الأدب النبوي...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .. فهذه كلمات كتبتها من إحدى المحاضرات .. أسأل الله أن ينفع بها
بعنوان:
الأدب النبوي سلوك راق.. ومنهج حياة
المقصود من اللقاء :
ماهو حاصل في المجتمع اليوم من التخلي عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم سواء في الأدب أو ماهو أعلى من ذلك .
ما المقصود بالسنة النبوية ؟السنة النبوية ومتابعتها : هو الدين كله .. كل ماورد عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء الأعمال أو الاعتقادات هي السنة
ومن ذلك قيل أهل السنة ..
فأهل السنة :هم الذين بذلوا جهودهم في مطابقة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا وعملا واعتقادًا .
لذلك يقال : أهل السنة هم أهل الحديث .. أي الحديث النبوي..
لأنهم يريدون أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله واعتقادته ويتابعونها بالضبط ..
ولا تعلم سنة النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق الحديث
استعمال العوام للسنّة : معنى السنة عند العوام: ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه بل يعاتب .. ( وهو معناها عند الفقهاء )
بهذه الصورة ينقسم الدين إلى ثلاثة أقسام : فرائض - سنن – آداب
الخلاصة : تطلق السنة على معنيين :
السنة هي :1- الدين كله ( أهل السنة والحديث )
2- جزء من الدين (فيصير الدين ثلاثة أجزاء : فرائض ، سنن ، آداب )
والأداب تؤخذ من السنة أي: تؤخذ من الحديث .. ومن النصوص التي ورد ذكرها في القرأن والسنة
لكن حكم الإتيان بها :
محبوب الإتيان بها لأنها التي يحبها الله.. ولايعاقب من تركها لكنه يعاتب لتركه متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
من يترك الآداب الواردة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ماذا سيفعل ؟ سيبدله بغيره .
السبب : القوم أخذتهم حُمّى أخذت عقولهم اسمها : السلوك الراقي وهو الإتيكيت ، ودليل السلوك الراقي عندهم : أي دليل أي دليل إلا أن تقولي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتخبطوا ذات اليمين وذات الشمال
فالقوم أصابتهم لوثة تتكلم عن مواكبة العصر ، ادعوا الحاجة إليها ، وسموها : الحاجة للتجديد
تجديد الخطاب الديني ، تجديد كذا ، وبدأوا يُشعرون غيرهم أنهم بحاجة للتجديد .
في خضم ذلك أين موقف الناس من الميراث النبوي؟بين تفريط وإفراط .. وكلاهما الذي فرّط أوأفرط نسي النصوص الدالة والموجهة في باب الأدب
فالمفرّط نسي قول عبد الله ابن المبارك : [ من تهاون بالأدب عُوقب بحرمان السنن ومن تهاون بالسنن عُوقب بحرمان الفرائض ومن تهاون بالفرائض عُوقب بحرمان المعرفة.]
لا يتصور أن استجلاب القلب وجمعه يكون فقط لحظة القيام بالعمل
من يريد أن يجمع قلبه في الفرائض يبدأ من السنن لتعينه على جمع القلب ..
مثل من يريد أن يجمع قلبه في الصلاة يبدأ من الأذان وأذكار الأذان ثم الوضوء ثم السنن ليجمع قلبه في الفريضة
إذن : العبادات محاطة بأعمال تعين العبد على القيام بها وعلى جمع قلبه فيها .
عندما يجد العبد نفسه ترك السنن يعلم أن سبق ذلك التهاون بالأدب
لذلك يقول أهل العلم أن سبب زيادة سنة الظهر عن بقية الفرائض بسبب كون أن وقت الصلاة هو وقت انشغال القلب ليعود للاجتماع يحتاج إلى أربع ركعات كي يقف في الفريضة كما ينبغي .
هذا اللقاء الأول سأكمل ماتبقى بإذن المولى.
|