عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-15, 07:49 PM   #7
سارة عبد الله
|طالبة في المستوى الاول |
 
تاريخ التسجيل: 26-07-2011
المشاركات: 102
سارة عبد الله is on a distinguished road
افتراضي



ثانيا : كن سلفيا على الجادة:
.

قال النبي صلى الله عليه وسلم أن خير القرون هم القرون الثلاثة الأول،ولنتصف بالخيرية فلابد من أن نقتفي أثرهم - قفا من القفو، بمعنى إتباع الشيء، ومنه قوله تعالى :{ لا تقف ما ليس لك به علم} . يعني لا تتبع ما لا تعلمه - والإقتداء بهم والسير على طريقتهم في جميع أبواب الدين ، فلا نتبعهم في باب دون باب ، متميزين في ذلك التزام آثار النبي صلى الله عليه وسلم ،و أما من سار على نهجهم واتبعهم في باب دون باب فقد ظل .قال عزوجل " ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ".


ولهذا تجد عند السلف من الفوائد والبركة الشيء الكثير،فتجد عندهم كلاما قليلا لكنه عظيم النفع وكبير المعنى.فالحمد لله أنا منتسبون إليهم،سائلين الله التوفيق للإقتداء بهم.
والجادة هي الطريق المسلوك.وقد يظن البعض أن السلف هي مرحلة زمنية ماضية ،ولكنهم مخطئون فالسلف المقصود به اتباع السلف في أقوالهم وأفعالهم والسلف هم الصحابة فمن بعدهم ممن اقتفى أثرهم.


ومن آداب طالب العلم المقتدي بالسلف:


* ترك الجدال: و(الجدال)هو المناظرة والمخاصمة ومقابلة الحجة بالحجة،و منه ماهو مذموم ومنه ماهو محمود،وورد ذكر كلا النوعين في الآية الكريمة قال عزوجل:" ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم "فالجدال المحمود مع من لم يكن ظالما ،أي أن يكون الطرفان قاصدان البحث عن الحق والانتصار له لا لحظ النفس ،وأن يكون بأسلوب حسن وبالحكمة والموعضة الحسنة،أما الجدال المذموم فهو الجدال العقيم الذي يكون مع الظالم المتعنت القاصد للإنتصار لنفسه.فيكون الجدال بلا نفع ولاثمرة بل يصير مراءا .


والمراء هو الأمر الثاني الذي وصى به المصنف طالب العلم المقتدي بالسلف أن يتجنبه،فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أنا زعيم ببيت في أوسط الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا ".
فإذن الجدال الجائز هو الذي يُقصد به إعلاء كلمة الله وإظهار الحق،وهداية من يجادل وبأسلوب حسن فإن بيَّن الحق ووضحه وظل الطرف الآخر على اصراره ترك حينها الجدال لأنه صار مراءا ولانفع منه.


3* ترك الخوض في علم الكلام:والمراد بذلك الحديث في المباحث العقدية على مقتضى الطرائق اليونانية الفلسفية وعلى طرائق غير المسلمين.وهذا العلم قد اودى بكثير من جهابذة العلم إلى التأويل في الصفات،وأودى بالكثيرين إلى ماتحمد عقباه،حتى تمنى بعضهم في آخر عمره لو مات على عقيدة عجائز نيسابور.فعلم الكلام لاخير فيه وكيف يكون الخير في علم يعرِّف العقل ،فمتى احتاج العقل إلى توضيح !!!!!


قال الذهبي رحمه الله: "وصح عن الدراقطني أنه قال: ماشيء أبغض إلي من علم الكلام، قلتُ:( أي الذهبي ): لم يدخل الرجل أبدا في علم الكلام ولا الجدال،ولا خاض في ذلك، بل كان سلفيا" اه.
فالدراقطني كان يبغض علم الكلام رغم انه لم يدخله ولكنه رأى مافيه من إفساد للعقائد وإرباك للأفكار وهجر للأثار،ولهذا لا أضر على المسلم في عقيدته من علم الكلام والمنطق.
وكما قال ابن تيمية في الفتوى الحموية فيما معناه أن الخوف كل الخوف على المتوسطين من علماء الكلام،فهم لم يتعمقوا فيه ليعرفوا بطلانه وفساده فيرجعوا عنه مثل الكثيرين ولا يُخاف على الذين في أوله فهم لازالوا بعافية منه،ولكن أنصاف المتعلمين الذين في عرض الطريق هم الذين ضلوا وأضلوا معهم.


*وعلم الكلام خطير جدا لأنه متعلق بذات الله عزوجل وصفاته فهو يبطل النصوص تماما ويحكم العقل،ولهذا كان من قواعدهم أن ماجاء من النصوص في صفات الله فهو على ثلاث أقسام:
1-أقره العقل فهذا نقره بمقتضى العقل لا السمع (أعوذ بالله)
2-نفاه العقل فهذا يجب علينا نفيه دون تردد،لأن العقل نفاه.فانظر عافاك الله وقد قال مالك رحمه الله: ليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والسنة؟أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أخذنا قوله وتركنا الكتاب والسنة!!
3-ما لم يرد العقل بإثباته ولانفيه، فمن قال باشتراط الاثبات دلالة العقل قال يُرد لأن العقل لم يثبته،ومن قال باشتراط الاثبات أن لا يرده العقل قال انه يُقبل. والأكثر على أنه يُرد ولايقبل ،والبعض توقف.
وكلها قواعد ماأنزل الله بها من سلطان،نسأل الله السلامة والثبات على الحق حتى نلقاه.


**قال المصنف ان من اتبع آثار من سلف ونهج نهجهم وتتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم وترك الجدال والمراء ولم يخض في علم الكلام فهو من أهل السنة والجماعة حقا.

*وبعض المتأخرين قسموا أهل السنة والجماعة إلى قسمين : المفوضة والمؤولة. فجعلوا الأشاعرة والماتردية من أهل السنة والجماعة وجعلوا السلف هم المفوضة. فالأشاعرة أولوا النصوص والسلف برأيهم فوضوا معناها، ثم قالوا طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم،وهذا من التناقضات فكيف تكون طريق أعلم وأحكم من غيرها ولا تكون أسلم،وإنما قالوا هذا لفهمهم الخاطئ لمنهج السلف ،لأن السلف لايفوضون المعنى إطلاقا .
وقد قال ابن تيمية رحمه الله : إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد."
واستدل على ذلك اننا إن كنا لا ندري معاني ماأخبر الله به عن نفسه من أسماء وصفات جاءنا الفلاسفة وقالوا انتم جهال ونحن عندنا العلم، فيتكلمون بما أرادوا ويتقولون الأقاويل.
فأهل السنة والجماعة هم السلف الصالح وليسوا بمفوضة ولا مؤولة.فالسلف يثبتون لله ماأثبته لنفسه ،أو أثبته له رسوله الكريم من غيرتحريف ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل .وطريقتهم أسلم وأحكم وأعلم ولله الحمد.


*ثم ذكر المصنف كلمة ابن تيمية " أهل السنة نقاوة الناس" أي صفوتهم، "وهم خير الناس للناس" لأنهم يرشدون الناس إلى الحق ويحسنون إليهم ويكفون أيديهم وألسنتهم عن المؤمنين،أما اهل البدع فلابد للرد عليهم وهكذا كان دأب سلفنا الصالح.هدانا الله إلى اتباعهم والاقتداء بهم.آمين

سارة عبد الله غير متواجد حالياً