عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-12, 10:26 PM   #14
سارة بنت محمد
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 09-05-2009
المشاركات: 663
سارة بنت محمد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
فحديثنا الآن عمن أثبت المعاني في أسماء الله وصفاته ثم نقسمه إلى قسمين
اقتباس:

1- قسم أثبت المعنى الظاهر الصحيح وأثبت كيفية وكّل علمها إلى الله

2- وقسم أثبت المعنى الظاهر وأثبت كيفية مثّلها بشيء من الموجودات أو صورها بشيء من التخيلات

فأما المثبتون للمعاني الظاهرة فسنجد أنهم ينقسمون إلى قسمين :
1- أهل السنة الذين يقولون إن القرآن نزل بلغة عربية والعرب الذين نزل فيهم القرآن كانوا يسألون النبي صلي الله عليه وسلم عن معانيه وكانوا يفهمون معانيه كمان نفهم نحن معاني العبارات التي تنطق بلغاتنا..

فيثبت أهل السنة أن لكل آية معنى وأنها مفهومة وبلغة فصيحة وبليغة وواضحة
قال تعالى:" بلسان عربي مبين"

ولا نستثني من ذلك آيات الصفات

فصفات الله تعالى التي وردت في القرآن لها معان علمها من علمها وجهلها من جهلها
كلٌ على قدر علمه باللغة والمعاني المستخدمة فيها

وكذلك الأيات التي وردت في صفات الغيب بصفة عامة

فالجنة فيها فاكهة ولحم طير وفيها أشجار وأنهار

والنار لها شرر كالقصر وفيها شجر الزقوم

والملائكة لهم أجنحة

وكل هذه الصفات المنسوبة لهذه المخلوقات الغيبية لها معانٍ نعلمها كلنا ونثبت هذه المعاني

ولكن كذلك كل إنسان مسلم يعرف جيدا أن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فهو يفهم معاني هذه الأشياء ولكن يعلم جيدا أن الآخرة ونعيمها والنار وعذابها ليس فيها مما في الدنيا إلا الأسماء

فهذا حال المخلوق ..وهذا هو منطق العقل السليم لا السقيم

فكيف بالخالق؟!

الله تعالى ذكر عن نفسه سبحانه أن له يدا ، وله وجه وله عين وأنه سبحانه كبير وعظيم وجميل

وأنه يغضب على الكافرين ويحب المؤمنين ويرضى عن الشاكرين ويستهزئ بالمستهزئين
وأنه تعالى على العرش استوى.......الخ ما جاء في الكتاب والسنة عن صفات الرحمن

فكل هذه الصفات لها معانٍ نفهمها بوضوح

لكن ما لا تدركه عقولنا هي كيفيات هذه الصفات

فإن العقل مناطه الحواس
والحواس مناطها المحسوسات

فأنت حين تتحدث عن الفيل أنت تتحدث عن مسمى معروف

أما حين تتحدث عن الفراغ الموجود في الفضاء هل يمكنك أنت كرجل لم يسافر في الفضاء أن تفهم كيفية هذا الفراغ؟؟ لا
أنت تدرك معناه لكن لا تدرك كيفيته لأن حواسك لم تباشره برؤية ولا بغيرها...بل لو تحدثنا كما في المثال السابق عن ناطحات السحاب فسنجد من يفهم المعنى ولا يدرك حقيقة الشكل والكيفية


يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى :" ما من شيئين إلا بينهما قدر مشترك وقدر فارق فمن نفى القدر المشترك فقد عطل ومن نفى القدر الفارق فقد مثل"

فالقدر المشترك هو المعنى، والقدر الفارق هو الكيفية
فمن نفى القدر المشترك كما سيأتي بيانه في قسم النفاة فهو المعطل، ومن نفى القدر الفارق وجعل الصفات مشتركة متماثلة من كل وجه فهو الممثل

وهذا ينقلنا إلى القسم الثاني ممن يثبت المعاني الظاهرة

لنفرق جيدا بين أهل السنة والجماعة وبين الممثلة، فإن هناك من أصابه إثبات صفات الرحمن بهوسٍ فجعل يرمي أهل السنة بأنهم (حشوية) وأنهم (ممثلة) لينفر الناس عنهم

فما حكاية القسم الثاني الذين هم ممثلة

هؤلاء قوم كأنهم يقولون ما يلي:

الفيل كبير والعصفور كبير
فــــــــصفة (كبير) عند الفيل = صفة (كبير) عن العصفور!!

يزحف الثعبان على (بطنه)، وتحمل الأنثى ولدها في (بطنها)
فـــــــلفظ (البطن) عند الثعبان = لفظ (البطن) عند أنثى الإنسان!

فمن من العقلاء يحتمل هذا الكلام ويقره؟؟!

يقولون مادام اللفظ واحد فحقيقته واحدة وكيفيته واحدة..
ولكن هذا الكلام لا يصح لا عقلا ولا نقلا


فنقلا قال تعالى:" ليس كمثله شيء" وفي نفس الآية أثبت صفتين واسمين: قال :" وهو السميع البصير"

فهو سبحانه ليس كمثله شيء في صفاته

وعقلا نكتفي بالمثال السابق وأشباهه كثر



إذن فأهل السنة يثبتون ما أثبته الله لنفسه في كتابه وما جاءت به سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من غير تأويل ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل


فمهما قابلك في كتاب الله من صفات الله، فنحن نقر أن لها معنى صحيح مفهوم وأن معناها هو المعنى الظاهر المعروف في لغة العرب، ونؤمن أنه لكي نكيف هذه الصفات فلابد أن نعاين صاحب الصفات أو توصف لنا كيفياتها ممن رآها

فلما لم يأتنا وصف للكيفية ولما لم ير أحدنا ربه فنؤمن بما آتانا علمه ولا نفتش فيما وراءه قال تعالى:" ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أؤلئك كان عنه مسئولا"


أما الحديث عن ذات الله وصفاته بلا علم فهو ظلم وتعد وتطاول لا يليق بمن تأدب بأدب النبوة وأحب النبي صلى الله عليه وسلم واقتفى أثره وآمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا

التعديل الأخير تم بواسطة سارة بنت محمد ; 02-02-12 الساعة 10:28 PM
سارة بنت محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس