عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-11, 01:42 PM   #45
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي



الأسرار بين النشر والكتمان

كنت أقرأ أقوالاً عن الأسرار فوجدته موضوعاً جديراً بالذكر والتذكير وإهماله في الجانب التربوي يترك الأثر الخطير ، ومن هذه الأقول :
( إن كتمان الأسرار من اقوى أسباب النجاح ، وأدوم لأهل الصلاح )( إن سرك أسيرك إن تكلمت به صرت أسيره )
( إن القلوب أوعية الأسرار ، والشفاه أقفالها ، والألسن مفاتيحها )( إإن قلوب الأحرار قبور الأسرار ) ( إن من كتم سره كان الخيار بيده )
من هذه الاقوال يتبين لنا أهمية الاحتفاظ بالأسرار فهي طريق النجاح ، وحفظها دليل حزم الإنسان وتمكنه من قيادة نفسه ، وأن من استُودع سراً وحفظه صنف مع الأحرار ، وكذلك حفظ الأسرار يمكنا من حرية الاختيار وكذلك إذاعة السر ترغمنا أحياناً على المضي في أمر قد نكون عدلنا عنه .
هذا ما وجده السابقون فهل حفظ الأسرار المعاصرون ؟
قد يبدو السر على المستوى الشخصي أمراً بسيطاً ، لكنه حين تتسع دائرته فإنه يصبح خطيراً
فكم من أسرار تكتنف الدول والأمصار ، وكم من أسرار ينبغي حفظها عن أعين الأعداء والفجار
ويكفي أن دعوة الإسلام حين ظهرت بين الكفار انتشرت بالسر حتى آن الأوان وأمر الرحمن بالإعلان
وهذا يدعونا لننتبه إلى هذا الجانب التربوي الهام
كيف نربي أبناءنا على أن المجالس أمانه ، وأن من استودعنا سراً نحفظه وأن ينجزوا أعمالهم مستعينين بالكتمان حفاظاً عليهم من التثبيط أو الحسد أو ضياع الفرص باستلابها .؟
وليست البيوت سواء في هذا الأمر فبعض البيوت تبدو أكثر حساسية في هذا الموضوع كبيت الرجل السياسي والقائد والضابط والعالم
علماً بأن كل بيت يحتاج إلى افراد يكتمون ما يجري فيه من احداث خاصة لا ينبغي نشرها ، ومنها تلك العلاقة الخاصة بين الزوجين لتبقى البيوت مطمئنة ، ويبقى الزوجان في أمان
وتتهم المراة بانها لا تقدر على كتمان السر لأنها بطبيعتها تحب أن تتكلم ، وأن تتباهى ، ولكن الموضوع ليس خاصاً بجنس الرجل أو المرأة ، بل هو تابع لنوع التربية التي تلقتها الفتاة أو الفتى في بيت العائلة .
ولكن هل هناك أسرار تخبأ على أفراد العائلة الواحدة ؟
يعني هل تخبئ المرأة على الرجل أموراً عائلية تعتبرها سراً ، وهل يخبئ الرجل على زوجته الأسرار ؟
إن شيئاً من القلق يعتري علاقة الزوجين إن كتم أحدهما على الآخر بعض الأمور ، وغالباً ما تكون النتائج سلبية فيما بعد
وغالباً ما تلجأ المرأة إلى كتمان ما يغضب زوجها ويثير عصبيته ، وتتحمل نتائج أعمال أولادها أو حتى انحرافهم .
ولئن راعى الإسلام الخصوصية فجعل المجالس بالأمانة ، ونهى الرجل والمرأة عن إذاعة ما بينهما من أمور خاصة ونصح بالكتمان حتى تنجز الأعمال فإنه حذر أن يكون السر شيئاً يحمل معنى الخيانة أو سوء التدبير ، أو ضرر المسلمين فأنبأنا الله أنه يعلم السر واخفى ، وأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وأنه لا ينظر غلى الصور والأجسام بل إلى القلوب والأعمال
نسأل الله أن يجعل سرنا خيراً من علانيتنا ، وأن يجعل علانيتنا خيراً .

المصدر: شبكة مشكاة



توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً