[الزهرة اليانعة]

[OVERLINE] [/OVERLINE][OVERLINE][/OVERLINE][OVERLINE][/OVERLINE][OVERLINE][/OVERLINE]
[OVERLINE]

[OVERLINE]

مشكوووورة حبيبتي زهـــــرة أكرمك ربي دنيا وآخرة ..

قولي لي يا غالية التعريف الذي ذكرته هل هو لمالدي؟ وما هو مصدر الكلام؟ وبارك الله فيك

بخصوص بداية الاستشراق لا أجدها في كتاب محدد غير أن المعلوم أن في الأمر اختلافات كثيرة
فهناك من يرجع هذه البداية إلى إبان ضهور الاسلام وأول لقاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع نصارى نجران أو قبل ذلك عندما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رسله إلى الملوك والأمراء خارج الجزيرة العربية, أو حتى في أول لقاء بين المسلمين والنجاشي في الحبشة.. وهناك من يرى أن البداية كانت مع تحرك القوة الضاربة إلى شمال جزيرة العرب وذلك في غزوة مؤتة عندا قتل رسول رسول الله, ويرجع آخرون نشأة الاستشراق إلى الحروب الصليبية لأنها كانت البداية الفعلية لاحتكاك المسلمين مع النصارى واهو الأمر الذي دفعهم لمحاولة التعرف بمن هم المسلمين بعدما رأوا منهم من قوة..
وهناك من يقول إن البداية كانت مع عصر النهضة.. ويشير بعض الباحثين إلى أن الغزو النصراني يؤرخ لبدء الاستشراق الرسمي بصدور قرار مجمع فيينا الكنسي سنة 1312م وذلك بإنشاء عدد من كراسي اللغة العربية في عدد من الجامعات الأوروبية, ويرى الباحث الانجليزي ب. م. هولت ( p. m. holt) أن القرارات الرسمية لا يتم تنفيذها بالطريقة التي يريدها صاحب القرار وبذلك فإن القرار البابوي هنا لا يعد بداية حقيقية للاستشراق, وهناك من يرى أن البداية كانت مع حملة نابليون على مصر..
ولم أجد ترجيحا محددا في كل ما قرأت من مواضيع وكتب غير أن الدكتور الذي يدرسنا هذه المادة وهو باحث في هذا الميدان رجح يوحنا الدمشقي (670-750) وبالنظر إلى الفترة التي عاش فيها هذا الشخص يتضح أنه التقى ولحق بالطوائف التي تمثل المسيحية وسيسمع منهم ما دار من حوار وصراع بين المسلمين والمسيحيين..
ويوحنا المشقي هذا عربي الأصل عاش في دمشق التي كانت محتلة من طرف الامبراطورية الرومانية والتي تبنت النصرانية كدين رسمي وذلك على عهد القسطنطين..
وهذا الشخص كان يتقن اللغة العربية ويعرف تاريخ الجزيرة العربية وتاريخ المسلمين ويقرأ القرآن بلسانه العربي ويطلع على علومه ويسمع الحديث الشريف ويقرأه, كما أنه كان يتقن اللغة الآرامية وكان مطلعا على ثقافتها وكان يقرأ الإناجيل في لغتها الأصلية, هذا فضلا عن أنه كان يتقن الإغريقية ويفهم الفلسفة اليونانية وفلسفة أرسطو وأفلاطون وكان على اطلاع بالقياس ومنطق أرسطو كما كان مطلعا على الاستقراء وكل ما يتعلق بقوانين اللغة...
فهو بهذا جمع ثلاث ثقافات: العربية- الاسلامية, و الآرامية - المسيحية, و الإغريقية - الفلسفية.
وكل ما ذكر وغيره سيجعله يكون أول مستشرق بامتياز.
وهذا الشخص ليس أول مستشرق وفقط, وإنما يعتبر أول من فتح الباب لكثير من المبادئ التي سيعتمدها المستشرقون من بعده, ويعد أول من وضع منهجا استشراقيا لدراسة الإسلام..
ومنهجه هذا مبني على قواعد يمكن إجمالها فيما يلي:

1. دراسة الإسلام وكل ما يتعلق به في مظانه باللغة العربي
2. البحث عن _ نقاط الضعف_ وعن _المثالب_ في القرآن الكريم
3. التمويه: وهو بهذه القاعدة كأنه يقول للمستشرقين من بعده لا تنتقدوا الاسلام بشكل مباشر ولا تكونوا مباشرين ولكن كونوا مموهين..

ويهدف التمويه إلى التشويش على القارئ وتشكيكه فيما يؤمن به في هذا الصدد كتب يوحنا كتابه "مائة هرطقة وهرطقة" وسيبدأ في كتابه هذا بالحديث عن الهرطقات الآتية من التراث اليهودي _ والهرطقة عندنا هي البدعة_ مرورا بالمسيحي ليصل إلى ضالته وغايته _ الإسلام_ الذي جعله آخر الهرطقات ليوهم القارئ بأن الإسلام إنما هو واحدة من الهرطقات اليهودية المسيحية في قالب مدروس ومموه وهو الأمر الذي سيجعل هذا القارئ يرضخ للأمر دون دراسته دراسة نقدية عقلانية.. ولو كان الأسلوب الانتقادي مباشرا لتوقف القارئ ولفكر وميز, ولكن حدث العكس..

ويعد الدمشقي أول من سيقدم شبهات واعتراضات وانتقادات عن الإسلام بدءا بما يسميه التناقض في القرآن الكريم وسيشير إلى قضايا شتى فيه منها: قضية الإرث والحجاب وتعدد الزوجات ليفسرها ويمرر مغالطات عبر تفسيره تخدم مصالحه وتحاول إبراز التنتقض في الإسلام..
وهو بهذا العمل يحاول رد الإعتبار للنصرانيين بعد هزيمتهم العسكرية الشنعاء بإعمال الجانب الفكري..

[/OVERLINE]

[/OVERLINE]