[عبد السلام بن إبراهيم الحصين]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
كل ما أمر الله به فإن فعله متوقف على القدرة والاستطاعة، قال تعالى: {لا يكلف الله نفسًا ألا وسعها}، وقال تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}، وقال تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم))، ولهذا كان من القواعد الفقهية المتفق عليها أن المشقة تجلب التيسير.
ولهذا خفف الله تعالى عن القواعد من النساء؛ فقال: {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحًا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة..}، ثم قال تعالى بعد هذه الآية مباشرة: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج..}، وأطلق ولم يقيد نوع الفعل الذي يقع به الحرج، مما يدل على أن هؤلاء ليس عليهم حرج في ترك بعض الواجبات عند وقوع مشقة لهم في فعلها.
ومن ذلك حالة أمك، فليس عليها حرج في كشف وجهها بسبب ضيق نفسها عند تغطيته.
والله أعلم..