[ام عبد الفتاح الجزائرية]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:الدين قبل ان يكون تيسيرفي ساعة عسر فهو هم يجثم على الفؤاد فيؤرق صاحبه ويجعله مهموما ضيق الصدر حرجا لذا على المسلم أن لا يلجأ اليه الا للضرورة لا للترفه فعدم سداده يترتب عليه امور عظام اذ يحبس المدين الذي لم يسدد دينه من دخول الجنة اذا مات فعن محمد بن عبد الله بن جحش رضي الله عنه قال:كنا جلوس بفناء المسجد حيث توضع الجنائزورسول الله صلى الله عليه وسلم رافع رأسه الى السماء فنظر
ثم طأطأ بصرهووضع يده على جبهته ثم قال:سبحان الله سبحان الله ماذا نزل من التشديد؟قال
فسكتنا يومنا وليلتنا فلم نرها خيرا حتى أصبحنا قال محمد:فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما التشديد الذي نزل؟قال:في الدين والذي نفس محمد بيده لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم أحيي ثم قتل ثم أحيي ثم قتل وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دينه) رواه أحمد والنسائي والحاكم وحسنه الشيخ الالباني في صحيح الترغيب167/2.فاذا كان الشهيد امر دخوله الجنة مرتهن بقضاء دينه فكيف لغيره من المسلمين فالامر جللوالاولى ان يبادر المسلم بقضاء دينه بنفسه فما يدريه ما يكون بعده فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه في رواية للحاكم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ان صاحبكم حبس على باب الجنة بدين كان عليه فان شئتم فافدوه وان شئتم فاسلموه الى عذاب الله فقال رجل علي دينه فقضاه)قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وصححه العلامة الالباني في صحيح الترغيب168/2.ومن عظيم هول الامر انه روي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتنع عن الصلاة عمن عليه دين حتى يقضى دينه فقد جاء في الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالرجل الميت عليه دين فيسأل:هل ترك لدينه قضاء؟فان حدث انه ترك قضاءا صلى عليه والا قال:صلوا على صاحبكم.فلما فتح الله عليه الفتوح قال:أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي وعليه دين فعلي قضاؤه ومن ترك مالا فهو لورثته)رواه مسلم.هذا والله الموفق لما يحب ويرضى.ومعذرة عن التأخر يشهد الله انه فوق طاقتي يارب تيسيرك