عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-14, 12:37 PM   #4
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي





لو كنت تعرفه ستحسن الظن، وهذا كله القرآن من أوله إلى أخره لتبقى عبد واحد في الأرض لملك واحد في السماء.
ولا تذق مرّ الذل إلى غيره.
ولا تذق مرّ العبودية إلى غيره.
ولا تطرق باب غير بابه.
ولا يتعلق فؤادك بغير رضاه
ولا تعيش مع الناس الذين لهم كل يوم مزاج وكل يوم لهم نفسية مختلفة.
ولا تعيش مع أحد تنام معه في الفراش لا يدري عنك.
هذه العبودية التي هي بمثابة الشرف العظيم للعبد غفلنا عنها وكان كل تفكير الناس في الدين أنه عبارة عن أوامر، هذه الأوامر التي تقوم بها إنما هي ناتج مشاعر الذل للملك العظيم، مشاعر الذل التي بنيت على أمرين: على محبة وتعظيم، لكن لا يلاموا الناس على أنهم لا يحبون ولا يعظمون لأنهم لا يعرفون! وطبيعي أن الذي لا يعرف لا يحب ولا يعظم!.
لكن هل ظلمنا ربنا؟ لا والله، القرآن من أوله إلى أخره خبر عنه أين أنت عن أخبار القرآن؟!



قيل لك كل يوم بعد الصلاة قل: " اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، ومِنكَ السَّلامُ "
وكل يوم تقول " اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، ومِنكَ السَّلامُ " بعد كل صلاة؛
أتعرف من هو السلام؟!
أتدري ما معنى هذا الاسم العظيم؟!
أتدري أن هذا الاسم العظيم يشمل تفاصيل حياتك؟!
فلما تدعو تكون على يقين أنه سلام إذا حبس عنك مرادك تعلم أنه لمصلحتك فهو سالم من البخل، سالم من العجز، سالم من أن يكون لا يسمعك، سالم من أن يريد لك الشر!! "والشر ليس إليك"، سلام سبحانه وتعالى.

أتظن أنك تحبه وتتعلق به وأنت لا تعرفه؟!، القرآن من أوله إلى أخره يعرفك بالملك العظيم!
القرآن من أوله إلى أخره حكاية عن اسمائه وصفاته وأفعاله
ألا تراه يخبرك في قصص الأنبياء كيف يعامل أوليائه؟!
ألا ترى نفسك في سورة القصص كيف اعتنى الله عز وجل بأم موسى؟! كيف أوحى لها وألهمها إلهاما ما يرشدها إلى ما ينجيها هي وولدها؟!.
ألا ترى في قصة يوسف كيف عامل أوليائه؟!.
ألا ترى في الكهف فتية آمنوا بربهم، فقط آمنوا أقبلوا مؤمنين ماذا فعل بهم؟ ((وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ).
انظر لهؤلاء الفتية الذي آمنوا فأقبلوا وانظر إلى أصحاب السبت الذي أعرضوا.
انظر كيف يعامل أولياؤه وانظر كيف يعامل أعداؤه ومن أعرض عنه، كل هذا أليس حقيقًا بنا أن نخرج بكل آية نقرأها من كتاب الله بالعلم عن الله؟!، كتاب الله نزل من أجل أن تعرفه، ما كلفت صعبا! ولا قيل لك أعبد مجهول!، ولا قيل لك أركن إلى من لا تعرف!

إذا رأيت بدايات أمور لا تعجبك وأنت تعلم أنه سلام تردد على نفسك ما تسمعه في سورة الضحى (وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ) أي عاقبة كل أمر في الدنيا – في الدنيا وليس في الآخرة - عاقبة كل أمر في الدنيا إلى خير إذا أحسنت الظن به.
رددوا ما في سورة الضحى ماذا يقول سبحانه وتعالى؟ (وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ) كل الناس يتصورون أن الآخرة أي اليوم الآخر، والآخرة المقصود نهاية كل أمر.
(أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا) هذا بداية الأمر (فَآوَى).
(وَوَجَدَكَ ضَالًّا) هذا بداية الأمر نهايته (فَهَدَى).
(وَوَجَدَكَ عَائِلًا) فقيرًا هذا بداية الأمر ونهاية الأمر (فَأَغْنَى).
إذا أحسنت الظن به وعرفته ستعرف أن هذه البدايات التي تراها مظلمة سيأتي منها النور، وإنما الدنيا اختبار لحسن ظنك به سبحانه وتعالى.

أخبرك عن نفسه سبحانه وتعالى قال لك كن عبداً لملك؛ لكن ليس أي ملك إنما ملك وصفه أنه قدوس منزه سبحانه وتعالى عن كل نقص، عبودية الخلق للخلق أي عبودية واحد لواحد من الخلق عبودية مص الدماء، يعني السيد في الدنيا يأخذ من عبده في الدنيا كل ما يستطيع، ويأمره ويلقى عليه المخاوف، انظر لعبوديتك للرحمن للملك العظيم
توكله فينجز عنك الأمور.
تطلبه فيعطيك.
تسأله فلا يردك.
تتوسل إليه فيغنيك.
كل وقتٍ بابه مفتوح.
وهو قدوس منزه عن كل نقص؛ فماذا سيكون عبوديتك لملك ليس له إلا صفات الكمال؟! لن يعاملك إلا بكماله وهو السلام المؤمن الذي إذا وعدك لا يخلف وعده، ألم يقل لك (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا) ؟! ألم يخبرك (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) أليست هذه كلها أخباره؟ أين أنت عن وعوده؟!

خلقك الله عبارة عن كتلة من المشاعر، فهذه المشاعر التي وهبت لك لم توهب لك لتعبث بها! وهبت لك لتركبها لتصل إلى الله ..

تعلمنا في قصة أصحاب الكهف: ﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ وهذه ليس من الحسد إنما نسبة للنعمة إلى الله
- يعني هذا ما أراه بعيني من الخير ما شاءه إلا الله
- وهذا الذي أراه بعيني من الخير ليس قوة فعلته على الحقيقة إلا قوة الله
--> فهذا معناه أنك لما تنظر إلى شيء يعجبك تقول: "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" وهذه ليس إبعادًا للحسد إنما التبريك إبعادًا للحسد، "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" هذه تقولها لأنك مؤمن أن هذا الذي بين يديك من سراء إنما كان بمشيئة الله، وإنما هو بقوة الله عز وجل، وبهذا يكون الإنسان في وقت السراء راد نعمة الله عز وجل إليه وفي وقت الضراء صابرًا راضيًا بالله يعلم حكمة الله عز وجل في كل شيء.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا يَكُنْ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ لَا أَدَّخِرْهُ عَنْكُمْ" ثم ذكر لهم هذه الثلاثة جمل: " وَإِنَّهُ مَنْ يَسْتَعِفَّ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ"
عندي متعفف ومتصبر ومستغن:
- المتعفف يعف نفسه يعني يمنع نفسه عن إظهار حاجته وعن طلبه من الناس.
- ويتصبر على ذلك يعني يتصبر على أي نقص عنده، يتصبر يعني يرضى بما قدر الله ولا تجد نفسه تدور على ما عند الناس ويسألهم إنما راضي بما قسم الله عز وجل.
- وأعلى من ذلك أنه يستغني عن الناس، المتعفف هو والمتصبر يحبسون نفسهم عن الطلب لكن المستغني أصلًا يشعر بالغنى عن الناس.

المتوكل على ربه سيجمع بين ثلاثة أمور وقت توكله:
--> أي شيء يمر على خاطره سيفزع إلى الله طلبًا للأسباب، أسباب أي شيء بيد الله فهو أول ما يمر على خاطره طلب شيء يفزع بقلبه طلبًا لأسباب هذا الشيء من الله.
--> إذا أعطاه الله الأسباب فزع إليه ليعينه على الأخذ بالأسباب.
--> إذا أعانه على الأخذ بالأسباب فزع إليه لأن يعطيه ثمرة الأسباب.
فهو من نقطة حاجته إلى نقطة كفايته لا يطلب إلا من الله عز وجل.

عجزك هو كنزك لو عرفت الله، كل نقص إنما أريد به تكميل التوحيد، وكل كمال إنما هو لزيادة الحمد وليس للاستغناء عن الله.

أنت خلقت في الأرض عبد واحد لملك واحد، وهذا الملك العظيم لابد أن تعرفه وتعرف كمال صفاته من أجل أن تستمتع بعبوديته، (يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) فالاستمتاع بالعبودية لا يكون إلا بعد الشرف بها أن تشعر أنك واحد في الأرض لواحد في السماء.

نحن نتعبد الله بعداوة الشيطان، نتقرب إليه باستعداءه.
من مكملات التوحيد وواجباته الولاء والبراء؛ وأول البراءة والبغض والعداوة للشيطان.

ما معنى أن تكون محسن الظن بربك؟
أن تعتقد أنه كامل الصفات وإذا كان الله عز وجل كامل الصفات إذًا أفعاله من صفاته، إذًا أقداره من صفاته، يعني يقلب عليك الأقدار من كمال صفاته، الذي يعاملك الذي يرزقك، الذي يمنعك، الذي يقلبك، الذي يهبّ لك، كامل الصفات، إذًا أكيد الذي يعطيك إياه صورة كمال.
* حسن الظن ألا تظن في شيء من أفعاله إلا خيرا.
* لا تنتظر منه إلا خيرا.
* لا تفسر شيء من الأحداث التي تمر عليك عطاءاً ومنعاً إلا خيرا، هذا حسن الظن به.
* وإذا أقبلت عليه تائباً من حسن الظن به أن تظن أنه يتوب عليك.
* وإذا استغفرت من حسن الظن أن تعتقد أنه يغفر لك.
* وإذا دعوت من حسن الظن أنك تعتقد أنه يجيب دعائك.
* وإذا أنقص عليك شيء من الدنيا من حسن الظن أن تعلم أنه يحميك كما أنك تحمي مريضك مما يحب.

لما أفسر "لا إله إلا الله" أفسرها بخمس كلمات: سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، هذه الخمس كلمات تمثل الدين، لما أقول لا إله إلا الله أأتي بالتسبيح والتحميد والتكبير والحوقلة.
* يعني سبحانك يا ربنا منزه عن كل نقص وعيب وكل الخلق ناقصين.
* ثم أنك أكبر من كل ما هو كبير، لأنك طوال ما تسير في الحياة ترى من خلق الله كبير، وترى من عطايا الله الكثير، وترى من أمور مكن الله فيها الخلق تعتبر كبيرة، هذا كله تعتقد أن الله أكبر منها.
* ثم يأتيك الأمر العظيم وهو الحمد المبني على اعتقاد أن الله عز وجل كامل الصفات، وإذا كنت عالم أن الله كامل الصفات إذًا كل أحد غيره ناقص الصفات.
* تأتي الحوقلة كيف تفسر بها لا إله إلا الله؟ تقول أنا ليس لي إله يمدّني بالحول والقوة إلا الله، أنا في أصلي ضعيف وكل الخلق لو اجتمعوا على أن ينفعوني بذرة لن ينفعوني، إذًا من أين لي حول وقوة أن أنفع نفسي أو أنفع غيري أو أعبد الله عز وجل؟ ليس لي إلا بحول من الله وقوته.
أ ـ أناهيد السميري ـ حفظها الله ، ونفع بها الأمة ..





توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس