رغم كثرة المواقع الإلكترونية، والقنوات الفضائية التي تتبارى في تقديم أشهى، وألذ الأطعمة، والأشربة، والمعنية بأمور الطبخ كلها، وتقديم الإرشادات، والنصائح المهمة التي تساهم في التفوق والإبداع فيه، إلا أن الكثير من الفتيات المقبلات على الزواج يرفضن دخول المطبخ، ولا يعطين لأنفسهن فرصة تعلم فن الطبخ، وإعداد الوجبات، إما لتقاعس أمهاتهن عن تدريبهن منذ الصغر على الطبخ، وتشجيعهن على الدخول إلى المطبخ، وتعليمهن كيفية التعامل مع أدواته، وكيفية تنظيفه، وتنظيمه، وإما لاعتبار هؤلاء الفتيات الطبخ من الأمور التي تؤثر سلبا على رائحتهن، وجمال أيديهن التي ربما تتعرض إلى الحرق عند استخدام البوتاجاز، أو الفرن، أو من الممكن أن تُصاب، أو تُجرَح بواسطة السكينة أو المقص عند القطع، والقص!، الأمر الذي يخيفهن ويقلقهن، ويجعلهن يستسهلن شراء المأكولات الجاهزة من المطاعم، والمحال توفيرا للوقت والجهد، وحفاظا على سلامة صحتهن، وجمالهن!، غير واعيات بخطورة الوجبات السريعة على الصحة، وتسببها في الإصابة بأمراض عدة، يصعب الشفاء منها، وغالبا ما يؤدي معظمها إلى الوفاة، نظرا لاحتواء الوجبات السريعة على المواد الحافظة الضارة، ومكسبات الطعم، واللون، إضافة إلى عدم نظافة الأدوات المستخدمة في الطبخ، وعدم العناية بتنظيف اللحوم والخضروات قبل طهيها، فضلًا عن التكلفة المادية الباهظة لهذه الوجبات - لاسيما مع ارتفاع الأسعار بشكل جنوني في الفترة الأخيرة، ما يشكل عبئًا إضافية على ميزانية البيت، وإرهاق الزوج، وتحميله ما لا يطيق، فتندلع نار الخلافات الزوجية على أثر ذلك، وتتهدد سلامة الأسرة – خاصة لو وصلت هذه الخلافات إلى حد الطلاق..
مما لا شك فيه أن الطبخ من الأعمال المنزلية المهمة جدا، والممتعة لأي فتاة أو امرأة تجيده، إذ يشعرها بكيانها كأنثى، تأكل أسرتها من عمل يديها، وتسعد بما تطبخ من مأكولات شهية لذيذة، وهو أيضا من الأسباب الموصلة لنيل حب الرجل، وتقديره لزوجته وللجهد الذي تبذله من أجل إطعامه ما لذ وطاب، ونفع الصحة، وأسعد النفس..
لذا، ينبغي لكل فتاة مقبلة على الزواج أن تدرك أهمية الطبخ بالنسبة لها، ولزوجها وأبنائها مستقبلا، لأنه يعتبر من الأمور التي تجعلها تحقق ذاتها في البيت، وتكون سببا في إسعاد زوجها، وتمتعه بصحة جيدة، وبناء جسد فلذات كبدها بأكلها المفيد، اللذيذ، النظيف، مما يجعلها تُثاب، وتُؤجر في الدارين – بإذن الله..
وعلى كل فتاة ألا تحرم نفسها تعلم فن الطبخ عن طريق أمها، أو القراءة من خلال المواقع الإلكترونية، ومشاهدة برامج الطبخ عبر القنوات الفضائية؛ لتكتسب خبرة، وعلما بهذا المجال النافع لها ولأسرتها..
فحتى وإن كانت الفتاة ستتزوج من شخص ميسور الحال، وثري جدا، لن يغنيها ذلك عن القيام على أمور منزلها بنفسها - وخصوصا الطبخ لارتباطه ارتباطا وثيقا بصحتها، وصحة أسرتها الجسدية..
فالمرأة في بيتها راعية، ومسؤولة عن رعيتها، ومحاسبة عليها يوم القيامة – لو قصرت في أداء واجباتها نحوها.