عرض مشاركة واحدة
قديم 21-01-15, 02:06 AM   #1
وصال خليفة
مستشارة في معهد العلوم الشرعية
|طالبة في المستوى الثاني1 |
Pencel ~ الفرق بين الإخبار بالحال وبين الشكوى للمخلوق؟ ~

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

~ الفرق بين الإخبار بالحال وبين الشكوى للمخلوق؟ ~

قد يقول قائل: إننا نذهب إلى الأطباء ونشكو إليهم ما نعاني من أعراض الأمراض فما حكم هذا؟

قال طبيب القلوب ابن القيّم -رحمه الله-: "وأما إخبار المخلوق بالحال فإن كان للاستعانة بإرشاده، أو معاونته، والتوصل إلى زوال ضرورة، لم يقدح ذلك في الصبر، كإخبار المريض للطبيب بشكايته، وإخبار المظلوم لمن ينتصر به بحاله، وإخبار المبتلى ببلائه لمن كان يرجو أن يكون فرجه على يديه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على المريض يسأله عن حاله ويقول: (كيف تجدك)، وهذا استخبار منه واستعلام بحاله، فلو كان إخبار المريض عما به حراماً ما سأله النبي عليه الصلاة والسلام".

ويقول -رحمه الله-: "والفرق بين الإخبار بالحال، وبين الشكوى، وإن اشتبهت صورتهما: أن الإخبار بالحال يقصد المخبر به قصداً صحيحاً، وهو أن يسأل شخصاً قادراً على فعل شيء أن يفعله كالطبيب يصف له دواء، والمدير يزيل عنه أذى..

ثم قال: أما الشكوى إلى الله سبحانه وتعالى، فليست هي شكوى مذمومة، بل استعطاف، وتملق، واسترحام له، فالشكوى إلى الله سبحانه لا تنافي الصبر بوجه" اهـ

~ فمما نخرج به ما يلي:

- أولاً: أن سؤال المخلوق ما لا يقدر عليه إلا الله شرك.

- ثانياً: أن البلاء إذا كان بالعبد ولا يملك العبيد الآخرون له شيئاً فالشكوى إلى العبيد في هذه الحالة هي شكوى الرحيم إلى الذي لا يرحم.

- ثالثاً: إذا كان الإخبار عن الحال لمن يمكن أن يساعدك في إزالة ضرر.. على نحو ليس فيه تسخط على القدر، ولا جزع من المكتوب، فلا بأس بذلك.

وكذلك فإن الإخبار الذي ليس فيه شكوى الله إلى الخلق، ولوم القدر، وهو فعل الله عز وجل وقضاؤه؛ لا بأس بذلك، أما إذا اشتمل إخبار المخلوقين بندب الحظ، والتشكي من القضاء والقدر، فهذه مصيبة، فلا بد من التفريق بين الحالين.

ولذلك من قواعد القضية في الفرق بين الإخبار والشكوى: أن إخبار المخلوق عما يقدر أن يساعد فيه لا يلغي التوكل على الله، بل يتعامل مع المخلوق على أنه مجرد سبب، وأما المسبب والركن الركين والأصل الذي يلتجئ إليه ويتوكل عليه ويفوض أمره إليه هو الله عز وجل، فهذا من الفروق المهمة أيضاً، أن المخلوق مجرد سبب إن أراد الله نفع السبب، وإن لم يرد لم تستفد منه شيئاً، [mark="#ffffcc"]ومن جرد قلبه لله، عرف من الفروق ما يستطيع أن يتعامل به مع الواقع دون أن يخل بتوحيده لله.[/mark]

[اقتباساً من خطبة "الشكوى إلى الله تنفيس" للشيخ محمد صالح المنجد]

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد إلاّ إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك



توقيع وصال خليفة
° قال ابن تيمية -رحمه الله- : "إذاكانت الفطرة مستقيمة على الحقيقة منورة بنور القرآن. تجلت لها الأشياء على ما هي عليه وانتفت عنها ظلمات الجهالات فرأت الأمور عيانا"...(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ)

التعديل الأخير تم بواسطة وصال خليفة ; 21-01-15 الساعة 02:10 AM
وصال خليفة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس