عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-08, 10:57 PM   #8
مسلمة لله
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي




أركان الإيمان بأسماء الله الحسنى



الركن الأول :


الإيمان بالاسم الذي سمى الله به نفسه .

ويدخل تحته ثلاثة أمور :-

1- أن يثبت الاسم حقيقة لله تبارك وتعالى .

وقد نقل شيخ الإسلام رحمه الله اتفاق جميع أهل الإثبات على مختلف الطوائف أن الله حي حقيقة بصير حقيقة سميع حقيقة ... إلى آخر ذلك .

2- أن ينزه الله تعالى عن مماثلة المخلوقين .

قال تعالى :" قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق .."
فالله يسمى العزيز ، والمخلوق يمكن أن يسمى العزيز ، لكن الله عندما يسمى العزيز لا يماثل المخلوق الذي يسمى العزيز ، فالتماثل في الاسم لا يوجب التماثل حقيقة ومعنى فلله عزة تليق به وللمخلوق عزة تليق به .

3- أن نؤمن أن أسماء الله تعالى حسنى .

فأسماؤه بالغة في الحسن غايته ، قال تعالى :" ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها "
- ألفاظها في غاية الحسن لا نجد لفظا تنقبض منه الأسماع .
- حسنى متضمنة للصفات الكاملة ، بعكس المخلوق فإنه قد يسمى باسم متصمن لصفة نقص .
- حسنى من جهة اللفظ والمعنى تدل على أوصاف كاملة لا نقص فيها لا احتمالا ولا تقديرا .
- والحسن في أسمائه وصفاته يكون باعتبار كل اسم على انفراده ، الرحمن ،الرحيم ، الكريم ...
فهي حسنة لفظا ومعنى .
كذلك باعتبار ضمها إلى غيرها مثل العزيز الحكيم فإنها من أكمل ما يكون ، فإن العزة غالبا تحمل على القهر والتسلط فتكون لدى المخلوق عزة لكنها تحمله على ما لا يليق أما عزة الله فهي مقرونة بالحكمة يضع الأمور مواضعها ويوقعها مواقعها فلا يصدر عنه شيء يخرج عن الحكمة .
كذلك الغني الحميد
فإن الغنى يحمل على البطر والعدوان ، قال تعالى :" كلا إن الإنسان ليطغى . أن رآه استغنى " ، لكن الله غني محمود في غناه .
كذلك السميع البصير
كامل في سمعه وكامل في بصره فهو يدل على الإحاطة وهو كمال مركب .


الركن الثاني :

أن نؤمن بما دل عليه الاسم من معنى .

ويدخل تحته أمران :-

1- الإيمان بأن للأسماء معاني .

كل اسم يدل على معنى وليس مجرد علم محض فأسماؤه أعلام وأوصاف .
أسماؤه أعلام باعتبار دلالتها على ذاته المقدسة سبحانه وتعالى .
وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني .
فإذا نظرنا إليها باعتبارها دالة على الذات الإلهية فهي بهذا تكون مترادفة .
العزيز – الرحمن – الكريم ... كلها مترادفة .
قال تعالى :" قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى "
وإذا نظرنا إليها باعتبار أن كل اسم يدل على معنى فهي متغايرة ، فالعزيز يدل على العزة ، والرحمن يدل على الرحمة ....
لكن قد يتسمى الإنسان باسم متضمن لصفة هو أبعد ما يكون عنها كمن يسمى صالحا وهو بعيد عن الصلاح ، فالاسم هنا مجرد علم يدل على الذات وليس متضمنا لصفة ومعنى في هذا الشخص لكن أسماء الله وأسماء الرسول وأسماء القرآن أعلام وأوصاف.

2- فهم أسماء الله وصفاته والتفكر فيها لا يعني التفكر في ذات الله

فإن هذا لا يجوز بحال من الأحوال ، لكن التفكر في المعنى يحملنا على التوجه إليه وسؤاله ، فمن عرف أن الله هو الرازق فإنه يتوجه إليه بطلب الرزق ، وغفور يطلب منه المغفرة وما إلى ذلك .

الركن الثالث :

الإيمان بما يكون لها من آثار

( سيفصله الشيخ حفظه الله في الدرس القادم إن شاء الله )

تمت والحمد لله رب العالمين



توقيع مسلمة لله
[FRAME="7 10"]ما دعوة أنفع يا صاحبي ** من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئا ** أن تسأل الغفران للكاتب
[/FRAME]

التعديل الأخير تم بواسطة مسلمة لله ; 28-01-08 الساعة 11:05 PM
مسلمة لله غير متواجد حالياً