فصل
المشهد الثالث مشهد المتابعة والاقتداء وهو أن يحرص كل الحرص على الاقتداء في صلاته بالنبي ويصلي كما كان يصلي ويعرض عما أحدث الناس في الصلاة من الزيادة والنقصان والأوضاع التي لم ينقل عن رسول الله شيء منها ولا عن أحد من أصحابة ولا يقف عند أقوال المرخصين الذين يقفون مع أقل ما يعتقدون وجوبه ويكون غيرهم قد نازعهم في ذلك وأوجب ما أسقطوه ولعل الأحاديث الثابتة والسنة النبوية من جانبه ولا يلتفتون إلى ذلك ويقولون نحن مقلدون لمذهب فلان وهذا لا يخلص عند الله ولا يكون عذرا لمن تخلف عما علمه من السنة عنده فإن الله سبحانه إنما أمر بطاعة رسوله واتباعه وحده ولم يأمر باتباع غيره وإنما يطاع غيره إذا أمر بما أمر به الرسول وكل أحد سوى الرسول فمأخوذ من قوله ومتروك
وقد أقسم الله سبحانه بنفسه الكريمة أنا لا نؤمن حتى نحكم الرسول فيما شجر بيننا وننقاد لحكمه ونسلم تسليما فلا ينفعنا تحكيم غيره والانقياد له ولا ينجينا من عذاب الله ولا يقبل منا هذا الجواب إذا سمعنا نداءه سبحانه يوم القيامة ( ماذا أجبتم المرسلين ) فإنه لا بد أن يسألنا عن ذلك ويطالبنا بالجواب قال تعالى ( فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين ) وقال النبي أوحي إلي أنكم بي تفتنون وعني تسألون يعني المسألة في القبر فمن انتهت إليه سنة رسول الله وتركها لقول أحد من الناس فسيرد يوم القيامة ويعلم
|