عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-08, 07:30 PM   #51
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الشافي
جل جلاله وتقدست أسماؤه ()
المعنى اللغوي :
الشفاء : البرء من المرض.
يقال : شفاه الله يشفيه شفاءً.
والشفاء أيضاً : ما يُبرئ من المرض.
يقال : أشفاه الله عسلاً ، إذا جعله له شفاءً ، حكاه أبو عبيدة.
واستشفى : طلب الشفاء ، ونال الشفاء أيضاً .
وروده في الحديث الشريف :
ورد في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : إن رسول الله  كان إذا أتى مريضاً أو أُتيَ به إليه قال عليه الصلاة والسلام : "أذهِب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يُغادر سقماً.وقد ورد في القرآن فعلاً ، في قوله تبارك وتعالى : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (الشعراء:80) .
معنى الاسم في حق الله تعالى :
قال الحليمي : قد يجوز أن يقال في الدعاء : يا شافي يا كافي ؛ لأن الله عز وجل يشفي الصدور عن الشبه والشكوك ، ومن الحسد والغلول ، والأبدان من الأمراض والآفات ، لا يقدر على ذلك غيره ، ولا يُدعى بهذا الاسم سواه.
ومعنى الشفاء : رفع ما يؤذي أو يؤلم من البدن.
من آثار الإيمان بهذا الاسم :
1- الله تبارك اسمه هو الشافي الحقيقي لكل آفة وعاهة ومرض بدني أو نفسي ، فقوله  في الحديث "اشف أنت الشافي" دليل على أن الشافي على الإطلاق هو الله وحده جل شأنه.
قال القرطبي : فيجب على كل مكلف أن يعتقد ألا شافي على الإطلاق إلا الله وحده، وقد بين ذلك رسول الله  بقوله "لا شافي إلا أنت" فيعتقد الشفاء له وبه ومنه ، وأن الأودية المستعملة لا توجب شفاء ، وإنما هي أسباب وأوساط يخلق الله عندها فعله. وهي الصحة التي لا يخلقها أحد سواه فكيف ينسبها ـ سبحانه وتعالى ـ إلى جماد من الأدوية أو سواها ، ولو شاء ربك لخلق الشفاء دون سبب ، ولكن لما كانت الدنيا دار أسباب جرت السنة فيها بمقتضى الحكمة ، على تعليق الأحكام بالأسباب ، وإلى هنا أشار جبريل عليه السلام وإياه أوضح بقوله لرسوله  : "بسم الله أرقيك ، الله يشفيك" فبين أن الرقية منه، وهي سبب لخلق الله وهو الشفاء.
2- فمنه تعالى شفاء النفوس من أسقامها ، والأبدان من أمراضها ، فأنزل القرآن العظيم شفاء لعباده ورحمة ، كما قال سبحانه : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً (الإسراء:82) .
قال الإمام الطبري : يقول تعالى ذكره : وننزل عليك يا محمد من القرآن ما هو شفاء يستشفى به من الجهل من الضلالة ، ويبصر به من العمى ، للمؤمنين ، ورحمة لهم دون الكافرين به ؛ لأن المؤمنين يعملون بما فيه من فرائض الله ، ويحلون حلاله ويحرمون حرامه فيدخلهم بذلك الجنة ، وينجيهم من عذابه ، فهو لهم رحمة ونعمة من الله أنعم بها عليهم.
وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً يقول عنها : ولا يزيد هذا الذي نُنزل عليك من القرآن الكافرين به إلا خساراً (إهلاكاً) ، لأنهم كلما نزل فيه أمر من الله بشيء أو نهي عن شيء كفروا به ، فلم يأتمروا لأمره ، ولم ينتهوا عما نهاهم عنه ، فزادهم ذلك خساراً إلى ما كانوا فيه قبل ذلك من الخسار ، ورجساً إلى رجسهم قبل.
وأما الأبدان فإنه تعالى أنزل الداء وأنزل الدواء ، علمه من علمه وجهله من جهله ، كما قال  : (ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً) .
وقال أيضاً : (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل).

وقال أيضاً : (إن الله عز وجل لم ينزل داءً إلى أنزل له شفاءً ، علمه من علمه وجهله من جهله) .
قال الحافظ ابن حجر بعد سياقه لطائفة من الأحاديث في الباب : وفي مجموع هذه الألفاظ ما يعرف منه المراد بالإنزال في حديث الباب ، وهو : إنزال علم ذلك على لسان المَلَك للنبي  ، أو عبّر بالإنزال عن التقدير ، وفيها التقييد بالحلال فلا يجوز التداوي بالحرام.
وفي حديث جابر منها الإشارة إلى أن الشفاء متوقف على الإصابة بإذن ، وذلك أن الدواء قد يحصل معه مجاوزة الحد في الكيفية أو الكمية فلا ينجح ، بل ربما أحدث داءً آخر. وفي حديث ابن مسعود الإشارة إلى أن بعض الأدوية لا يعلمها كل أحد ، وفيها إثبات الأسباب ، وأن ذلك لا ينافي التوكل على الله لمن اعتقد أنها بإذن الله وتقديره ، وأنها لا تنجح بذواتها بل بما قدره الله تعالى فيها ، وأن الدواء قد ينقلب داءً إذا قدر الله ذلك ، وإليه الإشارة بقوله في حديث جابر "بإذن الله" فمدار ذلك كله على تقدير الله وإرادته.
والتداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع ولعطش بالأكل والشرب ، وكذلك تجنب المهلكات والدعاء بطلب العافية ودفع المضار وغير ذلك.




توقيع ورده الياسيمن
[URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL][URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL]

[SIZE=5][COLOR=purple][I]إذا ذبلت رياحين القلب؛ فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة. وإذا سئمت من الخلق جفاءهم، وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛ لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛ فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله. [/I][/COLOR][/SIZE]
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس