عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-06, 08:36 PM   #10
أمةالله
أم مالك المصرية
افتراضي

عدم الاعتماد على الكتب:

على طالب العلم أن يأخذه عن أهله ولا يعتمد على الكتب وحدها.
قال الإمام الشافعي:"من دخل في العلم وحده خرج وحده ".

وقال ابن جماعة ـ بعد كلام له ـ:" ويشتغل بشرح تلك المحفوظات ،وليحذر من الاعماد في ذلك على الكتب أبداً ، بل يعتمد في كل فن من هو أحسن تعليماً له ،وأكثر تحقيقاً فيه ، وتحصيلاً منه ،وأخبرهم بالكتاب الذي قرأه ".

وقال أبو حيان النحوي رحمه الله تعالى:
أخا فهم لإدراك العلوم غوامض حيرت عقل الفهيم ضللت عن الصراط المستقيم تصير أضل من توما الحكيم يظن الغُمر أن الكتب تجدي وماعلم الجهول بأن فيها إذا رمت العلوم بغير شيخ وتشتبه الأمور عليك حتى

وقال النووي في المجموع ـ بعد كلام له عما ينبغي لطالب العلم:ـ
" ويعتني بتصحيح درسه الذي يتحفظه تصحياً متقناً على الشيخ... ولا يحفظ ابتداء من الكتب استقلالاً بل يصحح على الشيخ كما ذكرنا فالاستقلال بذلك من أضر المفاسد. وإلى هذا أشار الشافعي رحمه الله بقوله: من تفقه من الكتب ضيّع الأحكام ".

وقال الشاطبي:" من أنفع طرق العلم الموصلة إلى غاية التحقق به أخذه عن أهله المتحققين به على الكمال والتمام.. وإن كان الناس قد اختلفوا هل يمكن حصول العلم دون معلم أم لا ؟ فالإمكان مسلّم ،ولكن الواقع في مجاري العادات أن لابد من المعلم وهو متفق عليه في الجملة.. واتفاق الناس على ذلك في الوقوع وجريان العادة به كاف في أنه لابد منه ، وقد قالوا: إن العلم كان في صدور الرجال ثم انتقل إلى الكتب وصارت مفاتحه بأيدي الرجال.

وهذا الكلام يقضي بأن لابد في تحصيله من الرجال إذ ليس وراء هاتين المرتبتين مرمى عندهم ، وأصل هذا في التصحيح " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبضه بقبض العلماء " الحديث ، فإذا كان كذلك فالرجال هم مفتاحه بلا شك "
وقال:" حسبك من صحة هذه القاعدة أنك لا تجد عالماً اشتهر في الناس الأخذ عنه ، إلا وله قدوة اشتهر في قرنه بمثل ذلك ، وقلما وُجدت فرقة زائغة ، ولا أحد مخالف للسنة ، إلا وهومفارق لهذا الوصف. وبهذا الوجه وقع التشنيع على ابن حزم الظاهري وأنه لم يلازم الأخذ عن الشيوخ ، ولا تأدب بآدابهم ، وبضد ذلك كان العلماء الراسخون كالأئمة الأربعة وأشباههم".

وقال:" فصل: وإذا ثبت أنه لابد من أخذ العلم عن أهله فلذلك طريقان: أحدهما المشافهة ،وهي أنفع الطريقين وأسلمهما لوجهين:
الأول: خاصية جعلها الله تعالى بين المعلم والمتعلم يشهدها كل من زاول العلم والعلماء ، فكم من مسألة يقرؤها المتعلم في كتاب ، ويحفظها ، ويرددها على قلبه فلا يفهمك ، فإذا ألقاها إليه المعلم فهمها بغتة وحصل له العلم بها بالحضرة ،وهذا الفهم يحصل إما بأمر عادي ، من قرائن أحوال ، وإيضاح موضع إشكال ، لم يخطر للمتعلم ببال ، وقد يحصل بأمر غير معتاد ، ولكن بأمر يهبه الله للمتعلم عند مثوله بين يدي المعلم ، ظاهر الفقر ، بادي الحاجة إلى مايلقى إليه.
وهذا ليس ينكر فقد نبه عليه الحديث الذي جاء:" أن الصحابة أنكروا أنفسهم عندما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم " وحديث حنظلة الأسيدي حين شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنهم إذا كانوا عنده وفي مجلسه كا نوا على حالة يرضونها فإذا فارقوا مجلسه زال ذلك عنهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو أنكم تكونون كما تكونون عندي لأظلتكم الملائكة بأجنحتها " وقد قال عمر بن الخطاب:" وافقت ربي في ثلاث " وهي من فوائد مجالسة العلماء إذ يفتح للمتعلم بين أيديهم مالا يفتح له دونهم ويبقى ذلك النور لهم بمقدار مابقوا في متابعة معلمهم وتأدبهم معه واقتدائهم به ، فهذا الطريق نافع على كل تقدير..
الطريق الثاني: مطالعة كتب المصنفين ومدوني الدواوين ،وهو أيضاً نافع في بابه بشرطين:
الأول: أن يحصل لهمن فهم مقاصد ذلك العلم المطلوب ومعرفة اصطلاحات أهله مايتم له به النظر في الكتب ، وذلك يحصل بالطريق الأول من مشافهة العلماء أو مما هو راجع إليه ، وهو معنى قول من قال: كان العلم في صدور الرجال ثم انتقل إلى الكتب ، ومفاتحه بأيدي الرجال.
والكتب وحدها لا تفيد الطالب منها شيئاً دون فتح العلماء ،وهومشاهد معتاد.
والشرط الثاني: أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد ، فإنهم أقعد به من غيرهم من المتأخرين ،وأصل ذلك التجربة والخبر.
أما التجربة فهو أمر مشاهد في أي علم كان ، فالمتأخر لا يبلغ من الرسوخ في علم ما مابلغه المتقدم ، وحسبك من ذلك أهل كل علم عملي ، أونظري ، فأعمال المتقدمين في إصلاح دنياهم ، ودينهم ، على خلاف أعمال المتأخرين ، وعلومهم في التحقيق أقعد.
فتحقق الصحابة بعلوم الشريعة ، ليس كتحقق التابعين ، والتابعون ليسوا كتابعيهم ،وهكذا إلى الآن ، ومن طالع سيرهم ،وأقوالهم ، وحكاياتهم ، أبصر العجب في هذا المعنى.
وأما الخبر ففي الحديث:" خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم.." وفي هذا إشارة إلى أن كل قرن مع مابعده كذلك..
فلذلك صارت كتب المتقدمين ،وكلامهم ،وسيرهم ، أنفع لمن أراد الأخذ بالاحتياط في العلم على أي نوع كان ، وخصوصاً علم الشريعة ، الذي هو العروة الوثقى ، والوَزَر الأحمى وبالله تعالى التوفيق).




الباب الأول ـ العلوم الشرعية


الفصل الأول ـ التفسير ومايتعلق به


1 ـ أصول التفسير.
2 ـ علم التفسير.
3 ـ علم القراءات.
4 ـ علم التجويد.
5 ـ علوم القرآن.



1 ـ أصول التفسير

ألّف جماعة من أهل العلم كتباً تتعلق بعلم التفسير يحسن بطالب العلم قراءة ماتيسر منها قبل أن يبدأ بالقراءة في فن التفسير ومن ذلك مايلي:

1 ـ مقدمة في أصول التفسير

لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني المتوفي سنة (728هـ) رحمه الله تعالى ، قال في أولها:" أما بعد فقد سألني بعض الإخوان أن أكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه ،والتمييز في منقول ذلك ومعقوله بين الحق وأنواع الأباطيل ، والتنبيه على الدليل الفاصل بن الأقاويل ، فإن الكتب المصنفة في التفسير ، مشحونة بالغث والسمين ، والباطل الواضح ، والحق المبين ،وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب تيسير الله تعالى من إملاء الفؤاد ، والله الهادي إلى سواء الرشاد " وقد طبعت هذه المقدمة عدة مرات منها:ـ
أ ـ في دمشق قامت بنشرها دار الآثار في دمشق بعناية الشيخ جميل الشطي رحمه الله تعالى.
ب ـ في المطبعة السلفية في مصر سنة (137هـ) ، (1372هـ) ، (1385هـ) ، (1397هـ) بتعليق الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله تعالى.
جـ ـ كما طبعت بتحقيق الدكتور عدنان زرزور نشر دار القرآن الكريم في الكويت ومؤسسة الرسالة في بيروت سنة (1392هـ).

شروحها:
ولهذه المقدمة عدة شروح منها:ـ
أ ـ شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين طبع باعتناء الشيخ عبد الله بن محمد الطيار نشرته دار الوطن بالرياض سنة (1415هـ) ، وللشيخ محمد أيضاً شرح مسجل على هذه المقدمة في خمسة أشرطة.
ب ـ كما شرحها الشيخ عبد المنعم إبراهيم في كتاب سماه " النكت المتممة لمقدمة ابن تيمية " قامت بنشره مكتبة نزار مصطفى الباز في مكة المكرمة ـ الرياض ـ الطبعة الأولى سنة (1418هـ).
جـ ـ وللشيخ محمد المديفر شرح مسجل على المقدمة المذكورة في ستة أشرطة.

2 ـ الإكسير في علم التفسير

للشيخ سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الصرصري البغدادي المتوفي سنة (716هـ) رحمه الله تعالى ، طبع في المطبعة النموذجية في مصر دون تاريخ بتحقيق الدكتور عبد القادر حسين في مجلد.

3 ـ التيسير في قواعد علم التفسير

تأليف العلامة الشيخ محمد بن سليمان الكافيجي المتوفي سنة (879هـ) رحمه الله تعالى ، طبع بتحقيق الشيخ ناصر بن محمد المطرودي ، نشر دار القلم في دمشق ،ودار الرفاعي في الرياض الطبعة الأولى سنة (1410هـ) في مجلد.

4 ـ التحبير في علم التفسير

لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفي سنة (911هـ) رحمه الله تعالى ، طبع بتحقيق الدكتور فتحي عبد القادر فريد نشرته دار العلوم للطباعة والنشر بالرياض سنة (1402هـ) في مجلد.

5 ـ القواعد الحسان لتفسير القرآن

للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي المتوفي صنة (1376هـ) رحمه الله تعالى ، اشتملت على سبعين قاعدة من قواعد التفسير ، طبعت في مطبعة أنصار السنة المحمدية في مصر سنة (1366هـ) بتصحيح الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله تعالى ، كما نشرتها ثانية مكتبة المعارف في الرياض سنة (1400هـ).
وللشيخ محمد بن صالح العثيمين شرح مسجل على هذه القواعد في اثنى عشر شريطاً.

6 ـ منظومة التفسير

تأليف الشيخ عبد العزيز الرئيس الزمزمي عز الدين أبي علي البيضاوي الشيرازي الأصل ثم المكي الزمزمي الشافعي المتوفي سنة (976هـ) رحمه الله تعالى ، وهي نظم لما أودعه السيوطي في كتابه النقاية ، كما قال في مقدمتها:
أفردت نظماً من النقاية مهذباً نظامها في غاية
شرح هذه المنظومة الشيخ محمد بن علي بن عبد الرحمن المساري الحضرمي المتوفي سنة (1354هـ) رحمه الله تعالى ، واسم شرحه نهج التيسير شرح منظومة الزمزمي في أصول التفسير.
وقد ألف الشيخ علوي بن عباس المالكي المتوفي سنة (1391هـ) رحمه الله تعالى حاشية على هذا الشرح سماها " فيض الخبير وخلاصة التقرير".
كما قام الشيخ محمد ياسين بن عيسى الفاداني المكي المتوفي سنة (1411هـ) رحمه الله تعالى بوضع حاشية على المنظومة المذكورة.
طبعت المنظومة المذكورة وشرحها والحاشيتان عليه في مؤسسة خالد للتجارة والطباعة في الرياض دون تاريخ.
كما قام الشيخ محمد يحيى بن الشيخ أمان بشرح هذه المنظومة في كتابه التيسير شرح منظومة التفسير ، طبع هذا الشرح في مطبعة مصطفى محمد صاحب المكتبة التجارية الكبرى في مصر سنة (1355هـ).
أمةالله غير متواجد حالياً