عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-10, 09:29 PM   #1
رحيـل الغد
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 04-11-2008
المشاركات: 193
رحيـل الغد is on a distinguished road
افتراضي فستشعرين بروحكِ تنبض في الحنايا ..~


بســم الله الـرحمــن الرحيــم


عندما تفارق الروح جسدًا منهكًا .. أتراها تعود؟


ذلك الجسد الذي مرّت عليه الابتلاءات فُرادى وجماعات، كُلٌّ يصيب منه مقتلًا يترنّح إثره ويلوذ بخالقه ليصبر ويبقى صامدًا صامتًا

لم يُدرك أن روحه تصعدُ بعد كل طعنة شيئًا يسيرًا.. وكيف يدركُ المستغيثُ حجم الهم الذي يحمله إذا ما تنفّس خلاصًا بعد طول عناء!


تلك الروح المفارقة ستعود بإذن بارئها أيا مَن تسأل أين روحي !

هي في مواضع السجود والناسُ رقود.. إذ تُشرق النفسُ في ظلمة الليل فتولدُ في ذاتِها روحًا متدثِّرة بطهر

روحًا أشبه ما تكون بتلك التي فارقَتْهَا غيرَ أنَّها وصفاءَ السماء سواء

تلك السماء التي لبست ثوب سكينةٍ وتزيّنت بنُجَيماتِ أملٍ مُحلِّقة حول القمر.. القمر الذي دفناه في أعماقنا ذات همّ وضيق

أخرجيه وازرعيه هناك لتري كيف تبدو لحظات المناجاة والكون يسبِّح للإله فهل تسمعين!

روحكِ هناك تئن فراق جسدها وتأمل أن يستعدّ لعودتها

الروح هي استشعارك عظيم فضل الله عليكِ في كل أحوالكِ من سعادة وحزن وضيق وفرج وهم وراحة وانشراح وكل تلك الأحوال التي يتقلب بها العبد في رحلته في هذه الحياة


فيأيّتُها المبتلاة إن ابتلاءكِ خير لكِ فابحثي عن مكامن الخير في كل شؤونكِ، ستجدي أنكِ في نعم الله تعالى تتمرَّغين، وبفضله العظيم تنعمين وأنتِ في قمة ابتلاءكِ وتعبكِ.

يكفيكِ أن لكِ خالقًا يتولى أمركِ فما الذي يهمك من الناس إن أقبلوا أو أعرضوا !

فما دمتِ تستشعرين في نفسكِ أن لكِ وليًا يتولى جميع أمركِ، بيده الخير كله وهو على كل شيءٍ قدير، وأنه لا يَقْدُرُ على عبده سوءًا قط، وأن في قدر الله كل الخير فستشعرين بروحكِ تتقلب بين جنيكِ تحمد الله تعالى وتشكر إحسانه ..


وعندما تكونين على يقين تام بأن ما أصابكِ من ابتلاء فهو إما تكفير ذنوب لم تلقِ لها بالًا، وإما رفعة في الدرجات أكرمكِ الله بها فستشعرين بروحكِ تتقلب في الحنايا حمدًا وشكرًا


عندما تنظري لهمّك الذي أضناكِ وأرّق مضجعكِ مقارنةً بمن هم أسوأ حالًا وأعظم بلاءً فستشعرين بروحكِ تنبض حمدًا وتتضائل حياءً


ثمَّ إذا ما أدركتِ أنَّ للمؤمن أجرًا وخيرًا في كل أحواله وليس ذاك إلا للمؤمن فستُسَبِّح ذراتُ روحكِ للإله ذكرًا وشُكرًا


وعندما تنظرين في حالكِ قبل الابتلاء وبعده ألا ترين كيف صيّرتكِ الشدّة أشدّ بأسًا وأكثر تحمُّلًا ! ألا ترين في ذاتكِ روحًا واثقة تقفز في داخلكِ تنهركِ عن قعودكِ وتدفعكِ للمُضي قُدمًا !


فكيف إن نظرتِ في سِيَرِ الأولين وعلمتِ كيف يفعل منهم المبتلين ! ألا تغمر ذاتكِ روحٌ تجعلكِ لله تسجدين وإياه تذكرين وتحمدين!

فههُنا روُحَكِ تجدينَ، وصفاءً وطُهرًا تحملين، فحُزنًا عنكِ تبعدين وسكينةً ورضًى تكتسين..


قال تعالى: " أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ * قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" [9 - 10 الزمر]









توقيع رحيـل الغد
[CENTER][IMG]http://dc181.4shared.com/img/203382990/905e329/__online.jpg?rnd=0.91608126967391&sizeM=7[/IMG][/CENTER]

التعديل الأخير تم بواسطة أروى آل قشلان ; 08-03-14 الساعة 02:49 PM سبب آخر: حذف الروابط المعطلة
رحيـل الغد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس