عرض مشاركة واحدة
قديم 23-06-09, 01:55 PM   #34
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي من أدوات الإعراب (لا)

من أدوات الإعراب (لا)

فصل: وتكون (لا) نافية نحو لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وناهية نحو لَا تَقُمْ وزائدة للتوكيد نحو لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ
لا في اللغة أنواع أربعة: الأول أن تكون نافية، والنافية قد تكون عاملة وقد تكون غير عاملة، لكن خذ قاعدة أن (لا) لا تكون عاملة إلا إذا دخلت على اسم. فإن دخلت على الفعل فليست عاملة، إذ (لا) العاملة نوعان لا ثالث لهما: إما عاملة عمل إن التي تسمى لا النافية للجنس، وإما عاملة عمل ليس التي تسمى لا النافية للواحد.

مثال العاملة عمل (إن) المثال الذي ساقه (ابن هشام) وهي كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) فلا نافية عاملة عمل (إن) تنصب الاسم وترفع الخبر نافية للجنس (إله) اسمها مبني على الفتح في محل نصب. (إلا) أداة حصر وقبل (إلا) خبر (لا) محذوف والتقدير (لا إله معبود بحق إلا الله) والنحويون -رحمهم الله- يتسامحون أو يتساهلون في التقدير هنا فيقولون تقدير الخبر (لا إله موجود) وهذا ليس بصحيح. فما أكثر الآلهة الموجودة التي تعبد من دون الله تعالى بشتى صورها وأشكالها حتى من بني آدم .
فالصواب إذن في التقدير إما أن يقال (لا إله حق) لأنه الذي غير الله جل وعلا باطل أو يقال (لا إله معبود بحق) هذا الخبر، خبر لا النافية للجنس و (إلا) أداة حصر (واسم الجلالة) بدل من الضمير المستتر في الخبر لأن معبود فيه ضمير معبود هو، والضمير محله رافع لأنه نائب فاعل لأن المعبود يسمى مفعول. فيكون اسم الجلالة بدلا من الضمير المرفوع وبدل المرفوع مرفوع. هذا هو إعراب هذه الجملة.
وفي رأي لبعض النحويين ولكنه معترض عليه. يقول: إن الكلام ما يحتاج إلى تقدير وأن قولنا (إلا الله)هو الخبر. ولكن هذا منقوض يعني بأمور لا داعي للإطالة بذكرها. هذا هو إعراب هذه الكلمة وهذه (لا) العاملة عمل (إن).
العاملة عمل (ليس) مرت علينا في قول الله تعالى مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ لَا بَيْعٌ فِيهِ فلا نافية عاملة عمل (ليس) (وبيع) اسمها (والجار والمجرور) هو خبرها.
النوع الثاني (الناهية) قبل الناهية. لا النافية الداخلة على الأفعال لا تعمل. ما تعمل تدخل على الفعل المضارع فلا تعمل تقول (محمد لا يؤدي واجبه) (لا يؤدي واجبه) فلا تعمل. الفعل بعدها مرفوع والكثير الغالب أنها ما تدخل إلا على المضارع. وقد تدخل لا النافية على الفعل الماضي بقلة وقد جاء في القرآن قول الله تعالى فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى دخولها على الماضي أقل من دخولها على المضارع.
إذن ما الفرق بين لا العاملة وغير العاملة؟ العاملة هي الداخلة على الأسماء، وغير العاملة هي الداخلة على الأفعال طيب (لا الناهية) واضحة مثل (لا تقم) وهي مختصة بالفعل المضارع وهي تجزمه.
أسقط (ابن هشام) (لا الدعائية) فلم يذكرها لا في المختصر والرسالة التي معنا. ولا في المطول وهو (قواعد الإعراب) ولا في مطول المطول وهو (مغني اللبيب) ما تعرض لها وقد تعرض لها صاحب كتاب (رصف المباني) والحقيقة أن ذكرها مهم (لا الدعائية) لأنه وقعت في القرآن الكريم بكثرة مثل رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا ما تسمى ذي ناهية. من باب الأدب مع الله جل وعلا. فيقال في إعراب لَا تُؤَاخِذْنَا لا دعائية جازمة للفعل المضارع (وتؤاخذ) فعل مضارع مجزوم.
الثالثة باعتبار كلام (ابن هشام) والرابعة باعتبار ما أضفنا من الدعائية (لا الزائدة) والزائدة لا تكون إلا لقصد التوكيد ويمثلون لها بقول الله تعالى لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ فلئلا (لا) هذه للتوكيد . يعني لتحقيق علم أهل الكتاب. لأنها لو لم تكن زائدة للتوكيد أين تروح؟ ها - تصير نافية. ولو نفت لفسد المعنى قطعا لو كانت نافية فسد المعنى لصار يعني يصير المعنى لأجل أن أهل الكتاب ما يعلمون وهذا ليس هو المراد بالآية؟



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس