عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-15, 12:23 PM   #1
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
Mmm أختاه .. ما هي رسالتكِ ؟!

أختاه .. ماهي رسالتكِ؟
..................

منقولٌ من صفحة الداعية / لبنى شرف
صيد الفوائد
:

تُتَّهمُ النساءُ عادةً بالثرثرة وخفة العقل ، والسطحية والجهل ...،
وأنا أرى بأن هذه الصفات تنطبق على فئة من النساء ، تلك التي لم تعرف غايتها في هذا الوجود حق المعرفة ،
ولم تُدرك عظم الأمانة والرسالة التي تحملها ،
فالمسلمة التي تعي هذا ، وتدرك أن عليها رسالة يجب أن تؤديها في هذه الحياة ، لا تجد وقتاً للثرثرة ، ولا تقبل بأن توصف بالجهل أو قلة العقل ،
لأن حاملة هذه الصفات معول هدمٍ وليست معول بناء في صرح الأمة التي تنتمي إليها !
ولذلك تجدها تسعى جاهدةً لأن ترتقي وتسمو بدينها و عقلها و فكرها وعلمها وأخلاقها ، وتتنافس مع قريناتها ولكن ليس في السفاسف كما تفعل بعض النساء للأسف ،
وإنما في معالي الأمور ، شأنها في ذلك شأن الصحابيات الجليلات – رضي الله عنهن – في علو الهمة والتسابق نحو الجنان .

وتراها خيرُ مُعين لزوجها في العلم و الدعوة ، وفي كل باب من أبواب الخير ، بل ربما تسابقه وتنافسه في ذلك ، وهو في أتم الرضا والسرور ، وتملأه السعادة والحبور ، لأنه عرف من يختار ...

من شاء أن يحيى قريراً هانئ البالِ اصطفاكِ
أو شاء عُشّاً حافِلاً باليُمْنِ لم يَخْتَرْ سِــواكِ
أو شاء جيلاً صالِحـاً طابت مغارسُهُ اجتباكِ

مثل هذه المرأة تعي تماماً ماذا يعني أنها راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، وتشعر بعِظَم الأمانة والدور الملقى على عاتقها تجاه أولادها ، فترعاهم ،
وتحنو عليهم ، وتؤدبهم وتربيهم خير تربية ، وتسمو بأرواحهم وعقولهم ،
ولا يكون هذا إلا إذا أرضعتهم الدين كما ترضعهم الحليب !
فهذا غذاء الأبدان ، وذاك غذاء العقول والأرواح .

وأمانة الأجيال في أعناقنــا *** دَيْنٌ نُوَفّيهِ إلى الرحمٰـنِ
تلك الورودُ الناشِئات على التقى *** رَيّانةً مُخْضَرَّة الأغصانِ
هلا أخذتِ بِهِنَّ في نهجِ العـلا *** ووَقَيْتِهِنَّ حَبائِلَ الشيطانِ

أختاه فلتكن لك غاية سامية تمضين نحوها ، ولتكوني من أصحاب الهمم العالية والنفوس التوّاقة ، وإيّاكِ و العيش سبهْللا ، فليس هذا من نهج المسلم ،
وإياك و الجهل ، فما الجهل إلا مفسدة ، ولكل سوءٍ مجْلَبَة ،
ثم إياكِ من الفراغ القاتل والمُدمِّر ، فهو سببٌ لكثيرٍ من الذنوب والمعاصي ، و ضياعٌ بل قتلٌ للوقت بالثرثرة الفارغة ،
ولستُ أدري كيف يكون عند المسلم وقت فراغ لا يقضي فيه أمراً ينفعهُ في دينه أو دنياه !!
فهذا وقته مقتٌ عليه ،
كما قال التابعي الجليل سفيان الثَّوْريّ : (( من لم يتأدب للوقت ، فوقتُه مَقْت )) .
ولقد كان يأتي الإمام ابن الجوزي – يرحمه الله – أحياناً في مجلسه بعض البطّالين – فارغي النفوس و العقول – ليتحدثوا معه بأحاديث لا تُغْني ولا تسمن من جوع ،
فيقول عنهم : (( فجعلتُ من المستعدّ للقائهم قطع الكاغد ، وبري الأقلام ، وحزم الدفاتر ، فإن هذه الأشياء لابد منها ، ولا تحتاج إلى فكر و حضور قلب ،
فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي .
وورد عن الشيخ الفقيه النحوي ابن عقيل الحنبلي أنه قال مُفْتِياً :
(( إنّي لا يحِلُّ لي أن أضيِّعَ ساعة من عمري ، حتى إذا تعطَّلَ لساني عن مذاكرة ومناظرة ، وبصري عن مطالعة ، أعْمَلْتُ فكري في حال راحتي وأنا مستطرح )) .

أرأيت أختي إلى هؤلاء كيف كانت هممهم عند الثريا ؟! . فلتكن لك همة عالية ، ولتكن لك رسالة تحملينها ، وليس أسمى من حمل رسالة الإسلام ،
فامضي نحوها واثقة الخطى ، عزيزة الجانب ، مرفوعة الهامة .

أنّا حلَلْتِ فأنتِ بدرٌ ساطــعٌ *** يتلألأُ بخلائقِ القـــــــرآنِ
في البيت تبنينَ النفوسَ فترتقي *** في سعْيِها و تفوزُ بالرِّضـــوانِ
في كل قلْبٍ حائرٍ يرجو الهدى *** في الأهل في الأترابِ في الجيرانِ
برسالة الإسلام فيضي حيثمـا *** يمَّمْتِ وجهك بالسَّنا الربانــــي
فرسالة الإسلام مَبْعَثُ عِــزَّةٍ *** ومنارُ إصلاحٍ وحصنُ أمـــانِ
أكرم به من دعوةٍ قدسيـــةٍ *** بالبِرِّ مشرقة وبالعرفــــــانِ
فتَمَثَّليها في الحياة فإنّمـــا *** خيرُ الحصادِ هدايةُ الإنســــانِ

اللهم اجعل أنفاسنا في طاعتك، ووفقنا للعمل الصالح الذي يُرضيك عنا ويُقربُنا إليك ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، ... اللهم آمين ،
والحمد لله رب العالمين .




توقيع أروى آل قشلان
إن نفترق فقلوبنـا سيضمها *** بيت على سحب الإخاء كبير
وإذا المشاغل كممت أفواهنا *** فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسـافة بيننا *** فالدرب بين الخافقين قصير
والبعـد حين نحب لامعنى له *** والكون حين نحب جد صغير
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس