عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-11, 08:36 AM   #3
رووح الاسلام
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 01-08-2010
المشاركات: 31
رووح الاسلام is on a distinguished road
افتراضي

عدنا , الحلقة الثالثة




بالفعل اتصلت بها و كنت متردد هل أخبرها بما حدث لي ام لا ؟ لكن ألمي كان موجع وكنت بحاجة الى شخص اتحدث إليه واشكو إليه حزني , يكون انسانا قلبه طيب , يقف بجانبي , يواسيني , يعيد لي ثقتي بنفسي , وهل أجد أطيب من قلبها ؟! أخبرتها بما حدث , كانت مصدومة ولم تصدق هذا , واخذت تواسيني وتهون علي الامور , وتقول لي اصبر قليلا , سيحن والدك ووالدتك إليك وسوف يبحثون عنك لتعود اليهم , كان صوتها العذب كأنه طيف مر على قلبي فأزال همي وبدأت اشعر بالامل , كنت سعيدا جدا لسماعها , لكن سرعان ما انتهى شحن رصيدي ,







فجلست أفكر و انظر للشباب حولي , يلعبون ويضحكون , لم استطيع اكون مثلهم الان , كنت بينهم كطفل يتيم , , لا صديق , ولا بيت , ولا شئ , اصبحت محروم من كل شئ , حتى أنني أشعر بالجوع , ولا أدري أين أبيت الليلة .



بعد انتهاء المباراة , فكرت أن أذهب وأطلب من مدير النادي أن أبيت الليلة هنا , وبينما أسير الى مكتبه , سمعت من يناديني , عماد ..عماد .. نظرت خلفني فإذا هو محمد صديقي في الجامعة , شعرت بالخجل الشديد , هل سيسألني عن الجامعة ؟؟ ام عن ماذا ؟ ... اقترب مني وقال : اين انت يا رجل .’ اعتقدت ان مباراة اليوم فاتتك , ما رأيك بالفريق اليوم ؟ لقد أعجبني أداؤه كثيرا , لكن اللاعب حسن اضاع كرة كانت رائعة وإلا لكان هدفا رابعا .. بالمناسبة لم أراك اليوم في الجامعة وياسر ايضا , هل كنتما في رحلة ؟!



شعر محمد انني ليس بمزاج جيد , فصمت قليلا , ثم اقترح علي العشاء معه الليلة , حاولت ان اعتذر له , لكنه كان مصرا على ذلك , فقبلت دعوته , وكان حسن ضيافته لي , وحسن حديثه معي وتلطفه معي , جعلني احدثه عما بداخلي وكل ما حدث لي , انني اثق به , فحزن كثيرا على حالتي ,





محمد : لقد وددت يوما أن أحدثك عن ياسر , انه شاب سئ , وانت شاب عاقل قلبك طيب , لا ينبغي ان تصاحبه او تصاحب امثاله من الشباب , لا ينبغي ان تدمر مستقبلك هكذا بسببه ,

عماد : نعم تصرفاته سيئة , لكنه رفيقي , مضيت معه سنوات طويلة , لا احب ان اتخلى عنه .




محمد : لم اطلب منك ان تتخلى عنه . ولكن لا تصاحبه , لا تقضي معظم وقتك معه وتستمع لحديثه كثيرا , انصحه واحب له الخير وابحث لك عن اصحاب طيبون صالحون , يعيونك على متاعب الحياة . ينصحوك ويحبوك ويخافون عليك ويكونون لك سندا , ألم تسمع قول رسولنا الكريم :" المرء على دين خليله , فينظر أحدكم من يخالل " ,

اسمع سنكمل حديثنا , لكن بعد صلاة العشاء , هيا نلتحق بالجماعة في المسجد ,



عماد : لكنني لا أصلي ..!



محمد : ماذا قلت ؟؟ لماذا ؟ لقد صدمتني , كنت اعتقد انك تصلي , ألأ تستحي من الله , وانت بهذا السن لا تصلي ؟!! قم توضأ الان هيا , , لو علم أبي انك لا تصلي لما أدخلك البيت , انه حريص على ان يكون اصدقائي ملتزمون , انه يخاف علي كثيرا من اصحاب السوء , إنه نعم الاب .






كانت هذه اول مرة اصلي بها في المسجد , كنت خجلا من نفسي عندما رأيت اطفالا صغارا يتسارعون على الصفوف الاولى , رأيت شيخا عجوزا مقعدا على كرسي , رأيت شبابا في حلقة يقرأون القران , وجوههم كأنها تضئ , لم أجد نفسي إلا باكيا , لا أدري كيف بكيت ولِمَ بكيت .! كان هناك شعورا غريبا ينتابني ,



في طريق عودتنا للمنزل اخبرني محمد انه اخبر ابيه بحالتي وقد سمح لي ان ابيت الليلة في بيته , قلت هذا لطفا منك , في الغد سوف ابحث عن مكان استقر فيه ..! لا يا عماد لن ترحل الى مكان آخر , ستبقى معي الى حين تقرر عودتك لمنزل والدك . لن اتركك وانت بهذا الحال .






مرت ثلاث ليالٍ وانا أبيت في منزل محمد , شعرت بالخجل الشديد , احتقرت نفسي , هل سأعيش بقية حياتي هكذا ؟ اعيش بينهم وكأنني طفل بالتبني يصرفون على , ويهتمون بي و يرعوني , وانا شاب ! ألا استطيع ان أقرر حياتي ومصيري ؟! ألا أخجل من نفسي ؟! انهم لم يقصروا معي ابدا , بل كانوا مثل عائلتي تماما , لكنني لن أبقى هكذا ,






فكرت ان اخرج للبحث عن عمل لكسب الرزق , واقترحت على محمد هذا الامر , فدلني على صديقه صاحب ورشة للسيارات , فذهبت ووجدت ضالتي هناك , في البداية لم اكن اعرف شيئا في امور الورشة لكن صاحبها كان طيب وقد علمني وكان صبورا علي ويتحمل اخطائي كثيرا , كنت أبيت في الورشة , وكان محمد يأتيني كل فينة واخرى يطمئن علي ويوصيني بالصلاة , فلم أقطعها منذ صليتها معه في المسجد , ومر شهرين وانا على هذا الحال , تعلمت الكثير عن مكيانيكة السيارات , وكيف أصلحها , وعندما حصلت على المال اول شئ فكرت به هو شراء لاب توب , حتى اتواصل مع سارة باستمرار وأطمئن عليها , لقد أشتقت إليها وللحديث معها كثيرا ,







وبالفعل ذهبت واشتريته وأصبحت أتمنى مجئ الليل حتى انتهي من عملي لأتحدث الى سارة , كم كنت سعيدا بلقائها وحديثها معي , شعرت وكأن الحياة بدأت تدب بداخلي من جديد , أخبرتها انني اعمل الان وسوف استأجر شقة ونتزوج عاجلا ام آجلا , سوف أبذل كل جهدي لأحصل على المال الكافي لزواجنا , كنت أسهر طويلا وفي الصباح ابدأ العمل احيانا اكون كسولا , واتأخر في فتح الورشة , حتى شعر بي صاحب الورشة ,









في احد الايام تفاجأت باتصال هاتفي من احد جيراننا , واخبرني ان والدي تعرض لحادث سيارة وهو الان في المشفى , فاستنأذنت صاحب الورشة وانطلقت الى هناك , ولكن وصولي كان متأخر جدا ’ عندما وصلت اخبروني انه مات , سامحك الله يا أبي , لقد متَ ولا ادري هل انت راضٍ عني أم لا..! شعرت بحزن شديد , رأيت امي , واخوتي يبكون , لا ادري ما افعل , كنت أحاول ان اكون في مقام ابي حتى لا يشعرون بفقدانه ,







بعد مرور اسبوع على وفاة ابي عدت للعمل في الورشة مرة اخرى , لكن هذه المرة سوف ابذل جهدين , حتى استطيع ان اعيل اسرتي من بعد ابي , وحتى اوفي بوعدي لسارة , فكنت ابيت تلات ليالٍ في الورشة واليوم الرابع اعود للبيت لأطمئن على اهلي , ثم اعود للعمل في اليوم التالي .






بقيت على هذا الحال لمدة ليست بالقصيرة , حتى فاجأتني امي في احد الايام , بأن اتزوج , كانت تشكي من كبر السن وتحتاج من عينها في البيت , كنت سعيدا لانها تطلب مني الزواج , فأخبرتها بأنني افكر في هذا الامر ,





الام : اسمع اذا فكرت في الزواج فلا تفكر سوى بابنة عمك زينب , انها فتاة جميلة وتعجبني كثيرا , لقد اخترتها لك ..
عماد : لكن يا أمي أريد ان اتزوج الفتاة التي أحبها . وابنة عمي زينب لم تكن ببالي يوما ,



الام : عماد انت إبني الكبير , واريد ان اسعد بك عندما تتزوج الفتاة التي اخترتها لك , ولا تجادلني في هذا , ابنة عمك فتاة ليس لها مثيل بين الفتيات , انها تحبك ورفضت ان تتزوج بأي شاب غريب , رغم ان عشرات الشباب تقدموا لخطبتها وهي ترفض وكل هذا من اجلك .






فاصل من ثم نواصل ,

التعديل الأخير تم بواسطة رووح الاسلام ; 16-06-11 الساعة 08:39 AM
رووح الاسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس