الموضوع: الأدب النبوي...
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-06, 10:11 PM   #3
أم خولة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

لكن : بيننا وبين الأدب : عدم العلم
الشقاوة : أن أنتظر آراء الناس ، هل أفعل كذا ، هل لا أفعل كذا ؟!
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مقدمة كتابه " مختصر زاد المعاد " :"
ومن هاهنا يعلم اضطرار العباد فوق كل ضرورة إلى معرفة الرسول وما جاء به فإنه لاسبيل إلى الفلاح إلا على يديه ولا إلى معرفة الطيب من الخبيث على التفصيل إلا من جهته فأي حاجة فرضت وضرورة عرضت .. فضرورة العبد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فوقها بكثير "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كأن الشيخ يحتج على من يقول : أن بقية العلوم ضرورية نقول : نعم ضرورية ، ولكنها لا تقدم على العلوم النافعة .
لماذا لا نشعر بذلك ، لماذا لا نشعر بضرورة تعلم سنة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : "
وما ظنك بمن إن غاب عنك هديه وما جاء به طرفة عين فسد قلبك ، ولكن لا يحس بهذا إلا قلب حي ( وما لجرح ميت إيلام ) ، وإذا كانت السعادة معلقة بهديه صلى الله عليه وسلم فيجب على كل من أحب نجاة نفسه أن يعرف هديه وسيرته وشأنه مايخرج به من خطة الجاهلين ( أي : طريقتهم ) والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " .
هذا يطابق لتقسيم الناس سورة فاطر : [ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ] {فاطر:32}
الناس في معرفتهم هديه صلى الله عليه وسلم 1- مستقل : مقتصد
2- مستكثر : السابق بالخيرات
3- محروم : الظالم لنفسه

مما يجب بقاؤه في أذهاننا ماوصف الله به رسوله
قال تعالى : [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا(45) وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا(46) ]. {الأحزاب}.
قال الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى- في قوله تعالى " وسراجاً منيراً" : "
وذلك يقتضي أن الخلقَ في ظلمةٍ عظيمةٍ ، لا نورٌ يُهتدى به في ظلماتها ، ولا علمٌ يُستدل به في جهاتها . حتى جاء اللهُ بهذا النبي الكريم فأضاءَ الله ُله تلكَ الظلماتِ ، وعلّم به من الجهالات ، وهدى به ضلّالاً إلى الصراط المستقيم ، فأصبح أهلُ الاستقامةِ قد وضحَ لهم الطريقُ فمشوا خلف هذا الإمام وعرفوا به الخيرَ والشرَّ ، وأهلَ السعادةِ من أهلِ الشقاوة واستناروا به لمعرفة معبودهم ، وعرفوه بأوصافه الحميدة . وأفعاله السديدة ، وأحكامه الرشيدة ".
وهذا يطابق قوله :[أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {الأنعام:122}

ويمكن أن يصل حاله ( المفرِّط ) إلى ما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم
قال عليه الصلاة والسلم : (( ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه ، وما وجدنا فيه حراماً حرمناه ، وإن ماحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله ) . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه

وهذا قد ظهر في زماننا .. ظهرت طائفة تسمى بالقرأنيين : رافضين للسنة ، كارهين لها ، باغضين لها ، متهمين السنة بالبطلان
لا بد من اعتقاد أن السنة من الذكر الذي حفظ
فالمطلوب من الذي لديه مال أن يطبع الكتب الستة وينشرها
قال سهل بن عبد الله : "
عليك بالأثر والسنة فإني أخاف أنه سيأتي عن قليل زمان إذا ذكر إنسان النبي صلى الله عليه وسلم والإقتداء به في جميع أحواله ذموه ونفروا عنه وتبرؤا منه وأذلوه وأهانوه " .

المفرِّط: اتبع هواه .. امتثل أمر عقله .. وردّ الشريعة

ليس ثمة إلا طريقان : 1- إما طريق الشرع
2- وإما طريق الهوى
قال تعالى: [فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] {القصص:50}
لقد حصرت الأية الحكم في أمرين لا ثالث لهما : إما الاستجابة للمصطفى صلى الله عليه وسلم ، وإما اتباع الهوى

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا عذر لأحد في ضلالة ركبها حسبها هدى ، ولافي هدى تركه حسبه ضلالة فقد بُيّنت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر .قال
البربهاري رحمه الله : فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلاتعجلن ولا تدخلن في شئ منه حتى تسأل وتنظر : هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء ؟ فإن أصبت فيه أثراً عنهم ، فتمسك به ولا تجاوزه بشئ ولا تختر عليه شيئاً فتسقط في النار .

ومن الناس يحتج ويقول الدين يسر فماذا نقول ؟
نقول أن نفس الأعمال المأمورين بها هي يسيرة ، اليسر إذا أردت معرفته فاجمع جميع النصوص الواردة وانظر إليها تجدها يُسر .
• لذلك جاء في المناظرة بين عالم من علماء السنة –محمد بن عبد الرحمن الأدرمي- ورجل تكلم ببدعة ودعا الناس إليها.
• فقال له محمد : هل علمها رسول الله أبو بكر وعمر وعثمان وعلي, أو لم يعلموها ؟ قال: لم يعلموها . قال: فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت ؟!! قال الرجل : فإني أقول: قد علموها. قال: أفوسعهم أن لا يتكلموا به, ولا يدعوا الناس إليه أم لم يسعهم ؟
• قال: بلى وسعهم .قال: فشيء وسع رسول الله وخلفائه، لا يسعك أنت ؟!! فانقطع الرجل . فقال الخليفة – وكان حاضرا - : لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم.
قال أبو العالية :
“ تعلموا الإسلام فلا ترغبوا عنه يميناً وشمالاً وعليكم بالصراط المستقيم وعليكم بسنة نبيكم والذي عليه أصحابه وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء ”
لابد من تعظيم البدعة كون وقوعها في العبادات .. نعظم الخوف من الوقوع فيها ونذكر قول رسول الله : ( من أحدث قي أمرنا هذا ماليس منه فهو رد ) وقوله : ( كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )

لا بد من التعبد لله بالوقوف على السنة ، ونعبد الله بإرادة إقامة السنة وكراهية البدع .

وقد اجتمع أهل التفريط مع أهل الإفراط في : 1- الوقوع في ما يناقض مقتضى الإيمان نبوة محمد وهو التسليم المطلق والتام لما جاء به أو أُخبر عنه ، وتصديقه وطاعته فيما أمر به أو نهى عنه دون حرج أو ضيق أو مناقشة أو جدال أو تعقيب أو أخذ البعض وترك البعض الأخر أو الزيادة في دينه دون نقصان.. ( النقصان : من المعاصي )
2- التقدم بين يدي الله ورسوله .. [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] {الحجرات:1}
التقدم بين الرسول صلى الله عليه وسلم يناقض الإيمان ويناقض أن محمداً رسول الله .

يقول ابن القيم رحمه الله عن هذه الآية في إعلام الموقعين : أي لاتقولوا حتى يقول وتأمروا حتى يأمر ولاتفتوا حتى يفتي ولا تقطعوا أمراً حنى يكون هو الذي يحكم فيه ويمضي .
بمثل ما نخشى من المعاصي والتقصير بمثل مانخشى من البدعة والزيادة، واعلم أن البدعة أحب للشيطان من المعصية ، لأن صاحب البدعة لايعود إلا من رحم الله وصاحب المعصية يعود إذا علم بمعصيته

لكن أهل البدع يقولون: نحن نفعل الخير ونتعبد إلى الله
نقول : الخير ورد فعله ووردت قيود تحدد فعله .

وعلى ذلك فالناصح مؤتمن .. إرادتنا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن نرضي الله عزوجل .. ونجمع القلب على إرادة النصح وتلطف بإرادة وجه الله ليهتدوا

من كان مخلصاً في النصيحة نفعت ولو بعد حين ...

أسأل الله أن ينفع بما سبق .. وليبلغ الشاهد الغائب .. لا تحصروا العلم ...
أم خولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس