بـدأ الشيخُ حديثَهُ قائِلاً :
أمَّا بعـدُ أيُّها الإخـوة .. فسلامُ اللهِ عليكم ورحمتُهُ وبركاتُه ..
لَدَيَّ سُـؤالٌ قبل أنْ نبـدأَ الدورة ، وهو : إذا أُصيبَ شخصٌ بالانفلونزا في الدَّمام ، ما العِلاجُ المُناسِبُ له عندكم ؟
تنوَّعَت الإجاباتُ ما بين : بُرتقال – عصير ليمون – زنجبيل – الثُّوم – خَلُّ التُّفاح .
حياتُنا الأُسَـريَّـةُ والتَّربويَّـةُ هِيَ نفسُ ما تفعلونه ، ليس مبنيًّا على أُسُسٍ لِتَحلَّ كثيرًا مِن مشاكِلِنا ، إنَّما هِيَ عِبارةٌ عن تجارب مارَسَها الإنسانُ مع الولَدِ الأول ، ويَظُنُّ أنَّها تُمارَسُ مع الولَدِ الثاني ، مع أنَّها في الحقيقةِ لا تَصلُحُ له ، أو مارَسَتها أُسرةٌ مِنَ الأُسَر ، وسَمِعَها في أحدِ المَجالسِ أو الاستراحاتِ ، فظَنَّ أنَّها تصلُح ، فهـذا قـد يُعالَجُ بالليمون ، والثاني بالزنجبيل ، والثالثُ بالدُّعاء ، والرابعُ بكذا ، لكنْ في الحقيقةِ ليست بالضرورةِ أنْ تكونَ هـذه العِلاجاتُ صحيحةً ، بل أحيانًا يشربُ الإنسانُ ليمونًا أو يَستخدِمُ أىَّ شئٍ للانفلونزا ، لأنَّ دورةَ المرضِ انتهت ، فوافق انتهاءُ دورةِ المرضِ مع شُربِهِ هـذا الشئ ، لكنْ ليس بالضرورةِ أنْ يكونَ عِلاجًا .
هل نحنُ عندما نُرَبِّي أولادَنا داخل بيوتِنا نُربِّيهم وِفقَ أُسُسٍ وضوابط مدروسة ٍ مبنيَّةٍ على خِبرةٍ وتجربة ؟ مبنيَّةٍ قبل ذلك على كلامِ اللهِ وكلامِ رسولِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ؟
أم القضيَّةُ – إخواني الكِرام – عبارة عن تجارب سَمِعناها ، أو أحيانًا قرأناها ، ليس بالضرورةِ أنْ تكونَ صالِحةً لمُجتمعِنا أو أولادِنا ؟
لذا نحنُ بحاجةٍ أنْ نُجَدْوِلَ حياتَنا مِن جديد ، وأنْ نبـدأ ، ولم يَفُتنا شئٌ بإذن الله ، حتى لو كان الإنسانُ قـد أصبحَ لديه وَلَدَان أو ثلاثةٌ ، بإمكانه أنْ يتداركَ أشياءَ كثيرة ، ودائمًا في الحياةِ الأُسَرِيَّـة اجعـل شعاركَ : { الوِقايـةُ خيـرٌ مِنَ العِلاج } .