عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-08, 01:46 PM   #5
غُربة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 08-12-2007
المشاركات: 342
غُربة is on a distinguished road
افتراضي

ربما تصلُح هذه هنا .. ولكن أتوقّع أننا بحاجة لأن نكون على اطّلاع سابق بالتاريخ وبمواقف استُخدمت اللغة فيها وكان لها أثراً على أصحاب اللسان الناطق !
.
.
من كتاب الكامل في اللغة والأدب :

رسالة عمر في القضاء إلى أبي موسى الأشعري

قال أبو العباس: ومن ذلك رسالته في القضاء إلى أبي موسى الأشعري وهي التي جمع فيها جمل الأحكام، واختصرها بأجود الكلام،و جعل الناس بعده يتخذونها إماماً،ولا يجد محق عنها معدلاٌ، ولا ظالم عن حدودها محيصاٌ، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم: من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس. سلام عليك، أما بعد، فإن القضاء فريضة محكمة، و سنة متبعة، فافهم إذا أدلي إليك، فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له. آس بين الناس بوجهك، و عدلك، و مجلسك، حتى لا يطمع شريف في حيفك، و لا ييأس ضعيف من عدلك، البينة على من ادعى، و اليمين على من أنكر، والصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحاٌ أحل حراماٌ، أو حرم حلالاٌ. لا يمنعنك قضاءٌ قضيته اليوم فراجعت فيه عقلك، وهديت فيه لرشدك، أن ترجع إلى الحق فإن الحق قديمٌ، و مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل. الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب ولا سنةٍ،ثم اعرف الأشباه و الأمثال،فقس الأمور عند ذلك، و اعمد إلى أقربها إلى الله، و أشبهها بالحق، واجعل لمن ادعى حقاً غائباً أو بينة أمدا ينتهي إليها فإن أحضر بينته أخذت له بحقه وإلا استحللت عليه القضية، فإنه أنفى للشك، و أجلى للعمى، المسلمون عدولٌ بعضهم على بعض إلا مجلوداً في حد، و مجرباً عليه شهادة زور، أو ظنيناً في ولاء أو نسب، فإن الله تولى منكم السرائر، و درأ بالبينات و الإيمان. وإياك و الغلق و الضجر، و التأذي بالخصوم والتنكر عند الخصومات، فإن الحق في مواطن الحق ليعظم الله به الأجر، ويحسن به الذخر، فمن صحت نيته، وأقبل على نفسه كفاه الله بينه وبين الناس، ومن تخلق للناس بما يعلم الله أنه ليس من نفسه شانه الله، فما ظنك بثواب غير الله عز وجل في عاجل رزقه و خزائن رحمته، و السلام.
.
.



توقيع غُربة
[CENTER][COLOR="DarkSlateBlue"]

يــَا إخْوَةً عَهِدْتُكُمْ أَنْتُمْ بَقَايَا يَعْرُبِ ،، مُدُّوا يَدَ الْعَوْنِ لِطــالِبٍ غَدَا فِي الْطَّلَبِ ،، هَيّا فَوَفِّرُوا لَهُ مَالِ الفتَى من مَطْلَبِ ،،[/COLOR][/CENTER]
غُربة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس