عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-08, 12:48 AM   #13
أم الخير
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

الحاجز الثاني :- الخوف من غير الله.
ما معنى الخوف من غير الله؟
يخاف من الفشل.
في بعض البلدان ـ بعيدًا عن الطلب ـ الثانوية العامة أصبحت بالنسبة لهم هاجسًا ، كل شيء ممكن يصير من أجل هذا، وبعد ذلك لما يتخرج يا ليته يحل مشاكل الناس، وإنما يبدأ مشاكل جديدة.
ما الذي أوصلهم إلى هذا الحد؟
خوفهم من أن يمنعوا من الجامعة إذا لم يحصلوا على الثانوية العامة ، لأنه لن يصبح عنده مستقبل وظيفي ، فتنتهي حياته.
ومثل هذا عند طالب العلم :- يخاف من الفشل، يخاف على سمعته أمام الناس، يخاف على موقفه، يخاف على .... .... إلخ ، وكأن هذا الخوف من غير الله ( الفشل ) يبين أن الطالب غير فاهم قضية غاية في الأهمية، وهي التي ذكرها الرسول لطالب العلم حال خروجه من بيته .
قال :" من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة".إذن: " من سلك " وليس شرطًا أن يحصّل، الأجر مرتب على نفس السلوك، فأنت إذا اجتهدت وذاكرت وفشلت ورسبت بمقاييس أهل الدنيا، ما هي المشاعر المثالية في هذا الوقت؟!المشاعر المثالية: هي أنني ما دامت في سلك الطلب أبقى مع المحبرة إلى المقبرة، وأيًا كان الحال والنتيجة، طالما أنا اجتهدت فأنا مأجور على ذلك.
لكن أحيانًا يأتي الخوف من الفشل فتهتز نية طالب العلم فيصبح غير فاهم هو أصلاً يخرج ويعمل هذا العمل من أجل من؟!
كأنه أحيانًا يعمل لنفسه عزلا نفسيًا.
ما معنى عزل نفسي؟
يعني إذا ظهرت النتائج ورأى نتيجته ولم تعجبه، فيأتي اللقاء ويضع القلم ولا يكتب !! كأنه يعاقب من علمه بأن لا يكتب ما يقوله في اللقاء لأنه لم يعطه الدرجة التي يريد ؟!
لا أحد يتعاقب إلا هو.
أتاه إحباط، نقول: كلمة إحباط، اكتئاب، ... عند مقاييس أهل الدنيا، أما طلاب العلم فلا علاقة لهم بذلك.
أنت في مكان ومع قوم تحيط بهم الملائكة، ويذكرهم الله فيمن عنده، وهذا هو الأجر الذي حظيت به، ولو قبضت وأنت في مثل هذا المكان، أو وأنت خارج من هذا المكان، وأنت مجتنب للكبائر ختم لك بخاتمة حسنة، ولا تنس قوله :" وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضى لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء " رواه الترمذي وقال الألباني: صحيح .
وهذا هو الذي نريده، لذلك لما يتشتت القلب عن المراد، وينسى ما هو المراد تصبح القضية كلها تنافس وخوف من الفشل وخوف من الاختبارات.
طالب العلم لابد أن يجاهد نفسه، فالقضية ليست تحصيلا، وإنما القضية أن يعلم أن هذا الدين منصور بنا أو بغيرنا، لكن الشرف لمن كان في ركب من انتصر.
ومهما تعلم طالب العلم من العلوم الشرعية وهو غير مخلص فلن يذوق طعم العلم ، لأن العلم بالإخلاص له طعم آخر، فالفرق ليس في المعلومات وإنما في ذوق طعم الإخلاص، فلما يذوق الشخص طعم الإخلاص ينـزل العلم في قلبه مختلفًا عن غيره.
نفس المعلومات لما تكون قلوبنا صافية من الشوائب تنـزل على قلوبنا بصورة مختلفة.

إذن: مما يدخل في قلب طالب العلم: الخوف من غير الله.
ما الحل؟
دفع التشتت عن قلوبنا، وتوحيد المطلوب.
فأنت تريد أن ترضي من؟ أليس الله عزوجل ؟!
إذن: دع عنك أي أحد، يا طالب العلم واعتنِ بالفرصة ،أنت تحاسب على الفرص من عند الله
يتبع*
أم الخير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس