عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-06, 12:17 AM   #7
أمةالله
أم مالك المصرية
افتراضي

ومن الأمثلة على التدرج في النواهي:
1 ـ التدرج في تحريم الخمر:
أ ـ قال تعالى:{يسألونك عن الخمر والميسر قُل فيهما إثمٌ كبيرٌ ومنافع للناس وإثمُهما أكبر من نفعهما}(البقرة ـ 219).
ب ـ ثم قال تعالى:{ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ماتقولون}(النساء ـ 43).
جـ ـ ثم قال تعالى:{ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلامُ رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}(المائدة ـ 90).

أقسام التدرج:

التدرج ينقسم إلى قسمين:
1 ـ تدرج بين العلوم المختلفة.
مثل أن يبدأ الطالب بعلم التوحيد ، فإذا أتقنه ، انتقل إلى علم التفسير ، ثم علم الحديث ،وهكذا ، كما هي طريقة المغاربة.

2 ـ تدرج في العلم الواحد.
مثل أن يبدأ الطالب في علم الحديث بمتن الأربعين النووية ، ثم عمدة الاحكام ، ثم بلوغ المرام ثم منتقى الأخبار ، وهكذا في بقية العلوم.

فوائد التدرج:

للتدرج فوائد كثيرة منها:ـ
1 ـ سهولة العلوم على طالبها إذا سار على هذه الطريقة.
2 ـ الضبط والإتقان للعلم المأخوذ بالتدرج.
3 ـ إن هذه الطريقة تميز بين الطالب المجد من غيره ، وتظهر بواسطتها الفروق الفردية بين الطلبة وتفاوت قدراتهم في التحصيل.

شيء من كلام أهل العلم في التدرج.

قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى في جامع بيان العلم وفضله: "عن يونس بن يزيد قال: قال لي ابن شهاب: يايونس لا تكابر العلم فإن العلم أودية ، فأيها أخذت فيه قطع بك قبل أنتبلغه ، ولكن خذه مع الأيام والليالي ، ولا تأخذ العلم جملة ؛ فإن من رام أخذه جملة ذهب عنه جملة ، ولكن الشيء بعد الشيء مع الأيام والليالي".
وقال:" وروينا عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال:العلم أكثر من أن يحاط به ، فخذوا منه أحسنه".
وقال:" فصل: قال الخليل بن أحمد: اجعل تعليمك دراسة لك ،واجعل مناظرة العلم تنبيهاً بما ليس عندك ،وأكثر من العلم لتعلم ، وأقلل منه لتحفظ ، وروى عنه أنه قال: أقلوا من الكتب لتتعلموا ، وأكثروا منها لتُعلّموا ".
وقال:" قال صالح بن عبد القدوس:
تبلغ الفرع الذي رُمته إلا ببحثٍ منك عن أسّهِ

وقال الأصمعي: سمعت أعرابياً يقول: إذا ثبتت الأصول في القلوب نطقت الألسن بالفروع ، والله يعلم أن قلبي لك شاكر ، ولساني لك ذاكر ، وهيهات أن يظهر الود المستقيم ، من القلب السقيم".
وقال:" طلب العلم درجات ومناقل ورتب لا ينبغي تعديها ، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله ،ومن تعدى سبيلهم عامداً ضل ، ومن تعداه مجتهداً زل. فأول العلم حفظ كتاب الله جل وعز وتفهمه ، وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه ،ولا أقول: إن حفظه كله فرض ، ولكن أقول: إن ذلك واجب لازم على من أحب أن يكون عالماً ليس من باب الفرض ".

وقال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى:" وينبغي له أن يثبت في الأخذ ولا يكثر ، بل يأخذ قليلاً قليلاً حسب مايحتمله حفظه ويقرب من فهمه ، فإن الله تعالى يقول:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا}(الفرقان ـ 32).
وقال أيضاً:" اعلم أن القلب جارحة من الجوارح تحتمل أشياء وتعجز عن أشياء ، كالجسم الذي يحتمل بعض الناس أن يحمل مائتي رطل ، ومنهم منيعجز عن عشرين رطلاً ، وكذلك منهم من يمشي فراسخ في يوم لا يعجزه ، ومنهم من يمشي بعض ميل فيضر ذلك به ، ومنهم من يأكل من الطعام أرطالاً ، ومنهم من يتخمه الرطل فما دونه ، فكذلك القلب.
من الناس من يحفظ عشر ورقات في ساعة ، ومنهم من لا يحفظ نصف صفحة في أيام ، فإذا ذهب الذي مقدار حفظه نصف صفحة يروم أن يحفظ عشرورقات تشبهاً بغيره لحقه الملل ، وأدركه الضجر ، ونسي ماحفظ ، ولم ينتفع بما سمع ، فليقتصر كل امرئ من نفسه على مقدار يبقى فيه مالا يستفرغ كل نشاطه ، فإن ذلك أعون له على التعليم من الذهن الجيد ، والمعلم الحاذق"أ. هـ.

وقال الراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى:
" وكثير من الناس ثكلوا الوصول بتركهم الأصول ، وحقه أن يكون قصده من كل علم يتحراه ، التبلغ به إلى مافوقه حتى يبلغ به النهاية".

وقال ابن خلدون رحمه الله تعالى: " اعلم أن تلقين العلوم إنما يكون مفيداً إذا كان على التدريج شيئاً فشيئاً وقليلاً قليلاً ، يُلقى عليه أولاً مسائل من كل باب من الفن هي أصول ذلك الباب ، ويقرب له في شرحها على سبيل الإجمال ، ويراعى في ذلك قوة عقله واستعداده لقبول مايرد عليه حتى ينتهي إلى آخر الفن ، وعند ذلك يحصل له ملكة في ذلك العلم ، إلا أنها جزئية وضعيفة ،وغايتها أنها هيأته لفهم الفن ، وتحصيل مسائله.
ثم يرجع به إلى الفن ثانية ،فيرفعه في التلقين عن تلك الرتبة إلى أعلى منها ، ويستوفي الشرح والبيان ، ويخرج عن الإجمال ،ويذكر له ماهنالك من الخلاف ، ووجهه ، إلى أن ينتهي إلى آخر الفن ، فتجود ملكته.
ثم يرجع به وقد شدا ، فلا يترك عويصاً ، ولامبهماً ، ولا مغلقاً ، إلا وضحه ، وفتح له مقفله ، فيخلص من الفن وقد استولى على ملكته.د
هذا وجه التعليم المفيد ، وهو كما رأيت إنما يحصل في ثلاث تكرارات ، وقد يحصل للبعض في أقل من ذلك ، بحسب مايخلق له ويتيسر عليه".




الحفظ
• تعريفه في اللغة.
• تعريفه في الاصطلاح.
• أوقات الحفظ.
• أماكن الحفظ.
• الأسباب التي يستعان بها على الحفظ.
• الحث على الحفظ.
• فوائد الحفظ.
• طرق إحكام المحفوظ.
• مايعين على الحفظ من المأكولات.
• أحكام الحفظ.
• صلاة حفظ القرآن.
• حفظ متن في كل فن وشيء من كلام أهل العلم حول المتون والعناية بها.
• أسباب النسيان.
• الحافظ عند المحدثين.
• تربية الصبيان على الحفظ.


تعريفه في اللغة:

قال الجوهري في الصحاح: حفظت الشيء حفظاً أي حرسته ، وحفظته أيضاً بمعنى استظهرته..
قال في لسان العرب: الحفظ نقيض النسيان وهو التعاهد وقلة الغفلة... والتحفظ التيقظ ، وتحفظت الكتاب أي استظهرته شيئاً بعد شيء.
قال في المصباح المنير: حفظت المال وغيره حفظاً إذا منعته من الضياع والتلف... وحفظ القرآن إذا وعاه على ظهر قلبه.
وقال الجرجاني في التعريفات: الحفظ: ضبط الصور المُدْركَة
وفي المعجم الوسيط: الحافظة قوة تحفظ ماتدركه القوة الوهمية من المعاني وتذكرها ، وتسمى الذاكرة أيضاً.

تعريفه في الاصطلاح:

الحفظ في الاصطلاح ملكة يقتدر بها على تأدية المحفوظ.

أوقات الحفظ.

للحفظ أوقات ينبغي لمن أراده أن يراعيها ، فأجود أوقاته:
1 ـ السحر.
2 ـ انتصاف النهار.
3 ـ أول النهار دون آخره.
4 ـ حفظ الليل أصلح من حفظ النهار.
هذا في الكثير الغالب ، وقد يناسب إنساناً مالا يناسب آخر ، وكل يختار ماهو أصلح له..

أماكن الحفظ:

أجود أماكن الحفظ:
1 ـ الغرف دون السفل.
2 ـ كل موضع بعيد مما يلهي ويخلو القلب فيه عما يشغله.
3 ـ يتجنب الحفظ على شطوط الأنهار وقوارع الطرق وبحضرة النبات والخضرة.

الأسباب التي يستعان بها على الحفظ.

ينبغي أن يقصد الطالب بالحفظ ابتغاء وجه الله تعالى والنصيحة للمسلمين في الإيضاح والتبيين.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: إنما يحفظ الرجل على قدر نيته.

ومن الأسباب المعينة على الحفظ مايلي:
1 ـ إخلاص النية.
2 ـ ترك المعاصي ، قال محمد بن النضر: سمعت يحيى بن يحيى يقول: سأل رجل مالك بن أنس: ياأبا عبد الله ، هل يصلح لهذا الحفظ شيء؟ قال: إن كان يصلح له شيء فترك المعاصي.
وقال بشر بن الحارث: إذا أردت أن تلقن العلم فلا تعص.
وقال علي بن خشرم: سألت وكيعاً ، قلت: ياأبا سفيان تعلم شيئاً للحفظ ؟ قال: أراك وافداً ، ثم قال: ترك المعاصي عون على الحفظ.
وقال بعضهم ـ وينسب للشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصِ
3 ـ الصدق في اللجأ إلى الله سبحانه ومراعاة حدوده.
قال تعالى:{إن تنصروا الله ينصركم} (محمد ـ7) وقال تعالى:{فاذكروني أذكركم} (البقرة ـ 152) وقال تعالى:{وأوفوا بعهدي أُوف بعهدكم} (البقرة ـ 40).
4 ـ تطييب الكسب وإصلاح الغذاء وإقلال الطعام.
5 ـ الجد والمواظبة. قال بعضهم.
ومن طلب العلا سهر الليالي يغوص البحر من طلب اللآلي لأجل رضاك يامولى الموالي وبلغني إلى أقصى المعالي بقدر الكد تكتسب المعالي تروم العز ثم تنام ليلاً تركت النوم ربي في الليالي فوفقني إلى تحصيل علم

الحث على الحفظ:

قال ابن عبد البر ـ رحمه الله تعالى ـ في جامع بيان العلم وفضله:
من كره كتابة العلم إنما كرهه لوجهين ، أحدهما: أن لا يتخذ مع القرآن كتاب يضاهي به ، ولئلا يتكل الكاتب على ماكتب فلا يحفظ فيقلّ الحفظ ، كما قال الخليل ـ رحمه الله ـ:
ما العلم إلا ماحواه الصدر ليس بعلم ماحوى القمطر
وذكر بإسناده إلى أبي معشر أنه قال في الحفظ:
ماقد روى تضارع المصاحفا ياأيها المضمن الصحائفا
احفظ وإلا كنت ريحاً عاصفا

وقال أعرابي: حرف في تامورك ، خير من عشرة في كتبك. قال أبو عمر: التامور: علقة القلب ، وذكر بإسناده إلى يونس بن حبيب أنه سمع رجلاً ينشد:
وبئس مستودع العلم القراطيس استودع العلم قرطاساً فضيعه
فقال يونس: قاتله الله ، ماأشد صيانته للعلم وصيانته للحفظ.
إن علمك من روحك ، وإن مالك من بدنك ، فصن علمك صيانتك روحك ، وصن مالك صيانتك بدنك.

ومما ينسب إلى منصور الفقيه من قوله:
علمي معي حيثما يممت أحمله
بطني وعاء له لابطن صندوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي
أو كنت في السوق كان العلم في السوق

وقال عبد الرزاق: كل علم لا يدخل مع صاحبه الحمام فلا تعده علماً.

وقال عبيد الله بن أحمد الصيرفي:
ماالعلم إلا ماحواه الصدروزينة جليلة وقدر ليس بعلم ماحوى القمطرفذاك فيه شرف وفخر

وقال بعض البصريين:
كتب العلم وهو بعد يخطقال علمي ياخليلي في السفطوبخط أي خط أي خطحك لحييه جميعاً وامتخط رب إنسان ملا أسفاطهفإذا فتشته عن علمهبكراريس جياد أحرزتفإذا قلت له: هات ، أرنا

وقال محمد بن بشير ـ في أبيات له:
فجمعك للعلم لاينفعوعلمي في البيت مستودعيكن دهره القهقري يرجع إذا لم تكن واعياً حافظاًأشاهد بالعي في مجلسومن يك في علمه هكذا

أمةالله غير متواجد حالياً