عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-14, 08:12 PM   #1
هالة العيادي
| طالبة في المستوى الثالث |
Mm رسالة لطلبة العلم

@_@إلى طلاب العلم خاصة
وإلى العقلاء عمومًا
___________________________
للشيخ / عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
___________________________

ينبغي لطالب العلم في زمن الفتن وزمن كثرة الأحداث ؛ خاصّةً في ابتداء الإنسان وتكوينه أن يعتزل الفتن ولو عرفها ، لماذا ؟@_@
لأنه لو رفع رأسه ما عُلِم به ، ولو خفضه ما عُلِم به ! فالواجب عليه أن يرعى نفسه وأن يحفظ دينه حتى تجاوزه تلك الفتنة، فإذا تجاوزت فإنه قد سلم له دينه واغتنم وقته بعمل وعلم نافع ينتفع به بعد ذلك ، ولهذا قد يسأل بعض طلاب العلم : ماهي الأمور التي أخوض فيها في الأحداث ؟ قاعدة { كل حدث أو فتنة ؛ لا تؤثر فيك ولا تؤثر فيها فاعتزلها } ولهذا أكثر ما يذهب أوقات الشباب في الخوض في الأخبار ! ( محرقة الأعمار الأخبار ) ولهذا كم ذهبت أعمار الشباب على الأحداث ! ونحن في زمن الفتن ، وتعظم هذه الفتن بتلك الخصيصة التي في زماننا التي ليست بالأزمنة السابقة ، في زماننا حوادث الدنيا كلها تأتيك أنت ! وأنت أيضا بحاجة لاستقبالها وتحليلها ومعرفة الرأي فيها ونقاش الناس فيها ! وكل يوم حدث !@_@
بخلاف الأزمنة السابقة في القرون السابقة ، تحدث أحداث في الهند وتنطفي ولا تأتي الناس أخبارها إلا بعد انطفائها وتكون قد بردت ولا يتفاعل الناس معها ، ويأخذونها كأخبار التاريخ .@_@
قد يقول قائل : أحداث الأمة كثيرة ! ألا أهتم لها ؟!@_@
نقول : يكفيك معرفة عنوانها فقط ، لكن لا تخوض في التفاصيل
لماذا ؟@_@
لأن هذه الأحداث أنت لا تؤثر فيها لو ظهرت ، وتؤثر فيك لو برزت لها
إذا عرف في حال أمة من الأمم من المسلمين ، حصل لهم نكبة وغير ذلك ، نقول : هل تؤثر فيها ؟
يقول لا أؤثر فيها أبدًا ! ليس بصاحب قول يُسمع له ، ولا بصاحب مال ، ولا بصاحب رأي يؤثر فيها !
نقول اعرف عنوانها وادعُ للمسلمين واعتزلها...
ولو انشغل الإنسان بكل حادثة وتتبعها لأحرق عمره في هذه الأخبار
ولهذا يُلحظ في السنوات الأخيرة ضعفٌ شديد في طلاب العلم ! والسبب أنهم { أبصر الناس في الأحداث ، وأجهل الناس بالعلم ! } ،@_@
وأحداث العام الماضي تختلف عن أحداث هذا العام ! وأحداث العام الذي يأتي تختلف عن هذه الأحداث ! فأصبح هو مخزون معلومات تاريخية ، والعام الذي يلي لا يجالسك الناس ليسمعوا منك أحداث العام الماضي ، لماذا ؟ لأنها انتهت ، يحتاجون أحداث اليوم ، وإذا جاء الذي بعده يحتاجون الذي بعده ! { ولكن لو تعلمت العلم يحتاجك الناس مدى الدهر } هذا الذي تنتفع به ، وإذا ارتفع الإنسان وأصبح مؤثرًا في الأمة ، حينئذٍ يؤثر في الأحداث@_@
هل يرفع رأسه بإطلاق ؟؟@_@
نقول : يرفع رأسه بمقدار تأثيره ولا يأخذه الإغترار بنفسه ويرفع رأسه ويظن أن الناس ، الشرق والغرب يأتمرون بأمره ثم يخوض في أشياء تحرق عمره كذلك !@_@
وجُلّ من رأيت من الشباب الذين يخوضون في نوازل وحوادث ، لا تمضي سُنيّات يسيره إلا وقد ندموا ! ولهذا تسأل بعض الشباب : هل يستمع لقولك أحد ؟ أو ينقاد له ؟@_@
يقول : لا ! ولا أهل بيته ينقادون له ولا يستمعون لقوله ! إذًا لماذا تخوض في مثل هذه الأشياء ؟ عليك بالعلم ، وتحصّن وتعلّم ، فهذا هو الذي يبقى للإنسان ، { ولو تعلّم طلاب العلم واعتنوا بمسائل العلم كعنايتهم بالأخبار اليوم ، لأصبح في صفوفنا أئمة كأبي حاتم وأبي زرعة وابن معين ! } فتجد أن الحادثة الواحدة يعرفون مكانها ، ومن خاض فيها ، ومن شارك فيها ، والتحليلات التي جاءت فيها بالمحللين من الشرق والغرب !
وفي نهاية الأمر إذا زالت هذه الحادثة شغلت حيّزًا من عمره ومن ذهنه ، وما استفاد من ذلك شيء !@_@
وليس المراد أن الإنسان في هذه الحوادث وهذه النوازل أن يبتعد وينَّسل عنها ، ولا يعنيه ذلك !
نقول لا!
المسلمون كالجسد الواحد ، لكن يكفيك معرفة العنوان العريض ، وتنظر في نفسك بماذا تستطيع أن تُؤثر ؟@_@
( الدعاء ، الإعانة ، بماذا تستطيع أن تُعين ) . فتأخذ بهذا المقدار ، ولهذا كما تقدّم قلّ العلم عند طلاب العلم ، وقلّت العبادة ، فأصبح يمر على الإنسان ليالٍ عدة وما قام الليل ! وتمر عليه أيام وما قرأ القرآن ! وما سبّح وما هلّل مما جاء من الأذكار اليومية ، بل منهم من تشغله هذه الأشياء عن الأذكار ، كأذكار الصباح والمساء وأذكار أدبار الصلوات ، فتعلّق قلبه بهذه الأخبار وبتتبّعها !
وهذا الخطاب يتوجه إلى طلاب العلم خاصة وإلى العقلاء عموما ، ولو التزموه لتحصلوا من ذلك خيراً عظيماً ولنفعهم الله عز وجل بذلك نفعاً كبيراً.
هالة العيادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس