عرض مشاركة واحدة
قديم 22-10-18, 10:05 PM   #82
حسناء محمد
ما كان لله يبقى
| المديرة العامة |
افتراضي


فصل في: القبر*
(1-4)


عذاب القبر, أو نعيمه حاصل لكل إنسان أيًّا كان.
سواء أحرق, أو غَرِق, أو أكلته السباع, والطيور, أو مات على أية حال كان, فإنه بموته ينتقل لحياته البرزخية سواءً دُفِن أو لم يُدْفَن؛ وذلك لأنَّ الإنسان مركب من جسد وروح، وهذه الروح بعد الموت تخرج من الجسد فتبقى إمَّا معذَّبة, أو منعَّمة.

هل عذاب القبر, أو نعيمه على الروح, أو البدن؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- "مذهب سلف الأمة وأئمتها أنَّ العذاب والنعيم يحصل لروح الميت وبدنه، وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن معذَّبة أو منعَّمة, وأنها تتصل بالبدن أحيانًا, فيحصل له معها النعيم, والعذاب"(1).

*فـائدة: تقدَّم أنَّ مذهب سلف الأمَّة أنَّ عذاب القبر يكون على البدن والروح، فالروح تتعلَّق بالبدن في خمسة مواطن:
1- تعلّقها في بطن الأم جنينًا.
2- تعلّقها به بعد ولادته.
3- تعلّقها به في حال النوم.
4- تعلّقها به في البرزخ.
5- تعلّقها به يوم البعث.


وهل يستمر عذاب القبر؟
قال شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله-: "أمَّا إذا كان الإنسان كافرًا -والعياذ بالله- فإنه لا طريق إلى وصول النعيم أبدًا، ويكون عذابه مستمرًا، وأمَّا إن كان عاصيًا, وهو مؤمن فإنه إذا عُذِّب بقبره يعُذَّب بقدر ذنوبه، وربما يكون عذاب ذنوبه أقل من البرزخ الذي بين موته وقيام الساعة، وحينئذ يكون منقطعًا"(2).


وهل يستفيد المسلم من فتنة القبر؛ بتخفيف سيئاته, أو محوها؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "السبب الثامن: ما يحصل في القبر من الفتنة, والضغطة, والروعة، فإنَّ هذا مِمَّا يكفَّر به الخطايا"(3).
وقال أيضًا: ما يحصل للمؤمن في الدنيا, والبرزخ, والقيامة من الآلام التي هي عذاب، فإنه ذلك يُكَفِّر الله به خطاياه، كما ثبت في الصحيحين عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلَا نَصَبٍ, وَلَا حَزَنٍ وَلَا أَذًى, حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا, إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ خَطَايَاهُ»(4).


-------
(1) انظر: مجموع الفتاوى (282/4).
(2) انظر: الممتع (3/ 253).
(3) انظر: مجموع الفتاوى (500/7).
(4) انظر: مجموع الفتاوى (24/ 375).

[hr]#960387[/hr]
*من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
[hr]#960387[/hr]
اذكري فائدة من درس اليوم في أقل من ثلاثة أسطر.



توقيع حسناء محمد
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عِصمةُ أمري، وأصلح لي دُنياي التي فيها مَعاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها مَعادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموتَ راحةً لي من كل شر). صحيح مسلم 2720
حسناء محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس