عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-08, 01:00 AM   #2
أم الخير
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

المقصود بـ(قلب طالب العلم): هو وعاء العلم ، أي المكان الذي سيقع العلم فيه ، واعلم أن من كان قلبه وعاءً للخير ملأ الله وعاءه .
وإذا لم يصلح الوعـاء فــسـد المــــاء :
إما بتسربه : بأن يكون الوعاء مثقوباً.
أو اختلاطه بأن يكون الوعاء ملوثاً.

فلو وضع الماء في الوعاء، فما الذي سيفسد؟
المـاء.
إذن: سبب فساد الماء فساد الوعاء.
وعلى ذلك إذا صلح قلب العبد - طالب العلم - استطاع أن يحفظ الزاد.
وصلاح قلب طالب العلم يخاطب به طالب العلم في بداية الطلب ، وفي أثناء المسير إلى أن تنتهي حياته.
ففي كل مرحلة من مراحل الطلب يحتاج طالب العلم إلى قلبه ، لذلك يحتاج أن يفهم أنه إذا فسد الوعاء الذي يضع فيه العلم ( قلبه ) انتهى العلم ، وأصبح شاهد عليه، لا شاهدًا له.

هل يمكن أن يحمل الإنسان العلم وقلبه فاسد؟
نعم ، يمكن أن يحمل العلم وقلبه فاسد ، وهذا من تمام البلاء الذي وصف في أواخر سورة الكهف، قال تعالى: ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً {103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً{104} أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً{105} ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً )[ الكهف :103 – 106 ]
من هم الأخسرون أعمالاً ؟!الذين يعيشون وهم يحسبون أنفسهم أنهم يحسنون صنعًا ، والحقيقة أنهم يسيئون صنعًا.
إذن :-أول اتفاق نتفق عليه: أن القلب هو مكان العلم ووعاؤه، وصلاح القلب سبب للانتفاع بالعلم .

ما الذي يصلح القلب ؟ وما الذي يفسده ؟
بماذا نبدأ أولاً ؟ ولماذا ؟

نبدأ بما يفسد قلب طالب العلم ، على قاعدة : أن التخلية قبل التحلية .
فمهما أعطيتك من حل ينفعك أو ينفع غيرك ، فلن يكون له أثر إذا لم يكن المحل صالحًا .
سنتكلم عن حواجز تحجز قلب طالب العلم عن الطلب ، يجب عليه أن يخليها عن قلبه ، ثم يحليه بما يجب .

يتبع*
أم الخير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس