عرض مشاركة واحدة
قديم 31-07-18, 11:45 PM   #25
حسناء محمد
ما كان لله يبقى
| المديرة العامة |
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

رحلتنا الثالثة مع مسائل: فيما ينبغي فعله لمن نزل به الموت:

• للموت ملك موكَّل بقبض الروح، اسمه: ملك الموت؛ قال الله - تعالى-: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}[السجدة:11]، ولك أيها المبارك موعد معه لا يتقدم، ولا يتأخَّر.

من السنة تلقين الميت كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله)
فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
«لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ» (1).
قال القرطبي -رحمه الله-: "وفي أمره -صلَّى الله عليه وسلَّم- بتلقين الموتى ما يدل على تعيُّن الحضور عند المحتضر؛ لتذكيره, وإغماضه والقيام عليه، وذلك من حقوق المسلم على المسلمين"(2).


* هل يأمره بذلك بأن يقول له: قل: (لا إله إلا الله)؟
1- إن كان الميت كافرًا فيؤمر بها، لحديث المسيَّب بن حزن - رضي الله عنه - ,أنَّ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمَّا حضرت عمه أبا طالب الوفاة, أمره فقال له: «يَا عَمِّ قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه»(3).
2- وإن كان مؤمنا قوي الإيمان يتحمَّل ما يؤمر به؛ فإنه يؤمر فيقال له: قل (لا إله إلا الله).
لحديث أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عاد رجلا من الأنصار (وفي رواية: من بني النجار) فقال: «يَا خَالُ قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه»(4).
3- وإن كان مؤمنا ضعيف الإيمان لا يحتمل الأمر؛ فإنه لا يُؤمر بها, بل تُذكر عنده كلمة التوحيد؛ ليسمعها فيذكُرها.
والتعليل: لأنه في حال يحتاج معها إلى من يرفق به, فربما يتضجر حين يُؤمر بذلك؛ لعدم تحمّله، وربما تكلم بما لا يليق؛ لضيق حاله وشِدَّة كربه، فيُستحسن الرفق به؛ ليخرج من الدنيا على أحسن حال تناسبه.


• ليس من السنة:
١. قراءة سورة (يٓسٓ) عند المحتضَر، فحديث: «اقْرَءُوا (يس) عَلَى مَوْتَاكُمْ »(5) حديث ضعيف.
٢. توجيه المُحتضَر إلى القبلة، فما ورد بأنَّ النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال عن البيت الحرام: « قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا »(6) فهو حديث ضعيف.
قال الألباني -رحمه الله-: " توجيه المحتضَر للقِبلَة أنكره سعيد بن المُسيَّب؛ كما في المُحلى (174/5), ومالك كما في المدخل (229/3-230)".



-------
(1) رواه مسلم برقم (916).
(2) انظر: المفهم (2/570).
(3) رواه البخاري برقم (1360), رواه مسلم برقم (24).
(4) رواه أحمد برقم (12543), وقال الألباني: صحيح على شرط مسلم.
(5) رواه أحمد برقم (20301), رواه أبو داود برقم (3121), رواه ابن ماجه برقم (1522).
(6) رواه أبو داود برقم (2875).


[hr]#960387[/hr]
*باختصار من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
[hr]#960387[/hr]


سؤال الدرس:
هل توجيه المحتضر إلى القبلة من السنة؟



توقيع حسناء محمد
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عِصمةُ أمري، وأصلح لي دُنياي التي فيها مَعاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها مَعادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموتَ راحةً لي من كل شر). صحيح مسلم 2720
حسناء محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس