمن عرف حق عظمة الله ، أن لا يتكلم بكلمة يكرهها الله ، ولا يرتكب معصية لا يرضاها الله ، إذ هو القائم على كل نفسٍ بما كسبت.
وقال ابن الأثير : هو الذي جاوز قدره عز وجل حدود العقول ، حتى لا تتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته
آثار الإيمان بهذا الاسم :
1-إن الله سبحانه هو العظيم المطلق ، فهو عظيم في ذاته ، عظيم في أسمائه كلها ، عظيم في صفاته كلها ، عظيم في سمعه وبصره ، عظيم في قوته وقدرته ، عظيم في علمه ، فلا يجوز قصر عظمته في شيء دون شيء ، لأن ذلك تحكم لم يأذن به الله.
قال ابن القيم رحمه الله في نونيته مقرراً ذلك :
وهو العظيم بكل معنى يوجب
التعظيم لا يحصيه من إنسان.

فمن عظمته في علمه وقدرته أنه لا يشق عليه أن يحفظ السماوات السبع والأرضين السبع ، ومن فيهما كما قال : وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (البقرة: من الآية255) .
2-الفرق بين عظمة الخالق والمخلوق : أن المخلوق قد يكون عظيماً في حال دون حال ، وفي زمان دون زمان ، فقد يكون عظيماً في شبابه ، ولا يكون كذلك عند شيبه ، وقد يكون ملكاً أو غنياً معظماً في قومه ، فيذهب ملكه وغناه أو يفارق قومه وتذهب عظمته معها ، لكن الله سبحانه هو العظيم أبداً.
قال الحليمي في (العظيم) : ومعناه الذي لا يمكن الامتناع عليه بالإطلاق ، لأن عظيم القوم إنما يكون مالك أمورهم ، الذي لا يقدرون على مقاومته ومخالفة أموره ، إلا أنه وإن كان كذلك ، فقد يلحقه العجز بآفات تدخل عليه فيما بيده فتوهنه وتضعفه ، حتى يستطاع مقاومته ، بل قهره وإبطاله ، والله جل ثناؤه قادر لا يعجزه شيء ، ولا يمكن أن يُعصى كرهاً أو يخالف أمره قهراً ، فهو العظيم إذاً حقاً وصدقاً ، وكان الاسم لمن دونه مجازاً" أهـ.
3-على المسلم أن يعظم الله حق تعظيمه ، ويقدره حق قدره ، وإن كان هذا لا يستقصى ، إلا أن على المسلم أن يبذل قصارى ما يملك لكي يصل إليه.
وتعظيم الله سبحانه وتعالى أولاً ، إنما هو بوصفه بما يليق به من الأوصاف والنعوت التي وصف بها نفسه ، والإيمان بها وإثباتها لله، دون تشبيهها بخلقه ، ولا تعطيلها عما تضمنته من معاني عظيمة.
فمن شبه ومثل ، أو عطل وأول ، فما عظم الله حق تعظيمه.
ومن تعظيمه جل وعلا الإكثار من ذكره في كل وقت وحين ، والبدء باسمه في جميع الأمور ، وحمده والثناء عليه بما هو أهل له ، وتهليله وتكبيره.
ومن تعظيم الله سبحانه أن يطاع رسوله  : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ (النساء: من الآية64) ، فمن أطاع الرسول فقد أطاع المرسل : مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ (النساء: من الآية80) ، ومن عصاه فقد عصى الله .
ومن تعظيم الله سبحانه أن يعظم رسوله ويوقره ، قال تعالى : لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (الفتح:9) ( ).
وأن لا يقدم على كلامه كلام أحد مهما كانت مكانته ، قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (الحجرات:1) .
ومن تعظيم الله سبحانه أن يصدق كتابه ؛ لأنه كلامه ، وأن يحكم في الأرض لأنه شرعه الذي ارتضاه للناس أجمعين ، فمن لم يفعل فما عظم الله حق تعظيمه ، بل التحق بأشباهه من اليهود الذين اتخذوا كتاب الله وراءهم ظهرياً واتبعوا شياطين الإنس والجن.
ومن تعظيم الله سبحانه ، أن تعظم شعائر دينه كالصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة وغيرها.
قال تعالى : ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (الحج:32)
ومن تعظيم الله سبحانه أن تجتنب نواهيه ومحارمه التي حرمها في كتابه
أو حرمها رسوله  ، قال تعالى : ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ (الحج: من الآية30) ، ومن أعظم ما حرمه الله الشرك بأنواعه ومقابل هذا أن يعمل المسلم بأوامره التي أمر بها ، والتي من أعظمها توحيده وإفراده بالعبادة وحده لا شريك له.
4-ليس أضل من ذلك الإنسان الذي أبى أن يعبد الله وحده ، وأصر على أن يشرك به ما لا يملك له رزقاً ، ولا يملك له نفعاً ولا ضراً ، من أوثان وأحجار وأشجار ،
أو قبور وأضرحة ، قد صار أصحابها عظاماً نخرة ، فكيف تقضي لهم حاجة ؟ أو تشفي لهم مريضاً ؟ أو ترد لهم غائباً ؟ لكنه العمى والضلال البعيد ، وهم في الآخرة في العذاب الشديد : خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (الحاقة:30-33)
وهذا في المشركين الذين أقروا بخالقهم وخالق السماوات والأرض ، وأنه منزل المطر ومحيي الأرض بعد موتها ، فما بالك بأولئك الشيوعيين الأنجاس الذين أبت نفوسهم العفنة أن تقر بخالقها ورازقها ومدبر أمرها ، والذين يسمون أنفسهم بـ (اليساريين) ، وما أصدق هذه التسمية عليهم فهم أهل اليسار حقاً في الآخرة : وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (الواقعة:41-44) .
4-أمر النبي  أن يُسبح بهذا الاسم في الركوع فقال : (ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً ، فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم) ( ).



توقيع ورده الياسيمن
[URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL][URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL]

[SIZE=5][COLOR=purple][I]إذا ذبلت رياحين القلب؛ فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة. وإذا سئمت من الخلق جفاءهم، وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛ لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛ فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله. [/I][/COLOR][/SIZE]
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس