عرض مشاركة واحدة
قديم 17-04-19, 12:27 PM   #4
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Color

الأسباب الجالبة لمحبة الخلق في الله

الأول: ما رواه ابن ماجه في سننه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك. وصححه الألباني.
والثاني: ما رواه الطبراني في الأوسط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الأنصار تهادوا، فإن الهدية تسل السخيمة، وتورث المحبة.


روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانًا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض. اللفظ للبخاري.
فالطريق إلى قلوب الخلق ومحبتهم هي محبة الله عز وجل للعبد، كما أن تضييع حقوق الله عز وجل ونسيان شرعه طريق إلى التباغض بين العباد، قال الله سبحانه" فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "المائدة:14.

هذا من جهة العموم، وهناك أعمال إذا قام بها الأخ تجاه أخيه تؤدي إلى غرس المحبة وزيادتها، ومنها: أن تسلم عليه كلما لقيته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم". رواه مسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجه.
ومنها: الهدية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا". أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأبو يعلى في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه الألباني.
ومنها: مناداته بأحب الأسماء إليه، وأن توسع له إذا جلس إلى جوارك في المجلس كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاث يصفين لك من ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيت، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه. رواه البيهقي في شعب الإيمان.
ومما لا يخفى أن الابتسامة وطيب الكلام وحسن العشرة كل ذلك يؤدي إلى زيادة المحبة بين الإخوان، ونصيحتنا لك أن تُعْلِم أخاك بمحبتك له،
فعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ إِيَّاهُ " رواه الترمذي :2392 . وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" 417.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه " أَنَّ رَجُلًا كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا . فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَعْلَمْتَهُ ؟ قَالَ : لَا . قَالَ : أَعْلِمْهُ . قَالَ : فَلَحِقَهُ فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ . فَقَالَ : أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ" رواه أبو داود : رقم/5125 ، وصححه النووي في "رياض الصالحين" 183، وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود".
والمقصود من هذا : الاستحباب ، وليس الإلزام والوجوب
قال المناوي رحمه الله :
"فليخبره أنه يحبه لله فليخبره بمحبته له ندبًا ، بأن يقول له إني أحبك لله . أي : لا لغيره من إحسان أو غيره ، فإنه أبقى للألفة ، وأثبت للمودة ، وبه يتزايد الحب ويتضاعف ، وتجتمع الكلمة ، وينتظم الشمل بين المسلمين ، وتزول المفاسد والضغائن . وهذا من محاسن الشريعة" انتهى ."فيض القدير" 1/319 .هنا=

وللفائدة نذكرك بحديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" ما تحابَّ رجُلانِ في الله إلا كان أحبَّهما إلى اللهِ عزَّ وجلَّ أشدُّهما حُبًّا لصاحبِه"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم: 450 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس