عرض مشاركة واحدة
قديم 28-05-10, 02:21 AM   #1
سمية ممتاز
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي وقفة في سورة المزمل

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أخواتي الحبيبات ..



هذه وقفة إيمانية في سورة المزمل أحببت أن تشاركوني فيها


تأملي أختي الحبيبة في سورة المزمل..
ذكر تعالى في بدايتها أمر لرسوله .. فقال:
[قم الليل إلا قليلا]
ثم في آخر السورة نُسخ هذا الأمر إلى الندب لا الوجوب
ففي هذا إشارة لعظم قيام الليل وفضله على سائر النوافل
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل)
من تذكر لنا آية من الآيات التي فيها حث وترغيب لقيام الليل؟
[كانوا قليلا من الليل ما يهجعون] [تتجافى عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين]
ثم تأملي غاليتي .. أي وقت اختاره الله تعالى ليكون وقت قيام الليل؟
وقت سكون الليل .. وخلو البال .. يجتمع فيه القلب وتسمو فيهالروح وتصفو فيه النفس ويهدأ فيه الصوت ،
فلا يسمع فيه إلا أزيز الخاشعين وأنين التائبين وآهات المذنبين ..
أفضل أوقات التطوع بالصلاة وأقرب ما يكون العبد من ربه
وقت الذكر والصفاء واستجابة الدعاء ووقت الشوق والحنين ورفع حوائج المسلمينلمالك يوم الدين
وقت نزول الرحمة وحضور الملائكة ووقت التنزل الإلهي .

فيا أخيتي الحبيبة .. في ذلك الوقت الفضيل .. ينزل الرب تبارك وتعالى إلى سمائه الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له
أي جهل حين تكون إحدانا نائمة في ذلك الوقت ؟!
أي فرصة عظيمة نضيعها حينها؟
تخيلي لو أن ملك من ملوك الأرض قال: من الساعة كذا للساعة كذا أنا موجود وألبي حاجاتكم .. فكيف سيكون حالك ذلك الوقت؟
رغم الزحام هناك إلا أنك من أول الحاضرين خاصة لو كان عندك حاجة تريدينها
فكيف بملك الملوك , يناديك , ثم تكونين نائمة !!
أختي الحبيبة .. إن ضاقت بك الدنيا فعليك بالأسحار وكثرة التوبة والاستغفار وعليك بمناجاة الواحدالقهار وبث الهموم والأعذار والشكاية للعزيز الغفار فعنده مفاتيح الفرج من ذا الذيدعاه فرده ومن ذا الذي رجاه فصده فأين أصحاب الحاجات والمرضى ، أين التائبون أينأصحاب الهموم والآلام والمشاكل والأحزان ؟ أين هم عن ثلث الليل الأخير .
أفلايستحي العبد من ربه ومولاه ابتعد عنه وعصاه وهو يقول ( ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)
فمن أراد دواء القلوب فليقم بالأسحار وليكثر من التوبة والاستغفار .جدّوافي الدعاء فمن يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له .
فهو دواء القلوب القاسيةالجامدة ولو لبعض ركيعات فهي علاقة الخير وبداية الطريق .. أين أنتم أيها المحرومون عن قيام الليل ..
قالأبو الزناد كنت أخرج من السحر إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فلا أمر ببيت إلاّوفيه قارئ أما اليوم فنشكو الله أحوالنا
أهل القيام يعيشون جنة الدنيا يتفيأون ظلالها ويستنشقون نسائمها ..
سعادة لا تنتهي تلامس أوتار القلبفتتسرب إلى بقية الجوارح تنسى معها النصب والتعب
قال عبد الله بن وهب : كل ملذوذ إنما له لذة واحدة إلاّ العبادة فإن لها ثلاث لذات :
1- إذا كنت فيها 2- إذا تذكرتها 3- إذا أعطيت ثوابها ..



أخيراً .. لعل السؤال الذي يطرح نفسه :
لماذا كثير منا لا يقوم الليل؟ وكيف نستطيع قيامه؟
سأل رجل الحسن البصري فقال يا أبي سعيد أعياني قيام الليل فما أطيق فقال يابنأخي استغفر الله وتب إليه فإنها علامة سوء فقال إذا لم تقدر على قيام الليل ولاصيام النهار فأعلم أنك محروم قد كبلتك الخطايا والذنوب .
فالسر في ضعفنا وكسلنا وفتورنا رغم حبنا لقيام الليل هو الذنوب والمعاصي .
ومن عرف الداء بحث عن الدواءودواء الذنوب الإقلاع عنها والتوبة والندم والاستغفار والانتصار علىالنفس.
فإن العين إذا عودتها النوم اعتادت وإذا عودتهاالسهر اعتادت
وابذلي جهدك أختي أن لا يفوتك القيام ولا ليلة .. لأن من تركه ليلة تساهل في تركه واستدرجه الشيطان حتى يتركه تماما
عن عائشة رضى الله عنها قالت لعبد الله بن قيس (لا تدعقيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً )
فحتى لو كنت مريضة لا تتركيه ..
ولا تنسي الإلحاح في الدعاء أن يعينك الله على قيام الليل , وإن لم يستجب لك ابكِ كما يبكي الطفل إن منعه والده شيئا يحبه ,, ابكِ واطلبي من الله أن يرزقك قيام الليل
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الليل وأن يعيننا على ذلك .


المصدر


شريط روائع الأسحار للشيخ ابراهيم الدويش + تعليقاتي ..




توقيع سمية ممتاز
,,



التعديل الأخير تم بواسطة سمية ممتاز ; 28-05-10 الساعة 02:29 AM
سمية ممتاز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس