عرض مشاركة واحدة
قديم 25-03-10, 07:51 PM   #19
أم ايمان
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا يا بنياتي يعني إذا افترضنا أن نمضي معا، لماذا إخترنا هذه السورة ؟
كما قلت نريد أن نعرف الطريق إلى الله تبارك وتعالى، و نعرف مقاصد شرعنا الحكيم مقاصد الكتاب الكريم، من أعظم مقاصد إنزال هذا الكتاب الكريم أن يعبد الناس جميعا لله الواحد القهار جل وعلا أن نعبد الله سبحانه وتعالى وحده دون شريك، أن نعرفه ونعبده وفق ما شرع، وفق ماشرع ولذلك نحتاج إلى العلم، العلم به سبحانه وتعالى وأن نعمل بما نعلم كلما علمنا عملنا إذا ضروري جدا الآن أن نوظف التفكر، التفكر في كل شيء كل مايعرض حولنا ويدور حولنا فكما قلت إن الآيات مثلا، كما ذكرت الآيات الكونية والآيات الشرعية قلت المعجزات العددية وكل شيء، وقلت كذلك آيات التجميع وآيات التخويف التي يجريها الله سبحانه وتعالى تدمير للأقوام المكذبين، جعل منها آيات قائمة كما قال " منها قائم وحصيد " منها ما ذهب ومنها ما بقي شاهد على كبر هؤلاء وصرف هؤلاء وطغيان هؤلاء و كفر هؤلاء الذين عذبهم الله، مثل قوم ثمود ومثل قوم لوط (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ ﴿١٣٧﴾ وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) [ الصافات] وكما قال الله عز وجل : (وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ) [الحجر : 76] فآيات التدمير التي أجراها الله أو التي أنزلها الله تبارك وتعالى على القوم المكذبين من الذين كانوا من قبلنا يجب أن نقف عندها ونعتبر ونتفكر بها لأنها كما جرت عليهم يمكن أن تجري علينا فنخافه تبارك وتعالى ولذلك نجد قول الله عز وجل : (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) [ الإسراء : 59] إذا للذين يقولون مثلا هذه عوامل طبيعية و ما يجري من زلازل وبراكين وسيول، هذه عوامل طبيعية وبسبب الاحتباس الحراري كل هذا كلام في الحقيقة لا قيمة له وينبغي علينا أن كل ما يجري من أحداث من حولنا سواء بصنع الإنسان، بيد الإنسان أو بعوامل خارجة عن يد الإنسان من عوامل طبيعية في الظاهر لكنها تدار بقدرة الله سبحانه وتعالى.
(وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) فما جرى على سبيل المثال في هاييتي يعني في ثواني قليلة، الناس تحت البنيان مئات الألوف أو نقول ألوف من البشر كلهم ماتوا في لحظات أصبحت (قَاعًا صَفْصَفًا ﴿١٠٦﴾ لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا) [طه] سبحان الله، الذي جرى في هاييتي يمكن يجري علينا إذا في أي مكان من بلاد الإسلام، وقد جرى في إيران ورأينا ذلك، و عندنا الحزام البركاني أو الحزام الزلازل وإن كنا بعيدين عنه لكن الله أعلم على كل شيء قدير، جزيرة العرب مرشحة أن تكون فيما ثورات بركانية وبلاد الحجاز كلها جبال بركانية، وفي السابق كانت تثور بكميات كبيرة، فهو على كل شيء قدير.
فالإنسان ينبغي عليه أن يخاف الله جل وعلى فإذا رأى الآيات يعتبر بها، كل ما يجري من أحداث في الكون، كل ما يجري من أحداث على الأرض، في الشرق أو الغرب، في الصين أو في أمريكا أو في أوروبا أو في آسيا أو في إفيرقيا، لا نقول هذا بعيد عنا، هذا لا دخل لنا فيه، لاهذا آيات من آيات الله، ينبغي على الإنسان أن يتفكر فيها ويعتبر ويتأمل وينظر.
إذا هذه هي الآية الرابعة : آيات التدمير والتخويف ، التي يرسلها الله عز وجل على العباد سواء في الأقوام الذين سبقونا أو فيما يجري من حولنا من أحداث هنا وهناك في القريب أو البعيد، كلها ينبغي أن تكون محل تفكر ونظر وتدبر .
الآية الخامسة : التي ينبغي أن ننظر فيها ونتفكر فيها، آيات النصرة والتأييد والحفظ لأوليائه، والتمحيص كما قال الله عز وجل : (مَّا كَانَ اللَّـهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) [آل عمرا : 179] فتأتي الأحداث الجسام الكبيرة اللي تهز الأمة فتمييز الصف ، الصف المؤمن يحصل التمحيص ويحصل التنظيف للصف ويظهر المنافق ويظهر المؤمن الصادق ويظهر الذي بين بين، المذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فالأحداث العظام الكبيرة التي تجري في الأمة في الحقيقة هي لتمحص الصف، ينبغي علينا أن نتفكر فيها كيف أن الله عز وجل ينصر أولياءه ويؤيد أولياءه ويحفظ أولياءه، وكيف أن الله يذل أعداءه ويجعل الدائرة عليهم، إذا عندنا هذه الآية محل تفكر والإنسان كلما جال ببصره في هذه الأمور كلما ازداد يقينا وخضوعا وذلا وانكسارا للواحد القهار.
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أن يرزقني وإياكم الإيمان واليقين وأن يرزقنا التفكر والتدبر في آياته الكونية والشرعية وأن يورثنا جميعا الخشية له والرغبة في ما عنده والذل بين يديه والانكسار له وحسن العبادة له وحسن التوكل عليه، وأن ينصرنا وأن يؤيدنا بفضله ورحمته إنه جواد كريم، اللهم اغفر لنا جميعا وتقبل منا جميعا إنك أنت السميع العليم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

بارك الله فيكم، بنياتي جميعا، أترك المجال لكن إن كان هناك من سؤال أو استفسار أو إضافة
سؤال...
- التأمل والتفكر واحد، يعني التأمل إطالة النظر والتفكر استخدام العقل لكن في ظني ليس هناك فرق بينهما في العموم، لكن ربما الإنسان يتأمل ببصيرته في قلبه أو ينظر في العواقب ، عواقب الأشياء، والتفكر ربما يكون مصحوب بنظر بصري وعملي والتأمل ربما يكون بالعقل في عواقب الأشياء والتفكر يكون يعني التأمل يدخل تحت التفكر، والله اعلم .
- يكون هذا وهذا نعم، التفكر يكون في آيات الله الكونية ويكون أيضا في آيات الله الشرعية بدليل قول الله عز جل : (بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل :44] ولعلهم يتفكرون، يعني لآيات الله الشرعية حتى يستنبطوا الأحكام والدلالات، ولذلك اتستدل العلماء من هذه الآية على وجود يعني أن من أحكام الشريعة من كتاب وسنة أو المصادر التشريع الذين يأخذون منها الأحكام كالكتاب والسنة والقياس استدلوا بهذه الآية " ولعلهم يتفكرون "
- القلب يخشع ولكن أحيانا يكون القلب فيه فتور، من أين يأتي الفتور في القلب؟ الفتور يأتي بسبب ضعف الإيمان، وضعف الإيمان له أسباب كما قلنا هو قلة العلم لذلك الإنسان لا بد يقوي علمه، علمه بالشرعي، علمه بالله تبارك وتعالى، يزداد بطلب العلم ، العلم نور، العلم بركة، العلم خير، العلم بكل ما تعنيه كلمة العلم من معنى، يعني مثلا على سبيل المثال لما أنا آخذ كتاب مثلا في علم الأحياء وأقرأ في علم الأحياء هذا يورثني خشية لله تبارك وتعالى، علم الأحياء يصف لي المخلوقات كيف تعمل أجهزة هذه المخلوقات، علافتها، المخاطبة مع بعضها البعض، آخذ كتاب مثلا في علم الفلك، أقرأ كيف هي معالم الكون، وكيف تسير هذه الأفلاك ومكوناتها والعلاقات بينها، أتعرف على قدرة الله تبارك وتعالى، فالقراءة العلم والثقافة تورث الإنسان الإيمان، لأنه يقرأ يتزود بالعلم النافع، العلم الموصل لله تبارك وتعالى ، إذا هذا نوع من زيادة الإيمان، القراءة، إن كان للإنسان قدرة على الدأب، يجعل الإنسان يدمن على القراءة النافعة في كتب العلم سواء في الأحياء أو في الفيزياء أو في الكيمياء أو في الرياضيات أو في الفلك أو في شروح الحديث، في التفاسير، ينوع قراءاته، العلم نافع غاية النفع، هذا شيء.
الشيء الثاني يحاول أن يجالس الصالحين، الأخت الكريمة تجالس الصالحات الخيرات اللي عندهم شفافية وعندهم معرفة بالله تبارك وتعالى وعندهم لباقة وحسن كلام وحسن حديث، تجلس إليها وتتناصح معها وتسمع منها النصيحة، هذا يجلو القلب، مثل هذه المجالس تجلو القلب من الصدر وتنزع من على الإنسان الضعف لأنه يسمع الذكرى، كما قال الله عز وجل : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [ الذاريات :55] إذا الجلوس إلى الصالحات الخيرات الداعيات المؤثرات الصادقات المؤمنات المخبتات الخاشعات.
كذلك الإنسان ينظر في نفسه وين مكمن الخطأ أوالتقصير عنده؟ إن كان مرتكب لكبيرة أو معصية، يحاول أنه يتوب إلى الله تعالى منها، يترك المعصية، لأن المعصية تأثر على القلب، تأثر على الإيمان، وتضعف الإيمان، وتطفئ نورالإيمان في القلب فيحتاج الإنسان أن يبتعد عن الذنوب والمعاصي، فتنظر الأخت الكريمة أين موطن التقصير، وإن كانت على كبيرة أو على معصية تحاول أن تقلع عنها وتتوب إلى الله تعالى منها.
كذلك من الوسائل التي تعين الإنسان على قوة الإيمان الصلاة، يسعى الإنسان إلى الصلاة، يكثر من النوافل، يصلي ويضع جبهته على الأرض و يبكي ويمرغ وجهه بالأرض ويدعو الله سبحانه وتعالى، يدعو الله بصدق "يا رب، ارزقني الإيمان، يا رب ارزقني اليقين، يا رب افتح علي، يا رب يسر أمري" فيتضرع ويكثر من الدعاء، فيتضرع إلى الله سبحانه وتعالى وجبهته على الأرض في خشوع وذل وانكسار ويطيل و يطييييل الدعاء والبكاء بين يدي الله سبحانه وتعالى، فهذا يورث الإنسان الخوف، اليقين والإيمان، ويزيد في اليقين، يلتزم بالصلاة ويكثر من الصلاة النافلة .
كذلك من وسائل تقوية الإيمان، أن الإنسان يعتبر بالأحداث التي من حوله كما قلنا الاحداث التي تمر عليه لا بد أن يعتبر و يتفكر فيها، الذي يصيب غيره يمكن أن يصيبه فيخاف، يصير عنده الخوف من الله تبارك وتعالى، ثم لا مانع أن يتفكر في أحوال الموتى، أحوال الموتى أصحاب القبور، يعني يتذكر الموت إن كان الموت لا يجيء على باله فيخاف من سوء الخاتمة يخاف من العاقبة فيستعد للقاء الله سبحانه وتعالى فهذا أيضا من وسائل تقوية الإيمان فأسأل الله سبحانه وتعالى يا بنتي أن يرزقني وإياك بالإيمان و اليقين إنه جواد كريم .
- كيف يمكنني معرفة موضوع السورة ؟ طبعا من الأشياء المعينة ( يا بنتي ) على معرفة موضوع السورة كما قلت نقسم السورة إلى مقاطع فالآن لامانع مثلا أن ننقل معارف سورة الجاثية , ويفترض أني طبعا أفعل هذا لكن سبحان الله أخذني الحديث عن القرآن بصفة عامة وحديث الإيمان لا يمل كما قلنا من الآية بس لو رأيت بنتي خلينا نتابع مع بعض الخواطر اللي معي:
من الآية الأولى إلى السادسة : هذا مقطع
من السابعة إلى عشرة : مقطع ,
الحادية عشرة : تعقيب بالطبع على الحالة لوحدها
ثم من الآية الثانية عشر إلى الثالثة عشر : نعتبرها أيضا مقطع
من الآية الرابعة عشر إلى الآية الخامسة عشر : مقطع
من الآية السادسة عشر إلى الآية السابعة عشر : مقطع
من الآية الثامنة عشر إلى الآية التاسعة عشر : مقطع
من الآية الحادية والعشرين إلى الآية السادسة والعشرين : مقطع
من الآية السابعة والعشرين إلى الآية الحادي والثلاثين : مقطع
من الآية الثانية والثلاثين إلى الآية الخامسة والثلاثين : مقطع
ثم من الآية السادسة والثلاثين إلى الآية السابعة والثلاثين : مقطع
هذه المقاطع التي تشتمل عليها السورة ثم بعد ذلك نتعرف على موضوع كل مقطع.
الآن نمر عليها بسرعة مع بعض، نتعرف على المقاطع التي ذكرتها الآن، فقلنا في المحاضرة السابقة أن من الآية الأولى إلى الآية السادسة تتكلم عن ماذا ؟ في فاتحة السورة تنويه بشأن هذا الكتاب الكريم وعلى أنه الكتاب الذي أنزله الله على الناس معجزة لمحمد عليه الصلاة والسلام لصدق محمد عليه الصلاة والسلام، وفيه الهدى وفيه الخير وفيه العزة وفيه الحكمة، إذا تنويه بشأن الكتاب الكريم وعلى أنه من عند الله تبارك وتعالى وأنه لم يأت به محمد وليس من أساطير الأولين كما ذكر الكفرة وليس بقول كهنة بل هو من عند الله تبارك وتعالى أنزله الله معجزة خالدة باقية لنفع العباد والبلاد .
ثم بعد ذلك الله سبحانه وتعالى يأتي ويذكر دلائل القدرة والعلم والحكمة والصنع ليدلل على وحدانيته واستحقاقه للألوهية دون سواه، يدلل على ربوبيته وعلى وجوده وعلى أنه منفرد بالوجود و منفرد بالخلق ومنفرد بالتدبير وعلى استحقاقه للألوهية دون سواه، إذا أدلة على العلم والقدرة والحكمة والصنع على استحقاقه للألوهية دون سواه، أدلة الربوبية وأدلة الألوهية.
- من الآية السابعة إلى العاشرة لا قبل هذا قلنا ماذا ؟ نعم وفي بين ذلك عقاب من صد عن التفكر والاستفادة من هذه الآيات، آيات الشرعية وكذلك تدخل فيها الآيات الكونية لأن الذي دل على الأمر بالنظر إلى الآيات الشرعية والكونية هو القرآن الكريم. فاستجابة له ننظر في الآيات الكونية والذي لا ينظر في الآيات الكونية استجابة لأمر الآيات الشرعية في الحقيقة هو مكذب لهذه الآيات الشرعية.
طيب ثم بعد ذلك ذكر الله سبحانه وتعالى جزاء من يكذب بالآيات ولا ينتفع بالآيات ولا يستفيد من الآيات سواء كما قلنا شرعية وهو الوارد في السياق أو الآيات الكونية.
ثم بدأ الله عز وجل يعدد النعم على العباد – الآية الثانية عشر إلى الآية الثالثة عشر –
ثم كما قلنا مواقف الجماعة المسلمة المؤمنة من الكفار – الآية الرابعة عشر والخامسة عشر- والسيرة الجماعية والسيرة الفردية كما قلنا وأشرنا في المحاضرة السابقة –" كل نفس بما كسبت رهينة "
- في الآية السادسة عشر إلى الآية قبلها ( اللهم صلي على مجمد ) " ولقد آتينا بني إسرائيل" : الآية السادسة عشر إلى الآية السابعة عشر : يضرب الله سبحانه وتعالى مثل بحال بني إسرائيل مع الآيات وعن ما عمل الله تبارك وتعالى لما كذبوا وعاندوا وما انتفعوا علموا وما عملوا , كيف كانت تجزئة هؤلاء ؟ وفيه تسلية و تثبت للفئة المؤمنة الصابرة في أوائل الدعوة في العهد المكي فيضرب المثل للنبي عليه الصلاة والسلام ولصحابته الكرام في حال بني إسرائيل في حال بني إسرائيل وموقف بني إسرائيل من الآيات الاختلاف في صورها التي ذكرناها آنفا.
هذه كيف نقسم السورة إلى مقاطع و نعرف محتوى كل مقطع ثم بعد ذلك نحدد الموضوعات التي اشتملت عليها السورة ثم بعد ذلك نستدل على طبعا مهم جدا أيضا أن نعرف موطن النزول لأن فيها عامل كبير على معرفة موضوعات السورة، القرآن المكي له صفات عامة تنطبق على معظمه السورة من أي مجموعة لأي مجموعة تنتمي.
قلنا الجاثية تنتمي إلى مجمعة "حم" إلى "الحواميم" إذا لها صفات خاصة القرآن المكي له صفات خاصة كما أن كل هذا يعيننا على معرفة مواضيع السورة.
إذا مكان النزول والمجموعة التي تنتمي إليها السورة كذلك أسباب النزول إن كان فيه أسباب نزول مهمة أيضا في كشف موضوع والمرحلة الزمنية التي تم إنزال فيها هذه السورة يعني كثير من السور لا زالت تسلية وتذكير للفئة المؤمنة وفيها وعد ووعيد فلو نظرنا إلى مجمل سورة الجاثية نجد فيها نبرة الوعيد والتخويف والتسلية والتصبير ظاهرة، ظاهرة طبعا للمكذبين والمعاندين والمقصرين واللي يتبعوا الأهواء في التخويف والتذكير والإنذار والقرآن مكي و نبرة ظاهرة وقوية جدا في القرآن المكي عالية وواضحة، وإن كانت أقل من غيرها لكنها موجودة بدليل قول الله سبحانه وتعالى في " ويل لكل أفاك أثيم " من وراءها ارتجاءات قوية وكذلك قوله عز وجل : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) [الجاثية :21] "ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون " إلى آخر الآيات .. (وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ) فتجد نبرة الوعيد والإنذار والتخويف قوية وظاهرة في السورة .
- نعم – هل هناك كتاب يهتم بموضوع السور ؟ -
طبعا الكتب كثيرة تهتم بهذا الموضوع لكن من الكتب النافعة في هذا الباب- تفسير المنير- جيد , يعني يحدد موضوعات السورة , أهداف السورة والمؤلف اظنه الدكتورالسحيري جمع طبعا أقوال العلماء ب بصيغ مختلفة ، تفسير محدث وجيد ونافع. كذلك عندنا كتاب تفسير -التحرير والتنوير – لمحمد الطاهر ابن عاشور _ يتعرض للموضوعات. كذلك عندنا أيضا كتاب التفسير يسمى - نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للإمام البقاعي - يذكر شيء من هذا، أيضا من كتب التي تهتم أذكر مثلا ( اللهم صلي على محمد ) كتاب أيضا – صفوة التفاسير - كتب يتعرض في هذا الموضوع، كتب عديدة في هذا الباب .
طيب على كل حال بنياتي الآن وصلنا إلى التاسعة والنصف، قضينا ساعة ونصف، نقف هنا على أن نلتقي إن شاء الله تعالى الأسبوع القادم في درس إن شاء الله جديد مع آيات الله عز وجل.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقني وإياكم العلم النافع العلم الصالح وأن يرزقنا الإيمان واليقين والتدبر والتفكر المولد للخشية له جل وعلا إنه سميع عليم ، أستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
اللهم اغفر لنا وارحمنا إنك غفور رحيم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.

والحمد لله رب العالمين



توقيع أم ايمان
أم ايمان غير متواجد حالياً