عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-08, 07:36 PM   #55
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الوِتر
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
الوِتْرُ والوَتْر : الفرد أو ما لم يتشفع من العدد.
وأوتره : أفذه.
قال اللحياني :
أهل الحجاز يسمون الفرد الوتر ، وأهل نجد يكسرون الواو.
وفي قوله عز وجل : وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (الفجر:3) قراءتان بالفتح والكسر.
وأوتر الرجل : صلى الوتر، وهي ركعة تكون بعد صلاته مثنى مثنى من الليل.
وروده في الحديث الشريف :
ورد في حديث أبي هريرة  عن النبي  قال : (لله تسعة وتسعون اسماً من حفظها دخل الجنة وإن الله وِتْرٌ يحب الوتر"(.
المعنى في حق الله تعالى
:
قال ابن قتيبة :
الله عز وجل وِتْرٌ ، وهو واحد( ).
وقال الخطابي
: (الوتر) هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير.
وقال الحليمي :
ومنها الوتر ؛ لأنه إذا لم يكن قديمٌ سواه ، لا إله ولا غير إله ، لم ينبغي لشيء من الموجودات أن يُضم إليه فيُعد معه ، فيكون والمعدود معه شفعاً ، لكنه واحدٌ فردٌ وتر.
وقال البهيقي
: (الوتر) هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير (وهو قول الخطابي) وهذه أيضاً صفة يستحقها بذاته.
وقال الحافظ ابن حجر :
(الوتر) : الفرد ، ومعناه في حق الله أنه الواحد الذي لا نظير له في ذاته ولا انقسام.
من آثار الإيمان بهذا الاسم
:
1-أن الله تعالى واحد لا شريك له ولا نظير ، بل هو الإله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
وهو سبحانه واحد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله ، قال عز وجل : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الشورى: من الآية11) .
وقال : هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً (مريم: من الآية65) ( ).
2-وهو جل وعلا يحب الوتر ويأمر به في كثير من الأعمال والطاعات ، كما في الصلوات الخمس ووتر الليل وأعداد الطهارة وتكفين الميت وفي كثير من المخلوقات كالسماوات والأرض( ).
فقد روى علي  قال : قال رسول الله  : (يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر)
قال القرطبي في معنى قوله 
: "وهو وتر يحب الوتر" : الظاهر أن الوتر هنا للجنس ، إذ لا معهود جرى ذكره حتى يحمل عليه ، فيكون معناه أنه : يحب كل وتر شرعه.
ومعنى محبته له : أنه أمر به وأثاب عليه ، ويصلح ذلك لعموم ما خلقه الله وتراً من مخلوقاته .
أو معنى محبته له : أنه خصصه بذلك لحكمة يعلمها ، ويحتمل أن يريد بذلك وتراً بعينه ، وإن لم يجر له ذكر ثم اختلف هؤلاء ، فقيل : المراد صلاة الوتر.
وقيل : يوم الجمعة .
وقيل : يوم عرفة .
وقيل : آدم عليه السلام .
وقيل غير ذلك.
قال : والأشبه ما تقدم من حمله على العموم( ).
قال : ويظهر لي وجه آخر وهو : أن الوتر يراد به التوحيد ، فيكون
المعنى
: أن الله في ذاته وكماله وأفعاله واحد يحب التوحيد.
أي : أن يُوحد ويعتقد انفراده بالألوهية دون خلقه ، فيلتئم أول الحديث وآخره ، والله أعلم.
قال الحافظ معقباً : قلت : لعل من حمله على صلاة الوتر ، استند إلى حديث علي  : إن الوتر ليس بحتم ، ولا كصلاتكم المكتوبة ، ولكن رسول الله  أوتر ثم قال : (أوتروا يا أهل القرآن ، فإن الله وتر يحب الوتر).
أخرجوه في السنن الأربعة وصححه ابن خزيمة واللفظ له.
فعلى هذا التأويل تكون اللام في هذا الخبر للعهد ، لتقدم ذكر الوتر المأمور به .
لكن لا يلزم أن يحمل الحديث الآخر على هذا ، بل العموم فيه أظهر ، كما أن العموم في حديث علي  محتمل أيضاً.
3-وقد وردت عن السلف آثار في ذلك :

فقال مجاهد في قوله تعالى : وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (الفجر:3) : "كل خلق الله شفع : السماء والأرض ، والبر والبحر ، والجن والإنس ، والشمس والقمر. والله وحده الوتر".
وفي رواية عنه قال : الخلق كله شفع ووتر ، أقسم بالخلق( ).
وعن الحسن قال : "الخلق كله شفع ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ قال : كان أبي يقول : كل شيء خلق الله شفع ووتر ، فأقسم بما خلق ، وأقسم بما تبصرون وبما لا تبصرون.
قال ابن جرير : وقال آخرون : بل ذلك الصلاة المكتوبة ، منها الشفع كصلاة الفجر والظهر ، ومنها الوتر : كصلاة المغرب.
ذكر من قال ذلك .
وذكر آثاراً منها :

عن قتادة قوله : وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ : إن من الصلاة شفعاً ، وإن منها وتراً.
ثم قال ابن جرير مرجحاً :
والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن الله تعالى ذكره أقسم بالشفع والوتر ، ولم يخصص نوعاً من الشفع ، ولا من الوتر دون نوع ، بخبر ولا عقل ، وكل شفع ووتر فهو مما أقسم به مما قال أهل التأويل أنه داخل في قسمه هذا ، لعموم قسمه بذلك.



توقيع ورده الياسيمن
[URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL][URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL]

[SIZE=5][COLOR=purple][I]إذا ذبلت رياحين القلب؛ فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة. وإذا سئمت من الخلق جفاءهم، وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛ لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛ فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله. [/I][/COLOR][/SIZE]
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس